وقال والد الشهيد الدخيل :"فور أن أبلغوني بحصول عملية اغتيال لشبّان في نابلس ترحمت على ابني محمد. أنا كنت أعرف، ومحمد كان يعرف، أن هذا هو مصير من يسير في هذا الطريق، إما النصر أو الشهادة، وقد كان ينتظرها ونالها" ".
انخرط في العمل المقاوم بعد "سيف القدس"
وأضاف :"انخرط ابني بقوة في العمل العسكري عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في مايو الماضي، وكانت أولى عمليات إطلاق النار التي نفّذها رداً على اغتيال الاحتلال للمقاوم جميل العموري في يونيو/ حزيران الماضي، في مدينة جنين، شمالي الضفة، إذ كان صديقاً مقرباً منه.
وتابع معلّقاً على ما قيل من إن المجموعة التي تعرضت للاغتيال تم استدراجها للمكان الذي وقعت فيه العملية : "هذا طريقه الذي اختاره، لم أمنعه، لكنني كنت أحذره دائماً من الاستدراج، إن جاءك اتصال أنهم وجدوني ميتاً في مكان ما، لا تأت، لا تصدق كل معلومة تصل إليك".
وأشار إلى أنه تلقى ابنه قبل يومين فقط من استشهاده مكالمة هاتفية من ضابط في جهاز استخبارات الاحتلال الإسرائيلي (الشاباك)، أبلغه بأن ملف ابنه الشهيد أصبح لدى فرقة اليمام من أجل تصفيته".
وفي ذات السياق، تلقى الشهيد أدهم مبروكة (الشيشاني)، مكالمات عدة من ضباط في "الشاباك"، طلبوا منه فيها تسليم نفسه، إلا أنه رفض، وخلال المكالمة الأخيرة، توعدّه الضابط الإسرائيلي باغتياله.
من ناحيتها قالت والدة الشهيد أدهم مبروكة: "مؤخراً لم أكن أراه كثيراً، لكنني كنت أدعو له دوماً بالحفظ والسلامة".
ملاحقة من السلطة
وقال والد الشهيد الدخيل :" ملاحقة ابني لم تكن من الاحتلال فحسب، بل من السلطة الفلسطينية أيضاً، وبدأت قبل نحو عامين عندما اعتقل لديها بتهمة إلقاء عبوة ناسفة باتجاه برج عسكري إسرائيلي في جبل جرزيم بمدينة نابلس".
ولفت إلى أن ابنه محمد تعرض حينها للضرب والشبْح لدى أجهزة السلطة الأمنية).
وأكد أنه بعد خروجه من سجن السلطة، ازداد إصراره على مقاومة الاحتلال، حيث انضم إلى ما يعرف بـ"خلية نابلس".
وتشير مصادر محلية أن الشهيدين الدخيل ومبروكة لم يتلقيا أي دعم من أي جهة، وأن محمد الدخيل باع بندقيته، واشترى أخرى بثمن أقل، ليوفر بعض المال للخلية التي ينتمي إليها..
ودخل الشهيدين الدخيل ومبروكة في مواجهة مباشرة مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي اعتدت على جنازة رفيق دربهم الشهيد جميل الكيّال، الذي اغتالته قوات الاحتلال في نابلس يوم 13 ديسمبر/ كانون الأول 2021، بإطلاقها الرصاص وقنابل الغاز باتجاه المشيّعين، فرد المسلحون على ذلك، ما زاد من الهوة بين الطرفين.
وكان قد استشهد، الثلاثاء الماضي، كل من :محمد الدخيل (22 عاماً)، برفقة أدهم مبروكة (28 عاماً)، الملقب بـ"الشيشاني"، ومساعدهم أشرف المبسلط (21 عاماً)، بنيران وحدة خاصة "إسرائيلية" دخلت إلى مدينة نابلس وفي وضح النهار.