حكاية مسلسل "الجزائر.. سرّي" تثير غضب الجزائر: قصة اختطاف مثيرة ..؟

الساعة 09:15 ص|20 فبراير 2022

فلسطين اليوم

لازالت السلسلة التلفزيونية من المقرر بثها على القناة الفرنسية- الألمانية "آرتي"، تثير ضجة كبيرة في الجزائر، التي اعتبرتها عمل خيالي يُكرس الإرادة في رؤية الفوضى تحط من جديد على أرض الجزائر، حيث قررت قناة "ARTE" الناطقة بالفرنسية، والتي تحظى بمتابعة كبيرة في الجزائر، بث مسلسل بعنوان "آلجي كونفيدونسيال"  (الجزائر.. سرّي) والذي تدور وقائعه خلال مرحلة ما أسمتها الإرهاب التي عاشتها الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي.

يواصل المسلسل إثارة الجدل، والتفاعل الكبير حتى قبل بثه، عندما هاجمت وكالة الأنباء الجزائرية المسلسل ونسج التلفزيون الحكومي ووسائل إعلام جزائرية أخرى على منوالها.

حكاية مسلسل الجزائر.. سرّي

وعاشت الجزائر سنوات التسعينيات، التي يسميها الجزائريون بـ"العشرية السوداء" ويلات الإرهاب المتطرف، حيث قُتل رجال شرطة ودرك ومنتمون للجيش النظامي، قبل أن يتم استهداف إعلام الجزائر من صحفيين ومفكرين  بتهمة "العلمانية" ومحاباة السلطة.

مسلسل الجزائر 1.jpg
 

تروي حلقات هذه السلسلة القصيرة، قصة اختطاف تاجر أسلحة ألماني، والتحقيق الذي باشره ملحق بالسفارة الألمانية خلال مرحلة التسعينيات، التي عرفت خلالها الجزائر تصاعدا غير مسبوق للعمليات المسلحة، من قبل متطرفين.

حكاية مسلسل الجزائر.. سرّي

وفي تقديمها للعمل قالت قناة "آرتي" إن مسلسل "Alger Confidential"يحبس الأنفاس، وإن أحداثه تدور في كواليس عالم الذكاء والسياسة الواقعية. المسلسل اقتبسه السيناريست الفرنسي المولد (الجزائري الأصل) عبد الرؤوف ظافري من رواية  للكاتب الألماني أوليفر بوتيني، وهو من إخراج الفرنسي فريديريك جاردان، وبمشاركة من ممثلين فرنسيين من أصول جزائرية. وفي قصته كذلك علاقة بين ضابط ألماني بقاضية تحقيق جزائرية، قدمت كقريبة لمدير المخابرات الجزائرية.

ويبدو أن هذا هو الذي دفع أساسا إلى هجوم وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية على المسلسل وقناة “آرتي” خاصة ووسائل الإعلام العمومية (التابعة للدولة) الفرنسية عامة.

وفي مقال بعنوان “استقرار الجزائر يزعج وسائل الإعلام العمومية الفرنسية”، وصفت الوكالة المسلسل بـ”العمل الخيالي” و”الحاقد” و”الرديء”. وقالت إن وسائل الإعلام الفرنسية “لا تيأس من أمانيها في رؤية الفوضى تحط من جديد على أرض الجزائر”.

 واعتبرت أنه “يهدف إلى تحديث أطروحة “من يقتل من؟”، وذلك في إشارة إلى ما كان يطرح من تساؤلات في وسائل إعلام فرنسية (وحتى أخرى) خلال سنوات القتل والعنف، والمجازر الرهيبة، التي عرفتها الجزائر في تسعينات القرن الماضي، حول المسؤولية عن تلك العمليات، والذي كان وما زال يثير غضب السلطات الجزائرية، والتي كانت تعتبره اتهاما مبيتا ضد الجيش والأمن الجزائري، فيما تؤكد السلطات الجزائرية دائما أنها أعمال إرهابية تقف وراءها جماعات إرهابية إسلامية.

ومضت وكالة الأنباء الجزائرية تقول إن وسائل الإعلام الفرنسية “التي بسطت السجاد الأحمر للجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، وهو الحزب المسؤول عن مقتل ما يزيد عن 200 ألف شخص، تثبت أن أطروحة “من يقتل من؟” لا تزال مستمرة بقوة في وسائل إعلام الخدمة العمومية الفرنسية”.

وذهبت الوكالة للقول إنه “ينبغي على وصاية هذه المؤسسات الإعلامية التي ترحب بحركة رشاد الإرهابية، وريثة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، أن تستخلص العبر من فشل “الربيع العربي” الذي تحول بالفعل إلى فوضى وإبادة جماعية في سوريا وليبيا”.

ودعت وسائل الإعلام الفرنسية لـ”نبذ تلك الفكرة المتداولة لسنوات عدة والتي مفادها أن رشاد وسلفها الجبهة الإسلامية للإنقاذ هما حركات ثورية، وهي نظرية أخرى تمت تغذيتها بشكل واسع في هذا الإنتاج لوسيلة إعلام عمومية فرنسية”.

كما اتهمت تلك الوسائل بمحاولة توفير الظروف للفوضى في الجزائر “وهي فوضى لا يريد الجزائريون عيشها مجددا”.

واللافت أن المسلسل تم تصويره في المغرب، مما أعطى بعدا آخر للجدل. وفي المقابل قال كاتب السيناريو ظافري إن مخرج الفيلم الفرنسي جاردان حاول مرارا الحصول على تأشيرة للجزائر وترخيص لتصوير المسلسل في الجزائر، لكن تم رفض ذلك.

كلمات دلالية