خبر في الذكرى الـ35 ليوم الأسير.. انطلاق أول إذاعة ناطقة باسمه: الفلسطينيون يجددون آمالهم بمعانقة الأحبة

الساعة 03:43 م|18 ابريل 2009

فلسطين اليوم – الانتقاد

ذكرى جديدة، تلك التي حملها شهر نيسان/ أبريل الجاري للفلسطينيين الذين اعتادوا في السابع عشر من هذا الشهر على إحياء يوم الأسير، وذلك منذ عام 1974، تيمناً بهذا اليوم الذي تنسم فيه الأسير (محمود بكر حجازي) عبق الحرية، في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال؛ على أمل معانقة أحبائهم ومهج قلوبهم الذين حاول العدو الصهيوني، وعلى مدار السنوات الماضية، حجب نور وجوههم عمن تاقوا لرؤيتهم.

تقول الحاجة أم إبراهيم بارود ـ من سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وهي من الأمهات اللواتي يشاركن في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى بصورة مستمرة: "أنا مشتاقة أقبل ابني إبراهيم، وأكحل عيني برؤيته".

تضيف أم إبراهيم المحكوم على ابنها بالسجن لمدة (27 عاماً)، أمضى منها 23 عاماً، انها صابرة ومتفائلة بتحرره وباقي الأسرى القدامى مهما كانت الظروف وطال الزمن.

أم الأسير رائد الحداد من جهتها عبرت عن أملها بأن تتم صفقة تبادل الأسرى وأن يكون ابنها من ضمن الأسرى المفرج عنهم؛ لا سيما في ظل عودة الأنباء عن استئناف مفاوضات صفقة التبادل؛ مع إبقائها على خشيتها من استمرار التلاعب الصهيوني بأعصاب الأسرى وذويهم.

أما شقيق الأسير وائل أبو فنونه المعتقل منذ عام 1989، والمحكوم بالسجن لمدة 3 مؤبدات و25 عاماً، من سكان حي الشجاعية شرق غزة، فرأى أن إحياء يوم الأسير بمثابة يوم للوفاء لهذه الفئة الهامة في المجتمع الفلسطيني؛ كأقل واجب يمكن أن يقدم لها مقابل تضحياتها غير المحدودة في سبيل الدفاع عن كرامة شعبنا، واسترداد حريته.

يقول أبو نائل: "أولادنا غاليين علينا كثير.. لكن فلسطين أغلى، ولذلك فنحن على ثقة تامة بأن مقاومتنا لن تخذلهم كما هو حال الزعماء العرب والمسلمين اليوم".

الحال في الضفة الفلسطينية المحتلة؛ لم يكن مغايراً، حيث يقول الحاج محمود النمورة من سكان مدينة الخليل، وهو والد اثنين من المعتقلين؛ أحدهما محكوم عليه بالسجن مدة 200 عام، بينما يقضي الآخر حكماً بالسجن 125 عاماً: "برغم ما يعانيه أبناؤنا؛ إلا أننا لا يجب أن نضعف أو نستكين؛ لأن تعويدنا الاحتلال على تقديم تنازل تلو الآخر جلب لنا الدمار ووسع أطماعه".

ما الواقع الذي يعيشه الأسرى في سجون الاحتلال؟ وما طبيعة المعاناة التي يواجهونها؟ بهذين السؤالين توجهنا إلى الأسير المحرر رامي أبو معمر، الذي أفرج عنه بتاريخ 12/2/2009، من سجن نفحة الصحراوي عقب قضاء فترة محكوميته البالغة "سبع سنوات وثمانية أشهر"، فقال: "إن ما يزيد عن 500 أسير غزاوي يعانون من انقطاع زيارات الأهالي منذ نحو عامين، فضلاً عن عدم وجود أي وسيلة اتصال بينهم وبين ذويهم، ناهيك عن سوء الطعام كماً ونوعاً، والإجراءات التعسفية المتصاعدة بحقهم بدءاً بالغرامات المالية وانتهاءً بسياسة الإهمال الطبي الممارس بحقهم".

صوتهم عبر الأثير

هذا الواقع بمرارته؛ خرج عن إطار التحذيرات والمطالبات بتحرك دولي أو ما شابه للتخفيف عن الأسرى الفلسطينيين، حيث شهدت غزة انطلاق بث الإذاعة الأولى الخاصة بالأسرى وقضاياهم.

الإذاعة كونها متخصصة بهذه الشريحة الواسعة في المجتمع الفلسطيني، فسيتولى تسييرها أسرى محررون عايشوا الحياة في سجون الاحتلال بكل تفاصيلها؛ وفقاً لما أكده مديرها العام الصحفي صالح المصري الذي قال في حديث لـ"الانتقاد": "إن فكرة افتتاح إذاعة متخصصة للأسرى جاءت ضمن رسالة المشروع الإعلامي والهم الوطني الذي تحمله إذاعة صوت القدس"، مبيناً "أنه وبرغم أن الإذاعة التي يرأسها أيضاً تقدم 3 برامج متخصصة بالإضافة إلى نشرة أخبار خاصة بالأسرى؛ إلا أن قضيتهم تحتاج الى ما هو أكثر من ذلك نظراً لأنها تتعلق بشريحة واسعة من أبناء الشعب الفلسطيني".

وأشار المصري الى أن الإذاعة الجديدة وعبر خطتها ستمثل لسان حال 11 ألف أسير فلسطيني، وذويهم الممنوعين من زيارتهم سواء في غزة أو الضفة منذ سنوات؛ تحت حجج واهية.

الأسير المحرر رأفت حمدونة ـ مدير مركز الأسرى للدراسات، من جهته أكد على أهمية وجود مثل هذه الإذاعة في ضوء حساسية المرحلة التي يمر بها الأسرى، وذووهم، فضلاً عن أنها ستعمل على كشف الوجه الحقيقي للدولة العبرية التي تتشدق بأنها رائدة الديمقراطية وحقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط؛ عبر فضح سياساتها، وإجراءاتها المخالفة لكل المواثيق الدولية.

الأمل إذاً لا سواه.. رسالة ستكون حاضرة عبر أثير هذه الإذاعة التي ستنطق بلسان آلاف الفلسطينيين ممن حالت القضبان الصهيونية الحاقدة دون جمعهم بذويهم.