تلقى تهديدات سابقة باغتياله

الشهيد نهاد البرغوثي: اختار بيته في الجنة وهيأ عائلته لاستشهاده وهذا ما كان يُغيظه!

الساعة 10:11 م|15 فبراير 2022

فلسطين اليوم

في مستشفى الاستشاري القريب من مدينة رام الله في الضفة المحتلة، حيث كانت عائلة الشهيد "نهاد البرغوثي" تودعه انهار شقيقه باكياً، فقام والده بالصراخ عليه قائلاً:" لماذا تبكي هو استشهد فدا الوطن، هو ليس بأحسن من الذين استشهدوا في غزه وجنين ونابلس، هذا قدرنا ومصيرنا هذا الدرب الذي مشينا عليه سنكملمن بعده".

الوالد تحدث أيضاً عن شوق نهاد للشهادة وهو الذي اعتقل أكثر من مرة وأصيب في مرة أخرى برصاصة بعنقه، وقال:" كنت أقول له سأزوجك وأبني لك بيتا فيرد علي بيتي في الجنة، وتوقعوا سماع خبر استشهادي في أي وقت".

واستشهد البرغوثي بعد إطلاق قوات الاحتلال "الإسرائيلي" الرصاص الحي باتجاهه مباشرة، عند بوابة العسكرية التي يقيمها الاحتلال على مدخل قرية النبي صالح القريبة من قريته.

الاحتلال قال أن مواجهات اندلعت بعد رشق الشبان لجنوده بالحجارة، ولكن شهود عيان أكدوا عدم إندلاع أيه مواجهات في المنطقة، وإن ما جرى أن الجنود مشاة تقدموا نحو منازل المواطنين في القرية فكان الشبان يراقبونهم ومن بينهم الشهيد، عندما أطلق أحد الجنود الرصاص باتجاهه بشكل مباشر.

وقال أحد الشبان الذي قام بتقديم الأسعاف للشهيد فور إطلاق النار عليه، إنه كان يراقب المشهد من بيته القريب على البرج العسكري وما جرى أن خمسة جنود نزلوا من البرج وتوجهوا إلى الجهة الشرقية من القرية، وكان عدد قليل من الشبان في المنطقة، وفجأه سمع صوت إطلاق الرصاص.

"كان صوت رصاصتين، واحدة أطلقها الجندي في الهواء والثانية استقرت بجسد الشهيد" قال. فور سماعه الرصاص خرج وشقيقه من بيته إلى المنطقة التي ارتقى فيها الشهيد، وتحدث إليه ولم يكن في وعيه ولم يستطع تحديد مكان إصابته، حينها بدأ بالصراخ أي أحد يمكن أن يساعدهم بنقله إلى المستشفى، وخلال الطريق قال "إنه فقد الوعي تماما".

وتابع:" كل ما يقال أن هناك مواجهات في المنطقة غير صحيح، لم يرشق الشبان الحجارة ولم يطلق الجنود سوى الرصاصتين".

ما قاله شاهد العيان هذا تطابق مع ما نقلته صحيفة "هآرتس" العبرية عن إطلاق النار باتجاه الشاب البرغوثي دون وجود أيه مواجهات، وهو ما ترجحه العائلة التي قالت إنه تلقى تهديدات سابقة بتصفيته.

ورغم مرارة الوداع، كانت عائلة الشهيد تحاول التماسك وهي تستذكر كلماته وهو يهيأها لاستشهاده، والدته كانت تردد وهي تودعه" هي الشهادة التي تمنيتها، كنت تردد دائما يا أم الشهيد ريت أمي بدالك حتى أصبحت أم الشهيد".

وبحسب الوالد فإن نهاد كان يقول له دائما أنه لا يطيق أن يرى المستوطنين والاحتلال يتجولون في وطنه وهو ممنوع أن يتقرب من أرضه، وخاصة حينما كان يرى مستوطنة "حلميش" التي سرقت آلالاف الدونمات من بلدته والبلدات القريبة، وتابع الوالد:" كان يضع الشهادة نصب عينيه دائما، يقول لي لست بأفضل من الشهداء الذين سبقوني".

 

كلمات دلالية