عنان نجيب.. مقدسي ما بين الإبعاد والاعتقال والحرية

الساعة 02:28 م|13 فبراير 2022

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

حاولت سلطات الاحتلال بكل جبروتها وغطرستها إبعاد الناشط المقدسي عنان نجيب عن بلدته ومسقط رأسه في القدس، تارة بالإبعاد وتارة أخرى بالاعتقال.

عنان عيسى نجيب (48 عاماً)، من مواليد البلدة القديمة بالقدس، حيث أكناف بيت المقدس، فنشأ قرب المسجد الأقصى المبارك، ملتزماً بقضيته، مؤمناً بحقه في الدفاع عنها.

كان الشاهد الحقيقي على الجرائم التي ترتكب بحق المدينة المقدسة وسكانها المتمسكين بأرضهم وقدسهم، فتحرك إيمانه ووعيه لأخذ دوره في خط الدفاع عنها.

وجهت له قوات الاحتلال عدة تهم، منها الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وتنظيم الحراكات الشعبية والشبابية، التي كان لها الدور في التصدي لاعتداءات واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.

مسلسل الاعتقال والإبعاد:

اعتقل للمرة الأولى عام 1998م، وقضى 3 أشهر في سجون الاحتلال، ثم اعتقل عام 2004م، حيث مكث شهرين في التحقيق العسكري، ثم اعتقل عام 2008م، وقضى 24 شهراً.

كما اعتقل عام 2010م، وحكم بالسجن 25 شهراً، وما إن تحرر عام 2015م، حتى قامت قوات الاحتلال بإصدار قراره إبعاده عن المدينة المقدسة، لمدة 11 شهراً، قضاها في بلدة العيزرية بعيداً عن أهله وأسرته، وبعيداً عن مصدر رزقه في مجال الإنتاج الإعلامي، ثم قامت قوات الاحتلال بإصدار قرار إبعاد من جديد عام 2020م لمدة 6 أشهر، وتجدد 6 أشهر أخرى، بذريعة أنه "يشكل خطراً على أمن الدولة"، وبلغ مجموع ما أمضاه في سجون الاحتلال أكثر من 5 سنوات.

متجذر في القدس:

وما بين الاعتقال والإبعاد، كانت جولات من الاستدعاء والتحقيق القاسي، في مقابل عجز ويأس مخابرات العدو من إثبات أي تهمة عليه، فكان الإبعاد، وكان قراره بالصمود في بيت صغير غير صالح للسكن في "العيزرية".

رغم قرار الإبعاد المتكررة بحقه عن بيته وأسرته، إلا أن اسرته وأطفاله فضلوا الثبات والبقاء وعدم مغادرة بيتهم في المدينة المقدسة، رغم البعد وألم الفراق عن والدهم عنان.

الحرية المنقوصة:

 عقب معركة "سيف القدس"، وقبل انتهاء أمر الإبعاد الذي صدره بحقه عام 2020م، بنصف ساعة فقط داهمت قوات الاحتلال منزله في العيزرية وقاموا باعتقاله، والتحقيق معه في معتقل "المسكوبية"، في 10 يونيو 2021م.

وأصدرت سلطات الاحتلال قرار الاعتقال الإداري بحقه لمدة أربعة أشهر، والعزل انفرادياً في أيلول 2021م، ثم التمديد الإداري لمدة أربعة أشهر.

تهنئة ومباركة بالحرية:

أفرجت قوات الاحتلال اليوم الأحد 13 فبراير عن الناشط عنان نجيب، بعد اعتقال إداري دام 8 أشهر، وتعقيباً على هذه المناسبة، هنأ القيادي المحرر وعميد أسرى القدس سابقاً فؤاد الرازم، المقدسي والإعلامي عنان نجيب، بحريته من سجون الاحتلال.

وقال القيادي الرازم في مقابلة خاصة، إن سلطات الاحتلال تعمل باستمرار على تغييب كل ناشط له تأثير في  ساحة بيت المقدس، مشيراً إلى أن المحرر عنان أمضى سنوات طوال في الاعتقال والإبعاد نتيجة نشاطه في التصدي لسياسات الاحتلال وفضح جرائمه بحق المسجد الأقصى والمقدسيين.

وأضاف الرازم، أن الإفراج عنه يأتي في سياق صمود الأسطوري في وجه الاحتلال وثباته على مبادئه وقيمه التي آمن بها وعمل من أجلها، لافتاً إلى أن عنان يعد   شخصية وحدوية ومؤمنة إيماناً تاماً بقضية القدس المركزية.

وختم بالقول: إن الأخ عنان سيخرج من السجن أقوى إيماناً بعدالة قضيته التي ناضل من أجلها، ويقوم بدوره في مواجهة الاحتلال، مؤكداً أن الاعتقال والإبعاد لن ينالا من عزيمته وقوته، داعياً له بدوام العطاء من أجل القدس.

كلمات دلالية