خبر الأمن المصري يستعين بكلاب بوليسية بحثا عن أسلحة بسيناء

الساعة 01:02 م|18 ابريل 2009

فلسطين اليوم: غزة

"نعم إن الغرباء لدينا يبدون كأشباح لحزب الله، وهناك تضخيم إعلامي لا مبرر له حول أسطورة فرارهم بجبال سيناء".

بهذه الكلمات يصف "منصور . ن . ع"، أحد مشايخ عشيرة بدوية، حالة الذعر الشديد التي تسود بين سكان سيناء خوفا من أن توجه لأحدهم تهمة الانتماء لما يسمى بـ"خلية حزب الله في مصر" إذا ما تواجد في المنطقة أحد الغرباء.

وتتواصل منذ أكثر من أسبوع حملة مكثفة تشنها أجهزة الأمن المصرية في المناطق الواقعة على الحدود المصرية مع قطاع غزة وإسرائيل لمطاردة من يشتبه في أنهم عناصر هاربة بـ"خلية حزب الله".

ويقول الشيخ "منصور" الذي عينته سلطات الأمن المصرية لحفظ الأمن في منطقته قائلا: "لقد تم التنبيه علينا من قبل كل أفرع أجهزة الأمن بالمراقبة الجيدة لمناطقنا، والإبلاغ عن وصول أي شخص غريب، وتقديم قائمة بأسماء من يشتبه بأنهم يمارسون أنشطة التهريب".

وفي السياق ذاته، يوضح: "تم سؤالنا مرارا وتكرارا عن معرفتنا بمصادر الثروات الطائلة التي تكونت عند بعض سكان الحدود في وقت قياسي.. مللنا من هذه الإجراءات المعقدة جدا".

وتأتي المداهمات المتوالية في سيناء على خلفية ما بات يعرف في مصر بقضية "تنظيم حزب الله"، حيث تقول القاهرة إنها تحتجز حاليا 25 شخصا يحملون الجنسيات المصرية والفلسطينية والسودانية واللبنانية، وذلك على خلفية التحقيقات في القضية التي جرى الإعلان عنها الأسبوع الماضي.

وكان الأمين العام للحزب "حسن نصر الله" اعترف في خطاب متلفز مساء الجمعة 10-4-2009 بأن اللبناني سامي شهاب الذي اعتقلته السلطات المصرية في هذه القضية هو بالفعل عضو في الحزب.

غير أنه نفى بشدة أن يكون شهاب ضمن أفراد التنظيم الذي اتهم النائب العام المصري المستشار "عبد المجيد محمود" أفراده بالعمل على تنفيذ تفجيرات ونشر الفكر الشيعي داخل مصر، وأضاف نصر الله أن شهاب كان يقوم فقط بمهمة نقل أسلحة للمقاومة الفلسطينية في غزة.

"تضخيم" إعلامي

ولم يخف الشاب محمد نوفل أنه ضاق ذرعا أيضا بهذه الإجراءات الأمنية، وقال لـ"إسلام أون لاين.نت": "حملات التفتيش في كل مكان وأكمنة لا حصر لها على الطرق ومداخل المدن، ويوميا تطالعنا الصحف بضبط أشخاص هنا وهناك، وتحولت سيناء بين ليلة وضحاها إلى منطقة اهتمام إعلامي أساء كثيرا إليها وإلى أهلها".

ويؤكد على ما قاله الشيخ "منصور" موضحا: "هذه الأيام أهالي جنوب سيناء يتجنبون الحديث مع أي غريب يصادفونه، خشية أن يكون من المشتبه بارتباطهم بحزب الله وتلصق بمن يتحدث معهم التهمة نفسها".

ويضيف وعلامات الحيرة ترتسم على وجهه: "الأهالي يشكون في حقيقة أي غريب، وأصبحوا ينظرون بالفعل إلى الغرباء على أنهم قد يكونون مصدر إزعاج لهم ويفضلون الابتعاد عنهم".

وفي المقابل قال محافظ شمال سيناء اللواء محمد شوشة في تصريحات صحفية: إن هناك "مبالغات إعلامية في وصف حقيقة ما يجري على أرض سيناء، وهو لا يعدو أن يكون إجراءات أمنية عادية وليس مطاردات كما يتخيل البعض".

في المقابل، قال عدد من الأهالي بشمال سيناء إن الحملة الأمنية الأخيرة نالت العشرات من المواطنين العاديين ممن تحوم حولهم شبهات القيام بأنشطة تجارية تتعلق بنقل بضائع لقطاع غزة عبر الأنفاق.

وأكدوا لمراسل "إسلام أون لاين.نت" أن أجهزة الأمن استدعت للتحقيق نحو 50 شخصا من المنطقة الحدودية خلال الأيام القليلة الماضية أفرج عن الغالبية العظمى منهم، ويخضع من يتم إلقاء القبض عليهم للتحقيق في مقرات أجهزة الأمن بالعريش، فيما يتم نقل بعضهم للتحقيق معهم بالقاهرة.

قائمة محظورات

"محمود . غ"، وهو سائق شاحنة، كشف لـ"إسلام أون لاين.نت" عن أنه سبق له أن قام بنقل الوقود من الإسماعيلية إلى رفح لصالح أحد أصحاب الأنفاق، وقد عرض عليه معاودة الكرة، لكنه رفض قائلا: "ما أخشاه أن أفاجأ بأنني عضو في هذا التنظيم".

وأشار إلى أنه وغيره كانوا يبحثون عن المال فقط من وراء هذه العمليات التي، بحسب قوله، تتم "بعلم الكبار قبل الصغار من رجال الأعمال والمسئولين، وكل هذا اختفى الآن، بل أصبح الحديث عنه ضمن قائمة المحظورات الممنوعة في هذه المنطقة"، على حد قوله.

وأعلنت الشرطة المصرية قبل يومين عن ضبطها شخصين من أبناء مدينة الشيخ زويد بحوزتهما 93 ألف دولار، ويخضعون حاليا للتحقيق حول مصادر هذه الأموال التي تقول أجهزة الأمن إنها وصلتهم من قطاع غزة لشراء بضائع لصالح تجار فلسطينيين.

وسبق إلقاء القبض على هذين الشخصين وتوقيف خمسة آخرين من نفس المنطقة وبحوزتهما أموال تقدر قيمتها بنحو 4 ملايين جنيه، فيما أفرجت عن ثلاثة فلسطينيين ضبطتهم بأحد المنازل القريبة من المنطقة الحدودية إضافة إلى طالبين أردنيين كانا في زيارة لأقارب لهما بقرية الخروبة.