الطفلة ميار واستجابة المعتصم.. بقلم/ أحمد المدلل

الساعة 02:11 م|12 فبراير 2022

فلسطين اليوم | أحمد المدلل

الطفلة ميار ابنة القائد محمود جرادات أطلقت صرختها، والتي عبّرت فيها عن صرخات أطفال فلسطين التي لم تتوقف ولا إجابة عليها ولم يكن لها صدى لدى القادة والحكام والمسؤولين في عالمنا العربي والإسلامي وللأسف الشديد حتى لدى القيادات المتنفذة للشعب الفلسطيني، ميار نبشت التاريخ من جديد تذكرنا بالمرأة المسلمة التي اعتدى عليها الروم فصرخت " وا معتصماه "، غاب المعتصم وغابت نخوته ، عندما يرتكب الاحتلال الصهيوني جرائم يندى لها جبين البشرية أمام مشهد ومسمع العرب والمسلمين والعالم الذى يدّعى التحضر والديمقراطية ولا يزال يواصل جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، أطفاله ونساءه وكهوله وشبابه وأرضه ومقدساته ، وتبزغ الطفلة ميار جرادات كالقمر يسطع بنوره كما وصفها الامين العام لحركة الجهاد الإسلامي وهو يحدثها ، لتفضح جرائم الاحتلال ضد عائلتها وأبناء شعبها ولتصرخ في وجه المتخاذلين والمطبعين والمهزومين والخائنين وسماسرة الارض والعرض من العرب والمسلمين والقيادات المنحرفة "أليست فيكم نخوة المعتصم "، لكنْ صرختْها لم تكن صرخةَ المكسور أو المهزوم بل إنها صرخة المجروح الذى تعالى على جراحاته وبقى صامدا فى وسط الوغى ويؤكد انه لا يزال قوياً يناضل مرفوعة هامته الى عنان السماء ، لم تنكسر إرادة ميار أمام اعتقال والدها وانتظار هدم بيت عائلتها لقد تعلمت من ابيها القائد محمود جرادات وعائلتها المجاهدة أن هذا أقل ما يقدمه الأحرار من ضريبة الكرامة والشرف والحرية لأن التضحية بالروح هي أسمى درجات الشرف ... ميار قالت كلمة الشعب الفلسطيني: اعتقلوا والدى ويريدون هدم بيتنا سأمضى في جهادى ومقاومتي للاحتلال حتى تحرير فلسطين ، وهذه وصيتها للمجاهدين ...وعلى صدى نبرة ميار القوية الثائرة التي تعبّر عن صمودِ وتحدى صاحبتها ( لقد خُلقنا للمقاومة وإذا هدموا بيتنا سنبنيه ) يجيب المعتصم قائد المقاومة باندفاعة الثائر المعهودة وثقة القائد الفذ تعلوها مشاعر أبوية يختلط فيها الفرح والحب والأسى ، يجيب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الأخ المجاهد زياد نخالة على صرخة الطفلة ميار باتصال مباشر معها ( يقوّى من عزيمتها ويشد على يديها ويشيد بموقفها البطولي وثباتها وتاريخ عائلتها الجهادى) ويكرر وعده لها ( سنبنيه . سنبنيه . سنبنيه ) رسالة تحدٍّ واضحة وصريحة للاحتلال بأن البطش والعدوان لن يزيدنا إلا اصرارا بالمضي على طريق الجهاد والمقاومة حتى تحرير فلسطين . وتُنهى الطفلة ميار محمود جرادات المكالمة مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي قائلة له " شكراً لك أنك لبيت نداء المعتصم " جملة جعلتنا نقف أمامها طويلاً وقد حركّت مشاعرنا وأبكتنا لأن شعبنا منذ ثلاثة وسبعين عاما وهو ينتظر المعتصم، ولكنْ آخر كلمات ميار فى المكالمة للأمين العام هو القسم العفوي من فتاة فلسطينية صغيرة صادقة تكسوها براءة الطفولة وقد اشتعلت ثورة وثقة وطمأنينة من حديث الامين العام لها، لتقول له " والله أنك امتلكت نخوة المعتصم"، وانا أكاد أقسم كما أقسمت أن الذي استنطقها هو الله ...

كلمات دلالية