مسؤولون صهاينة يخشون من فشل التعامل مع أيٍ حرب قادمة

الساعة 10:36 ص|17 فبراير 2022

فلسطين اليوم

حذر خبير أمني "إسرائيلي" كبير، من كارثة تُهدد دولة الاحتلال "الإسرائيلي"، يرى أن ليس لها حل عسكري بل سياسي فقط، خاصة مع وضوح عدم جهوزية جيش الاحتلال لأيِ حرب قادمة قد تكون طويلة.

ونوه الخبير "الإسرائيلي" فيما يسمى الأمن القومي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا "أوري بار يوسف"، في مقاله بصحيفة "هآرتس" العبرية، أنه "من الصعب معرفة ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قرأ مقال الجنرال اسحق بريك الذي نشر قبل أيام في الصحيفة بعنوان في الحرب القادمة ستحدث كارثة، وفي حال اطلع عليه، مشكوك أنه خصص الوقت المناسب للتفكير فيه، باستثناء الحاجة لمواجهة إعلامية مع ما طرح في المقال". 

مواجهة الفوضى

وأشار إلى أن "بريك هو متنبئ الغضب، ونبوءات الغضب تتحقق بين حين وآخر، وبعد أن يتم دفع ثمن باهظ، يتم تشكيل لجان تحقيق، ويتبين أنه كان هناك من حذر ولا يمكن منع الكارثة". 

وأضاف بار يوسف: "في عالم مثالي، كان رئيس الحكومة سيُشكل لجنة تحقيق ويطلب منها فحص عدة أسئلة مهنية تتعلق باستعداد "إسرائيل" لحرب طويلة متعددة الجبهات منها على سبيل المثال، إلى أي درجة نظام الإمداد مستعد لمواجهة الحرب القادمة؟ هل يتوقع أن تكون جبهة داخلية؟ وفي حال الإجابة بنعم، ماذا علينا أن نفعل لمنع ذلك؟ وهل توجد لسلاح الجو قدرة أمام الهجمات المختلفة التي يمكن أن تشل قواعده؟ هل توجد للجيش قدرة لمواجهة الدمار والخسائر التي ستحدثها صواريخ العدو؟ هل توجد للحكومة خطة منظمة لمواجهة الذعر والفوضى بداية الحرب، عندما ستنهار عشرات وربما مئات المباني نتيجة الصواريخ؟".

وقدر أن "احتمالية أن يُشكل بينيت لجنة كهذه تكاد تكون صفرا، ولكن البديل يمكن أن يكون بسيطاً نسبياً، ففي نقاش مقلص مع رئيس الأركان يمكنه أن يسأله: هل يمكن للجيش أن يعمل بشكل جيد في الحرب القادمة؟ دفاع فعال يمنع المس الجوهري بالجبهة الداخلية؟ وإذا تردد رئيس الأركان في الرد، يمكن التوجه لقائد سلاح الجو، الذراع الاستراتيجية لإسرائيل، الذي نعلق عليه الآمال ويسأله: هل يمكن لسلاح الجو أن يقوم بالدفاع عن سماء البلاد في الحرب القادمة؟".

وذكر الخبير، أنه "في السابق، كان الجواب الإيجابي على هذه الأسئلة واضحاً، ولكن الدخول الكثيف للتكنولوجيا العسكرية، لا سيما التسلح الصاروخي البالستي، والطائرات المسيرة وصواريخ كروز، كل ذلك خلق وضعا لا يوجد فيه للجيش بشكل عام وسلاح الجو بشكل خاص أي رد فعال على تهديدات إيران وحلفائها".

بؤر التهديد

ورأى أنه "في حال فشل الردع، سلاح الجو سيدهش العدو بقصفه، ولكن سلاح الجو لا يستطيع توفير حماية فعالة لفترة طويلة، وهذا أمر معروف جيداً"، منوهاً إلى أن "الدول العظمى بنت ترسانة نووية ستمكنها من تدمير بعضها، لكنها لن تمكنها من الدفاع عن نفسها، وميزان الرعب بين "إسرائيل" ومحور غير نووي.

وقال: "الإجابة الصحيحة على تعاظم التهديد، التي مركزها المعركة بين حربين، أعطت حتى الآن قدراً غير قليل من الثمار، لكنها لا تحل المشكلة، ورغم نجاح المعركة بين حربين، إلا أن إيران وحلفاءها لن يتنازلوا، وترسانة الصواريخ لديها اتسعت وقدراتها تحسنت".

ورجح بار يوسف، أن "استمرار الهجمات يمكن أن يؤدي إلى الاشتعال، وعملية التدهور لحرب 1967 أو حرب لبنان الثانية في 2006، هي أمثلة على ما يمكن أن يحدث"، مؤكداً أن "الردع مهما كان ناجعا، يمكنه أن يشتري الزمن ليس أكثر، وغياب الحل سيؤدي في نهاية المطاف إلى الحرب".

وأكد أن "التهديد المتعاظم على "إسرائيل" لا يوجد له حل عسكري، ويجب على الرد أن يكون في المجال السياسي، أي تطوير قنوات تفاوض مع إيران والدفع قدما بعملية سياسية مع الفلسطينيين، والتقدم في عملية سياسية مع سوريا"، معتبراً أن "ثمن البديل يمكن أن يكون أثقل من حمله".

كلمات دلالية