توفيق عكاشة يثير الجدل مجدداً.. قاعد في البيت وأمي باعت دهبها

الساعة 09:33 م|21 فبراير 2022

فلسطين اليوم- وكالات

قبل نحو 10 سنوات، كان الإعلامي المصري توفيق عكاشة أحد أشهر مقدمي برامج "التوك شو" على القنوات التلفزيونية في البلاد، وخصّ نفسه بلكنة تقترب إلى لسان ساكني الريف المصري ليبدو قريباً من البسطاء، حينئذٍ لم يتخيل أحد من متابعيه أن عقداً واحداً من الزمن قد يكون كفيلاً بدفع الرجل إلى بيع أدوات تناول الطعام في مطبخ منزله، بسبب مروره بضائقة مالية، كما يقول.

وعبر منشور على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عرض عكاشة طقم تناول طعام مكون من ملاعق وشوك وسكاكين بمبلغ 20 ألف جنيه (ما يعادل نحو 1300 دولار)، مع إمكانية التفاوض لتقليل السعر، وبعد يوم من الإعلان حذفه معلناً أن أحد المصريين قد اشترى المعروض بالفعل.

توالت تعليقات المتابعين على المنشور سواء بالمؤازرة أو السخرية، وردّ عليها عكاشة -رئيس مجلس إدارة قناة الفراعين- بمعلومات توضح حالته المادية الحالية في ظل تعطله عن العمل، مؤكدا أنه أنفق من أجل مصر أكثر من 36 مليون جنيه في الفترة بين عامي 2011 و2013، لتتحفّظ السلطات بعد ذلك على أمواله، حسب قوله.

وأضاف عكاشة أنه اضطر أيضاً إلى عرض حصان عربي للبيع بنصف سعره الأصلي في السوق، مبيّناً أن والدته أيضا عرضت قطعة أرض مساحتها 5 أفدنة للييع ولم يأتها مشترٍ واحد، فاضطرت إلى بيع جزء من مصوغاتها الذهبية كي تستطيع الإنفاق على نفسها، حسب قوله.

وفي تصريحات لموقع "مصراوي"، نفى عكاشة -الذي دأب قديماً على التفاخر بانتمائه لعائلة ثرية- الربط بين بيعه ممتلكاته والحكم الصادر ضده قبل يومين، بالحبس 3 أشهر، في دعوى النفقة المتجمدة لطليقته، التي بلغت قيمتها 180 ألف جنيه (الدولار نحو 15.7 جنيهاً).

وقال إنه الإعلامي الوحيد الذي أنفق من ماله الخاص على قناة فضائية قبل قيام ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، ورغم التعثر المالي للقناة وقتئذ فإنها استمرت بالبث "من أجل البلد"، حسب وصفه.

وفي بداية العام الجاري، منعت السلطات المصرية عكاشة من السفر وقد كان متوجهاً إلى دولة الإمارات، بسبب أحكام قضائية تتعلق بالنفقة التي تطالب بها طليقته، لكن عكاشة استغل الأمر كعادته واتهم جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء منعه عبر موظفين إداريين ينتمون للجماعة، وهو ما أثار سخرية رواد مواقع التواصل وقتئذ.

وفي عام 2019 قضت محكمة مصرية بمعاقبة عكاشة بالحبس بتهمة تزوير شهادة دكتوراة قدمها خلال ترشحه لمجلس النواب، لكنه حصل على البراءة لاحقاً بسبب عدم حصوله على ميزة بهذه الشهادة المزورة، حيث إن الشهادة الجامعية التي يمتلكها كانت تكفيه للترشح حسب القانون المصري.

محطات برلمانية

ورغم أن حياته الإعلامية بدأت أوائل تسعينيات القرن الماضي داخل التلفزيون المصري، عبر تقديمه برنامج "أحزاب وبرلمان"، فإن توفيق عكاشة بدا مغرماً بالعمل السياسي، وحاول أن يطرق باب السياسة من خلال قبة البرلمان.

خاض الانتخابات البرلمانية عام 2000 لكنه خسر في جولة الإعادة، ثم فاز في عام 2010 ممثلاً للحزب الوطني الديمقراطي المنحل (كان يمثل الذراع الحزبية لنظام الرئيس الراحل حسني مبارك)، علماً بأنه استفاد من انسحاب منافسه القيادي بحزب الوفد فؤاد بدراوي، احتجاجاً على اتهامات بالتزوير شملت العملية الانتخابية وقتئذ.

ولم يوفق عكاشة في الانتخابات البرلمانية التي أعقبت ثورة 25 يناير في عام 2012، وبعد حلّ برلمان الثورة ثم الانقلاب العسكري في صيف عام 2013 نجح في الفوز بمقعد نيابي في الانتخابات التي أجريت عام 2015.

لم يهنأ صاحب الفراعين وقتاً طويلاً بعضوية البرلمان، ففي أوائل عام 2016 وُجّهت له اتهامات بالتطبيع مع إسرائيل جراء التقائه بالسفير الإسرائيلي بالقاهرة وتناول قضايا تمس الأمن القومي المصري، من دون إذن من البرلمان أو إخطار السلطات المعنية.

على إثر ذلك تعرض عكاشة للضرب بالحذاء تحت قبة البرلمان من النائب كمال أحمد، وفي مارس/آذار 2016 وافق أغلب النواب على إسقاط عضوية زميلهم الإعلامي المصري.

ورغم أن الإعلام المصري صدّر مسألة التطبيع مع إسرائيل كسبب وحيد لإسقاط عضوية عكاشة، فإن أسباباً أخرى تناولها النواب في جلسة إسقاط العضوية كانت أيضاً من الأمور المباشرة لإبعاد الرجل عن البرلمان، منها الإساءة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والإساءة لكل من السعودية والإمارات، والمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، فضلاً عن تجاوزه بحق رئيس مجلس النواب السابق علي عبد العال.

كما رأى البعض أن تصريحات مثيرة لعكاشة كانت السبب وراء استبعاده، وهي التصريحات التي قال فيها إنه هو من اقترح على السيسي الاستعانة بإسرائيل للتوسط عند أميركا لعدم وصف ما حدث في مصر عام 2013 بالانقلاب العسكري، مؤكداً أن السيسي استمع لنصيحته.

 

أزمات الفراعين

في عام 2009 انطلقت قناة الفراعين، وترأس مجلس إدارتها توفيق عكاشة، لكنها لم تحقق النجاح المنشود فجاء التفكير في إغلاقها لوقف نزيف الخسائر، غير أن اندلاع ثورة يناير 2011 غيّر خطة النهاية.

برز عكاشة خلال الثورة وما تلاها من أحداث عصيبة كأحد أهم الوجوه الإعلامية لدى عامة الشعب؛ فقد اعتمد طريقة شعبوية فكاهية في الحديث مع استخدام لكنة تشبه تلك التي يتحدث بها الفلاحون في الريف المصري.

وقف الإعلامي المصري في الصفوف المناهضة لثورة يناير، ثم عارض حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، وساند الانقلاب العسكري عليه، وبالطبع كانت قناة الفراعين هي الأداة للتعبير عن كل مواقفه السياسية.

ورغم أنه سار على خط كثير من الإعلاميين في مواقفهم المتأرجحة تبعا لمآل السلطة، فإن برنامجه كان الأكثر تعرضا للإيقاف سواء لمخالفته ميثاق الشرف الإعلامي أو بموجب أحكام قضائية، بسبب استغلاله في الهجوم على سياسيين وخصوم له بطريقة تمثل قانونا جرائم سب وقذف وتحريض.

وفي 2012 حكم عليه بالسجن 6 أشهر بتهمة سب وقذف والدة خالد سعيد، وهو الشاب الذي يعدّ أيقونة لثورة يناير بسبب مقتله تحت التعذيب على يد أفراد الشرطة قبل الثورة بشهور، وذلك دعا ناشطين لتدشين صفحة على الفيسبوك باسم "كلنا خالد سعيد"، تولّت لاحقا الدعوة للتظاهر ضد الشرطة وهي الدعوة التي تحولت إلى ثورة يناير التي أطاحت بالرئيس مبارك بعد نحو 30 عاما في السلطة.

ومع استمرار توقف القناة عن البث مع أزمات صاحبها داخل البرلمان، خفت نجمها تماما مع عام 2016، ليحاول عكاشة العودة إلى الجمهور من خلال شاشات أخرى، لكن استمراره لم يدم إلا أشهرا، وفي عام 2018 أعلن تعاقده مع قناة الحياة لكنها أوقفت أيضا برنامجه من دون إعلان أسباب.

مؤازرة وسخرية

أثار إعلان عكاشة بيعه جزءا من ممتلكاته تفاعلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتنوعت التعليقات بين المؤازرة لصاحب المشوار الإعلامي، والتشفي الممزوج بالسخرية لما آل إليه حال أحد المدافعين عن السلطة الحالية.

ورأى بعض المعجبين بمشوار عكاشة الإعلامي والسياسي أن ما يمر به ينمّ عن نكران لجميل رجل ساند السلطة "من أجل استرداد مصر من الاختطاف"، على حد قولهم.

في حين شكك آخرون في مسألة مرور الإعلامي المصري بضائقة مالية، خاصة أنه ينتمي لعائلة ميسورة الحال، وتساءل البعض عن السبب الحقيقي الذي يجعل السلطة تتخذ موقفا صارما من عودة عكاشة إلى الشاشات.

مواقف مشابهه

في يناير/كانون الثاني الماضي، كشف الإعلامي المصري جابر القرموطي عن مروره بفترة صعبة في عام 2021؛ بسبب قلة موارده المالية.

وأضاف القرموطي، الذي اشتهر بتقديم برنامج "مانشيت" الذي يستعرض أخبار الصحف، أنه مثل أي شخص قد يضطر إلى بيع أشياء من مقتنياته ليتمكن من العيش.

وأوضح في لقائه مع برناج كلام الناس المذاع على قناة "إم بي سي مصر" أنه وقع في خطأ عدم الادخار وعدم توقع تقلبات الزمن، واستطرد "لم أتخيل أنني سأبتعد عن الكاميرا في يوم ما، لأنني لم أقدم مادة يمكن أن تسبب اللوم لي".

لكن يبدو أن أمور القرموطي بدأت تتحسن، فقد طرحت قناة "سي بي سي" قبل أيام إعلانا ترويجيا لبرنامج "مانشيت" قالت إنه سيبث عبر شاشاتها في الفترة المقبلة.

بخلاف عكاشة والقرموطي، هنالك عدد من الإعلاميين لمع نجمهم في ثورة يناير وما تلاها من أحداث باختلاف توجهاتهم المؤيدة والمعارضة لمفهوم الثورة، منهم ريم ماجد التي انتهت مسيرتها الإعلامية داخل مصر في أبريل/نيسان 2015، بوقف برنامجها "جمع مؤنث سالم" الذي يذاع على قناة "أون تي في".

وعقب وقف البرنامج، قالت ريم -في تصريحات متلفزة- إنها ممنوعة من العمل في أي قنوات مصرية، مطالبة من أوقف برنامجها بتوضيح أسباب قراره.

ذلك المنع واجهه أيضا الإعلامي يسري فودة بسبب رفضه قتل مئات المعتصمين خلال فض اعتصام ميدان رابعة العدوية في أغسطس/آب 2013، وهو ما اضطره إلى السفر إلى ألمانيا ومن ثم الالتحاق بقناة "دويتشه فيله" لتقديم برنامج "السلطة الخامسة"، لكن سرعان ما توقف البرنامج على إثر اتهامات لفودة بالتحرش الجنسي.

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية