تقرير على حاجز الشهداء بالخليل: المستوطن يأمر الجندي بقمع الفلسطيني

الساعة 12:27 م|20 فبراير 2022

فلسطين اليوم

على حاجز شارع الشهداء وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، يتواجد مستوطن بشكل دائم مع جنود الاحتلال "الإسرائيلي"، عندما يحاول أحد المواطنين المرور يهمس المستوطن في أذن الجندي "هو ليس من سكان المنطقة" فيتم إعادته أو عرقلة مروره حتى يستطيع إثبات عكس ذلك.

ويغلق شارع الشهداء من خلال حاجز احتلالي دائم، ولا يسمح إلا لسكانه من المرور عبره، في محاولة للاستيلاء عليه لصالح المستوطنين الذين استولوا على عدد من منازل هناك.

ولا ينقضي الكثير من الوقت حتى تتوقف في المكان مركبة حولها المستوطنون مقهى متنقل وتقوم بتقديم المشروبات للجنود وبشكل مجاني.

ليس هذا حال شارع الشهداء فقط، فجميع الأحياء في البلدة القديمة من المدينة والتي تغلقها قوات الاحتلال حواجز وبوابات إلكترونية بات المستوطنين يتواجدون فيها بشكل دائم، ويرافقون الجنود للتحريض على الفلسطينيين وعرقلة حياتهم اليومية.

وخصص المستوطنون إحدى المطاعم المتنقلة لتقديم الوجبات للجنود وبشكل مجاني بالكامل، يشرف عليها أحد غلاة المستوطنين في المدينة.

لا يقف الأمر حد عرقلة مرور الفلسطينيين على الحواجز، بل عمل المستوطنين على التحريض على فلسطينيين بإطلاق النار عليهم أو منع إسعافهم خلال عمليات الإعدام التي يقوم بها جنود الاحتلال على الحواجز المنتشرة في أحياء المدينة.

وتغلق قوات الاحتلال الصهيوني قلب مدينة الخليل ب20 حاجزاً عسكرياً، وأكثر من 100 عائق حركي من بوابات إلكترونية و حديدية، وتغلق 1800 محلا تجاريا وألف منزل يسعى المستوطنين للسيطرة عليها بشكل كامل.

يقول الناشط هشام الشرباتي إن أكثر المستوطنين تطرفا وكرها للفلسطينيين "عوفر يوحنا" الذي يسكن مستوطنة كريات أربع" المقامة على أراضي الفلسطينيين الواقعة إلى الشرق من مدينة الخليل، يتواجد بشكل دائم مع الجنود على هذه الحواز ويقوم بالتحريض بالقتل أيضا.

وبحسب الشرباتي:" في حال حدوث أي حادث إطلاق نار على فلسطيني يكون هذا المستوطن أول الواصلين ويقوم بالتحريض على المسعفين ألا يقتربوا من المصاب قد يكون مخففا".

وأشار الشرباتي إلى حادثة إطلاق النار على الشهيد عبد الفتاح الشريف في حي تل الرميدة عندما كان لا يزال حياً عندما حرض الجندي على إطلاق النار عليه وقتله وهو مصاب، ورغم أن الكاميرات وثقت هذا التحريض وإعدام الشهيد الشريف إلا أن أحد لم يحاسب المستوطن.

وليس يوحنا فقط، ففي مستوطنة "كريات أربع" يسكن أكثر المستوطنين تطرفا وكرها للفلسطينيين، الذين يعلنون ذلك صراحة ويدعون بشكل مباشر لقتل الفلسطينيين والتخلص منهم، مثل حدث قبل عام عندما هدد رئيس المستوطنة بقتل رئيس بلدية الخليل لعرقلته لعملية بناء المصعد قرب المسجد الإبراهيمي، عبر التوجه للمحكمة العليا الإسرائيلية.

ويتواجد سكان هذه المستوطنة من مستوطنين بشكل دائم في المناطق الفلسطينية الساخنة و المهددة بالاستيطان مثل البلدة القديمة من الخليل وحي الشيخ جراح وباب العامود والمسجد الأقصى بالقدس المحتلة، وحتى في منطقة أم الفحم، كما هو الحال مع المستوطن إيتمار بن غفير.

الناشط والمدافع عن حقوق الإنسان عيس عمرو قال ل" فلسطين اليوم" إن هناك تكامل في عمل جنود الاحتلال مع المستوطنين، فكل منهم لديه صلاحيات محددة، المستوطنين يقومون بالاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم، وبالمقابل يقوم الجنود بحماية هؤلاء المستوطنين.

وتابع عمرو:" وفي بعض الأوقات يقوم الجنود بإعتقال أو احتجاز أو إطلاق النار على مواطنين لأنهم قاموا بتحدي المستوطنين أو مكان بيتهم قريب من المستوطنة أو منطقة يسعون للسيطرة عليها".

وأشار عمرو إلى حادثة وقعت قبل أشهر في خربة التواني بمسافر يطا جنوب المدينة، عندما قام أحد الجنود بإعطاء سلاحه الشخصي للمستوطن لإطلاق النار على الفلسطينيين.

وأضاف:" جنود الاحتلال الآن أصبحوا أكثر قربا لأيديولوجية المستوطنين المتطرفة، وباتوا يتقاسمون الأدوار بيتهم على الأرض في محاولة منهم للسيطرة على ممتلكات المواطنين ومناطق ( ج) وتحديدا منطقة H2 في قلب البلدة القديمة من الخليل".

كلمات دلالية