بضعة شواكل من أجل لقمة العيش

بالصور بسطة "الأخوة الثلاثة": يكسبون سعادتهم بذرة "الليفل أب"..!

الساعة 07:36 م|08 فبراير 2022

فلسطين اليوم

غزة/أمل الوادية:

كخلية النحل يجوبون بين أروقة عربتهم لإنجاز عملهم بكل أمانة ودقة، أحدهم يهتم بتجهيز المشروبات الساخنة، والآخر يقف أمام الغاز لطهي الذرة، ليقدمها أخيه للزبائن بابتسامة عريضة ترتسم على محياه، يخلق بها علاقة ودية بينه وبين زبائنه من أجل توفير مصروف يومي يسد لقمة عيشهم.

هكذا يقضي الأخوة الثلاثة (علي، محمد، سيف الطلالقة) يومهم، حيث دفعتهم الظروف المعيشية الصعبة في قطاع غزة، من عدم اكمال تعليمهم في المدرسة، والعمل بسن صغير لكسب بضع شواكل يعيلون بها أسرتهم، فبعد تركهم من عمل الحجارة وتكسيرها، قرروا فتح بسطة صغيرة لبيع الذرة والمشروبات الساخنة، لتكون مصدر دخل خاص بهم.

يقول محمد لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "كنا نعمل لساعات طويلة في ترميم الحجارة وتكسيرها وبيعها بثمن زهيد لا يساوي الجروح التي لا تزال علامة في جسدنا، ذات مرة في جلسة عائلية اقترحنا مع بعضنا البعض فكرة فتح بسطة لبيع الذرة، وقررنا فتح المشروع رغم عدم امتلاكنا مبلغ من المال، لنشعر بالراحة بعد سنوات عمل الحجارة، ويكون لدينا مصدر دخل خاص بنا."

بسطة الأخوة الثلاثة (10).jpeg
 

ليفل أب

في سوق مخيم النصيرات وسط مدينة غزة يركن الشبان الثلاثة عربتهم التي أسموها (الليفل أب) وأمامها عدة طاولات وكراسي يجلس الزبائن عليها مستمتعين بالهواء الطلق أثناء تناولهم مشروباتهم المفضلة وزبادي الذرة المشوية.

"بدنا نعيش بأقل القليل" بهذه الكلمات وبنبرة صوت ملؤها أملٌ في الحياة عبَّر "علي" عن فرحته بافتتاحهم لمشروعهم الصغير الذي أصبح مصدر دخل لعيل ثمانية أفراد، إذ أن راس المال لشراء العربة والأشياء الأخرى كلها بالدَّين، مردداً كلمته المعتادة بعد كل اجابة "الحمد لله رب العالمين."

يضيف علي: "تركنا المدرسة لنعمل ونعيل أنفسنا وبدأنا مشروعنا منذ شهران، حيث أستيقظ أنا وأخي محمد من الساعة السادسة صباحاً، أما أخي سيف فينام بجوار العربة خوفاً من أن يتم سرقتها أو كسر زجاجها، أي أننا نعمل على مدار 24 ساعة في سبيل توفير لقمة عيشنا وفي ظل عدم مساعدة أحد لنا وسؤالهم عنا."

بسطة الأخوة الثلاثة (6).jpeg
 

الابتسامة سر النجاح

قليل دائم خيرٌ من كثير منقطع، على هذا النهج يمضي الشبان الثلاثة كل بداية يوم جديد، متوكلين برزقهم على الله، إّذ يقول محمد: "نعمل في اليوم الواحد أحياناً بعشرة شواكل فقط، ونعود للبيت ونحن مرتاحين البال، فالأهم بالنسبة لنا أننا نملك مصدر دخل ومكان خاصان بنا والحمد لله."

في داخل عربتهم الصغيرة يبيع الشبان الثلاثة كافة المشروبات الساخنة، إلى جانب بيعهم للذرة بأنواعها (المشوية، العادية، زبادي الذرة، الاندومي بالذرة)، وبأسعار متوسطة ومقبولة للناس.

يصف سيف سبب نجاحهم: "بالابتسامة العريضة أستقبل الزبائن وأرحب بهم، فالاحترام والتقدير للناس هي أساس المعاملة الحسنة، مما زاد ذلك من اقبال الناس علينا والدعاء لنا ومدح طعامنا، إلى جانب توحدنا نحن الأخوة الثلاثة يداٌ بيد لنكسب قوت يومنا بتعب جبيننا."

بسطة الأخوة الثلاثة (4).jpeg
 

فرغم الربح القليل الذي يجنوه في نهاية يومهم إلا أنهم مستمرون في عملهم، يقول علي: " صحيح أن ربحنا قليل لكن نكسب محبة الناس، وأملنا بالله كبير أن يرزقنا الله من خيره، ونبني بيتنا من باطون ويكبر مشروعنا بفضل الله وحب الناس لنا."

الشبان الثلاثة حالهم كحال الآلاف من الشبان الذين يعانون في قطاع غزة من أوضاع اقتصادية صعبة، بسبب الحصار المشدد، والانقسام السياسي، الذي فاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية للمواطنين، وأدى لقلة فرص العمل فزادت معدلات البطالة بشكل ملحوظ وصلت لـ80%.

بسطة الأخوة الثلاثة (9).jpeg
بسطة الأخوة الثلاثة (10).jpeg
بسطة الأخوة الثلاثة (8).jpeg
بسطة الأخوة الثلاثة (7).jpeg
بسطة الأخوة الثلاثة (6).jpeg
بسطة الأخوة الثلاثة (5).jpeg
بسطة الأخوة الثلاثة (3).jpeg
بسطة الأخوة الثلاثة (2).jpeg
بسطة الأخوة الثلاثة (1).jpeg
بسطة الأخوة الثلاثة (17).jpeg
بسطة الأخوة الثلاثة (16).jpeg
بسطة الأخوة الثلاثة (15).jpeg
بسطة الأخوة الثلاثة (14).jpeg
بسطة الأخوة الثلاثة (12).jpeg
بسطة الأخوة الثلاثة (13).jpeg
 

كلمات دلالية