تقرير غزة تُحارب الإدمان على الإنترنت بطريقتها..!

الساعة 12:22 م|21 فبراير 2022

فلسطين اليوم

لا يخفى على أحد، تفاقم الآثار الناجمة عن الإدمان على استخدام الإنترنت والألعاب الالكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي من شأنها أن تؤثر سلباً على كافة مناحي الحياة، الأمر الذي دفع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لخلق مبادرة لمجابهة الأمر، بطريقتها الخاصة، وباعتماد لجنة متابعة العمل الحكومي.

لجنة متابعة العمل الحكومي بغزة، أقرَت في جلستها 154، اعتماد تشكيل لجنة الفريق الوطني لمجابهة الإدمان على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، بمشاركة عدة وزارات حكومية.

ويتشكل الفريق الوطني من ممثلين عن الوزارات الحكومية، من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، المكتب الإعلامي الحكومي، وزارة التربية والتعليم، وزارة الأوقاف، وزارة الداخلية، وزارة الشباب والثقافة، وزارة المرأة. بالإضافة الى الشركاء من القطاع الخاص ومنها اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية (بيتا)، والمؤسسات غير الحكومية كالمراكز الشبابية، المراكز الثقافية، وشبكة المؤسسات النسائية.

المهندس علي تيسير عكيلة الناطق الإعلامي باسم الحملة الوطنية لمجابهة الإدمان على الإنترنت، ومواقع التواصل والألعاب الإلكترونية، تحدث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عن تفاصيل الحملة، وأسبابها وأهدافها المرجوة منها.

أهداف الحملة

وأوضح م. عكيلة، أن الحملة، تهدف لتوعية كافة المستخدمين للإنترنت بخطورة إدمان الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، والحفاظ على النسيج الاجتماعي وحماية المواطن من مخاطر الاستخدام السلبي للإنترنت و للألعاب الالكترونية.

كما تسعى الحملة- وفق عكيلة- إلى الحرص على مستقبل الشباب وخصوصاً فئة المراهقين واللذين يشكلون الفئة الأكثر استخداماً لخدمات الانترنت وللألعاب الالكترونية، وتحقيق الأثر المطلوب والايجابي من خدمات الانترنت وتسخيرها في عمليات التنمية المستدامة، والوصول إلى بيئة الكترونية أكثر أماناً لجميع مستخدمي الشبكة العنكبوتية.

كيف سنحقق أهداف حملتنا؟

وحول الطريقة التي ستحقق الحملة أهدافها، بين م.عكيلة أن الحملة تحرص على نشر الوعي الالكتروني لدى الآباء والأمهات بهدف خلق بيئة اسرية محمية من الاثار السلبية للاستخدام السلبي للإنترنت وللألعاب الالكترونية.

ولفت إلى أهمية تعزيز دور أولياء الأمور والمعلمين وجهات الاختصاص كافة في تحمل المسئولية المجتمعية من خلال إشراكهم في تنمية المفاهيم الصحيحة حول الاستخدام الآمن والمفيد لخدمات الانترنت وللألعاب الالكترونية، وتعزيز التعاون المشترك وتكامل الأدوار بين الشركاء في القطاعين العام والخاص بهدف تعزيز الاستخدام الإيجابي للإنترنت.

أسباب ودواعي

وعزا م. عكيلة مبررات إطلاق الحملة، إلى تزامنها مع اليوم العالمي للإنترنت الآمن والذي يصادف هذا العام 8/2/2022، حيث تحرص المبادرة على مستقبل الشباب (عماد المجتمع) واللذين يشكلون النسبة الأكثر استخداماً للألعاب الالكترونية.

ولفت الناطق باسم الحملة، إلى رصد العديد من الدراسات الدولية والتي تُشير إلى العديد من الآثار السلبية الناجمة عن استخدامات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والألعاب، على سبيل المثال لا الحصر: (التوحد، العزلة الالكترونية، التفكك الأسري، إدمان الانترنت والألعاب....الخ ).

وأرجع م. عكيلة مبررات الحملة كذلك إلى التوسع الكبير لنطاق استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الالكترونية المتنوعة على مستوى كافة الفئات والأعمار وشرائح المجتمع، والتحول الالكتروني المتمثل في الانتقال من أجهزة الحواسيب والمحمول إلى الأجهزة اللوحية الذكية والذي نتج عنه وصول أسهل وأسرع لكافة الألعاب الالكترونية.

ولم يغفل، سهولة الوصول إلى خدمات الانترنت، وعدم تقييدها في مكان أو زمان محدد أو من خلال وسيلة واحدة , والذي نتج عنه وصول أسهل وأسرع لكافة الألعاب الالكترونية، مؤكداً أن التوعية الالكترونية مسؤولية جماعية.

ونوه الناطق باسم الحملة، إلى ازدياد المطرد في نسبة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الألعاب الالكترونية من النسبة الإجمالية لمستخدمي الانترنت بشكل عام، ومواجهة التحدي الأبرز الذي يواجه المجتمعات الدولية الآن ألا وهو : كيفية الاستفادة من خدمات الانترنت من خلال تعظيم الايجابيات وتقليل السلبيات الناجمة عن الاستخدام السيئ.

إدمان الشخص للانترنت

وأوضح م. عكيلة، عن علامات تكشف عن إدمان الشخص للانترنت، تظهر في ضعف الرغبة بالاتصال والتواصل مع محيطه الحقيقي (كالعائلة والاصدقاء ومجتمع العمل)، ووجود علامات الانسحاب، مثل القلق والتوتر العصبية أو الانزعاج أو الحساسية من أي محفز خارجي عندما لا يكون الشخص متصلاً بالإنترنت، وفقدان السيطرة على النفس، إذ لا يستطيع الشخص السيطرة على بداية ونهاية فترة تصفح الإنترنت بنفسه ودون تدخل خارجي.

ونوه إلى تدهور الصحة، مثل علامات قلة النوم والشحوب صباحاً وآلام في العمود الفقري والعينين والأعصاب وتنميل اليدين وآلام أسفل الظهر، ومشاكل في مكان العمل أو المدرسة، فضلاً عن التعلل بالأسباب، عبر البحث عن حجج بشكل دائم لإهمال الواجبات المدرسية أو المنزلية من أجل الجلوس أمام الكمبيوتر وتصفح الإنترنت.

و"تزايد أوقات تصفح الإنترنت، فكما في حالات الإدمان على أي مادة، فإن المدمن لا يكتفي بقدر معين ويسعى إلى زيادته بعد تعود جسده عليه. وكذلك مدمن الإنترنت يسعى دوماً إلى زيادة عدد ساعات تصفحه يومياً كي يكون راضياً." وفق م. عكيلة

حلول وعلاج

وفي البحث عن الحلول والعلاج، أكد على أهمية التخلص من ادمان الانترنت، والتي تتمثل في الاعتراف بالمشكلة أصلاً، ويجاد بديل عن الانترنت كممارسة الرياضة أو أي هواية ترفيهية أو زيارة الأقارب، والتقليل التدريجي من استخدام خدمات الانترنت، ووضع قيود محددة عند استعمال جهاز الكمبيوتر أو الإنترنت؛ فعلى سبيل المثال يمكن تحديد الأغراض التي سيتم استخدام الإنترنت لأجلها، وعدد الساعات التي سيتم قضاؤها على الكمبيوتر.

كما أشار م. عكيلة، إلى أهمية الحصول على الدعم من الأسرة أو الأصدقاء، وذلك من خلال وضع وقت محدد لاستعمال الإنترنت من قبل العائلة أو الأصدقاء، وعدم السماح بتجاوز الوقت المحدد، وإبعاد الشخص من قبلهم بالإجبار عن الحاسوب والإنترنت في حال انتهاء هذا الوقت.

كما أكد ضرورة تجنب استعمال الحاسوب للأغراض الترفيهية، وذلك من خلال حذف الألعاب عن الكمبيوتر، بالإضافة إلى الابتعاد عن شبكات التواصل الاجتماعية وغيرها من جهات الويب المسلّية، لمدة شهر أو اثنين .

وأتاح عصر الإنترنت إمكانية الاتصال غير المسبوقة والتي أدت إلى فوائد اجتماعية واقتصادية هائلة، ولكنه في الوقت نفسه فرض العديد من التحديات الجديدة، حيث أن الألعاب الالكترونية من أكثر اما يؤثر على سلوكيات من يلعبونها من مختلف الفئات العمرية بشكل عام و على سلوك الأطفال والمراهقين بشكل خاص.

 

 

 

 

كلمات دلالية