قبيل الصيف.. قرار يقضي على أكشاك وغرف الصيادين بأمر من البلديات

الساعة 06:27 م|22 فبراير 2022

فلسطين اليوم

أثار إصدار البلديات في جميع محافظات قطاع غزة، قرارًا، ينص على إزالة الشرطة البحرية جميع الأكشاك والغرف التابعة للصيادين التي تضم معداتهم وأدواتهم، غضب واستياء شديدين للمئات من الصيادين، إذ اعتبروه، قرارًا، "مجحفًا" يهدد مصدر دخل عائلاتهم المستورة، في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بالقطاع.

وطالب الصيادون، جميع الجهات المعنية والرسمية بضرورة التراجع عن هذا القرار بحيث يضمن حرية عملهم والاستمرار بكل أريحية في صيد الأسماك، بعد أن أجبرهم على التوقف عن الصيد والجلوس في البيوت دون أي عمل.

وبدأت الشرطة البحرية، في تنفيد القرار عبر إزالة جميع الأكشاك ومعدات الصيادين على ساحل البحر، بدءًا من المحافظة الجنوبية وصولاً إلى المنطقة الشمالية غدًا الأربعاء، في حين نوه الصيادين باتخاذ خطوات تصعيدية في الفترة المقبلة، حال عدم التوصل إلى حلول جذرية في هذا الأمر.

اخلاء الاكشاك

الصياد همام أبو غنايم، أفاد، بأن الشرطة البحرية أخطرت قبل يومين الصيادين بضرورة إخلاء الأكشاك وأماكن تواجدهم من شاطئ البحر في غرب منطقة الوسطى تحديدًا في النصيرات، واليوم، نفذت الشرطة قرار الهدم وإزالة العشرات من الأكشاك الخاصة بالصيادين.

وقال الصياد أبو غنايم (31 عاما) لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": إن "الشرطة البحرية أزالت جميع الأكشاك التي يتواجد فيها أغراض وأمتعة الصيادين الخاصة بصيد الأسماك، ومنعتهم من التواجد في المنطقة".

وأضاف الصياد الذي يعمل في مهنة الصيد منذُ 18 عاما، أن معظم العاملين في صيد الأسماك اضطروا إلى الذهاب إلى بيوتهم والتوقف عن العمل، بعد إصدار هذا القرار، وتابع: إن" إزالة قرار هدم الأكشاك المعروفة بـ(عرايس الصيادين) قد أثر تأثير واضحًا على دخل عائلاتهم، على اعتبار أنها مصدر دخلهم الوحيد".

ونوه أبو غنايم، أن الصيادين بدأ بالتفكير في تنظيم فعالية رفضًا لقرار الإزالة، والمطالبة من جهات المعنية والرسمية في إعادة النظر بقراراتها، وتوفير أماكن خاصة لتجميع الصيادين على الشاطئ.

تهديد مصدر دخلهم

"وأخطرت أيضًا الشرطة البحرية عشرات الصيادين في المحافظة الشمالية، بضرورة إخلاء أمكانهم من الشاطئ، وهي قادمة على إزالة الأكشاك التي تضم شباك ومعدات الصيادين المتواجدة في منطقة الواحة والسودانية وجباليا والخالدي"، كما يقول الصياد عمر السلطان، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".

وأضاف السلطان (30 عاما)، أن بعض الصيادين أخلوا أماكنهم وآخرين امتنعوا عن ذلك، على اعتبار أن مهنة صيد الأسماك يُعد مصدر دخل أسرهم الوحيد، في ظل عدم توفر أماكن بديلة ونقاط محددة للصيادين على الشاطئ.

ونوه أن الشرطة في شمال القطاع تستعد يوم غدٍ الأربعاء، لتنفيذ قرار الإزالة والهدم، بعد أن ازالت الأكشاك في المحافظة الجنوبية والوسطى.

وقرر الصياد، اعتزال مهنة الصيد التي توفر لأسرته المكونة من ثمانية أفراد، وهو ما يضع العائلة في خانة الفقر الشديد، هم في غنى عنها.

وتوجه الصيادين إلى الجهات المعنية والرسمية في مقدمتهم بلدية جباليا والشرطة البحرية من أجل وقف تنفيذ هذا القرار، لكن تلك الجهات اخلت مسؤوليتها عن ذلك.

وشارك عشرات الصيادين، السبت الماضي، في وقفة احتجاجية أمام دوار السودانية شمال قطاع غزة، وطالب المشاركون بضرورة التراجع عن قرار الهدم وتوفير أماكن بديلة تُعد نقاط تجمع الصيادين.

قرار مجحف

بدوره، ووصف مسؤول نقابة الصيادين في شمال قطاع غزة، جهاد السلطان، قرار الشرطة البحري الذي ينص هدم أكشاك الصيادين على ساحل البحر، بـ"الجائر" و"الظالم".

وأكد السلطان، في كلمة له خلال وقفة احتجاجية شمال قطاع غزة، أن غرف الصيادين على ساحل البحر أقيمت بالاتفاق والتوافق بين الشرطة البحرية والبلديات والصيادين في تجمعات متفق عليها سابقًا.

وطالب، البلديات والشرطة البحرية بالتراجع فورًا عن قرار الإزالة للأكشاك التابعة للصيادين وابقاؤها على حالها في التجمعات السابقة والمتفق عليه، والوقوف جنبًا لجنب مع الصيادين، ودعمهم.

ويقدر عدد الصيادين الفلسطينيين بقطاع غزة نحو 4500 صياد، ويُعاني معظمهم من ويلات اعتداءات زوارق الاحتلال الاسرائيلي في عرض البحر، ما يسفر أحيانًا عن وقوع شهداء واصابات، حسبما ذكر نقيب الصيادين نزار عياش، في وقت سابق.

مشكلة قديمة جديدة

وأفاد مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي في قطاع غزة، زكريا بكر، أن الشرطة البحرية شرعت في هدم منشآت الصيادين على شاطئ البحر في جميع محافظات قطاع غزة، بأمر من البلديات.

وقال بكر، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن "مشكلة هدم منشآت الصيادين مشكلة قديمة جديدة، حيث مع كل بداية صيف تحقق البلديات أكبر فائدة ممكنة من الساحل بتأجير الاستراحات، وتقوم بتضييق الخناق على الصيادين المتواجدين على الشاطئ".

وأضاف أن هدم تلك المنشآت تأتي أيضاً ضمن دواعي أمنية، إذ تطلب الأجهزة الأمنية في غزة، أن يكون أماكن تواجد الصيادين على الشاطئ موحد وتحت السيطرة، مشيرًا إلى أن عمليات الهدم يتأثر منها صغار الصيادين خاصة أصحاب "الحسكات" الصغيرة.

وأوضح بكر، أن تلك المشكلة بحاجة إلى تشكيل لجنة مختصة تناقش بشكل معمق ترضي كل الأطراف، ووضع حلولاً للصيادين.

وبيّن أن المطلوب، اختيار أماكن مع توفير مرافق لتجمع الصيادين، لافتًا إلى أنه حتى اللحظة لم توفر الجهات الرسمية في مقدمتها البلديات أماكن ومرافق مخصصة للصيادين في شمال القطاع.

كلمات دلالية