نعم كلهم فاقدون للشرعية

الساعة 02:21 م|08 فبراير 2022

فلسطين اليوم | خالد صادق

السلطة الفلسطينية فاقدة للشرعية, ورئيس السلطة محمود عباس فاقد للشرعية, وحكومة محمد اشتية فاقدة للشرعية, والمجلس المركزي في دورته الواحدة والثلاثين والمنعقد حاليا في مقر المقاطعة برام الله فاقد للشرعية, ومنظمة التحرير الفلسطينية بتشكيلتها الحالية فاقدة للشرعية, والمجلس الوطني بحالته التي هو عليها الان فاقد للشرعية, ليس وفق القوانين والضوابط الرسمية فقط, انما وفق سياسة رئيس السلطة الاحتكارية والتي تنم عن عقلية ديكتاتورية واستبدادية غير مسبوقة, فالشعب الفلسطيني هو الذي يضفي الشرعية على السلطة ورئيسها وحكومتها ومنظمة التحرير ومجلسها المركزي والمجلس الوطني, ولا اعرف على ماذا يستند رئيس السلطة في قراراته السياسية التي يتخذها وينكر على الاخرين الحق في مناقشة هذه القرارات, الشعب الفلسطيني الذي يناضل ويقاوم الاحتلال ويرابط فوق ارضه ويفشل العدوان بصموده وثباته يستحق الاحترام والتقدير من رئيس السلطة واتباعه المتنفذين, ويجب على رئيس السلطة ان يدرك ان ما يشهده من دكتاتوريات لزعامات عربية في المنطقة تزرع الرعب والخوف في صفوف الشعوب, هذا الامر لا يمكن تطبيقه على الشعب الفلسطيني, لان كل مواطن فلسطيني يعيش على ارض فلسطين تبايعه البطولة, ولا يحمل عوامل الوهن والضعف في داخله, ولا تخيفه الطائرات وصواريخها ولا الدبابات ومدافعها ولا الزوارق الحربية وقذائفها, فهل يمكن ان تخيفه دكتاتورية وتهديدات محمود عباس وماجد فرج وحسين الشيخ, الشعب الفلسطيني مختلف يا عباس لأنه يقصف تل ابيب التي لا يجرؤ احد على قصفها, وهو مستعد ان يدفع ضريبة هذا القصف بثبات وصمود.

لذلك نحن نقول انكم بمؤسساتكم الواهنة أيها الرئيس «فاقد الشرعية» لا تمثل الكل الفلسطيني, ولن تستطيع ان تتحدث باسم الشعب الفلسطيني امام العالم, وكل ما تستطيع فعله ان تبقى تحرض على الشعب الفلسطيني, وتفرض عقوبات مالية واقتصادية على قطاع غزة, وتستدعي «عاصفة حزم» أخرى كنت قد طالبت بها الدول العربية لمواجهة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية التي اتهمتها بالإرهاب وزعمت ان من يديره «دواعش» الشعب الفلسطيني لا تكسره العقوبات والحصار واذا لم تكن الخمسة عشر عاما من الحصار لقطاع غزة غير كافية للتدليل على ما نقول, فعليكم ان تجربوا سنوات أخرى من الحصار لتدركوا ان هذا الشعب لا ينكسر ولن ينكسر, الشعب الفلسطيني لا يعرف المستحيل, لذلك صادروا ما شئتم من مؤسسات الشعب, وغيروا من المنطلقات والمواثيق كما شئتم, فان الشعب الفلسطيني يحمل ثقافة المقاومة في دواخله, وقد تحول الفعل المقاوم للاحتلال الى مسلك يومي يمارسه الفلسطيني في قطاع غزة بتعزيز امكانياته العسكرية والاستعداد للمواجهة القادمة مع الاحتلال, ويمارسه المواطن الفلسطيني في الضفة المحتلة بالعمليات الفدائية الفردية والجماعية ضد الاحتلال على الحواجز العسكرية والتصدي للاستيطان, ويمارسه الفلسطيني في القدس بالرباط في المسجد الأقصى المبارك وحمايته من أطماع الاحتلال, والتصدي للتهويد والتهجير وصيحة الله اكبر التي يطلقها وهو يحمل سكينه ويطعن الجنود والمستوطنين, ويمارسه أهلنا في ال 48 بالتصدي للقوانين العنصرية وافشال مخططات التهجير والفعاليات الشعبية المتضامنة مع غزة والضفة والقدس, انها شرعية النضال في مواجهة انتكاسات السلطة.

كانوا يتحدثون عن قرارات حاسمة سيتخذها المجلس المركزي المختطف «عباسيا», فأطل محمود عباس مطلقا جملة مواقف جاءت تكرارا ممجوجا لخطابات سابقة اعتدنا عليها ونعلم انها لا تساوي الحبر الذي كتبت به، قال عباس امام «شهاد الزور» «لم يعد ممكناً السكوت على الوضع القائم، وأصبح لزاماً علينا اتخاذ قرارات مصيرية كي نحافظ على وجودنا على أرض وطننا، من أجل القدس، درة التاج، ومن أجل فلسطين حرة أبية» وهذه الكلمات العنترية تحتاج الى فعل, والى خيارات, والى قوة تحققها, لكن قائلها لم يعتد الفعل ضد الاحتلال لأنه لا يؤمن الا بالتسوية كخيار وحيد, وهو سبق ان وصف نفسه والمحيطين به بانهم «بساطير تحت اقدام الاحتلال» وقال بان القدس درة التاج وكأنه لا يعرف ان «إسرائيل» حددتها بشرقيها وغربيها انها عاصمتها الأبدية دون ان يجرؤ على مواجهتها حتى كلاميا» وقال انه يريد فلسطين حرة ابية ولعله لا يعلم ان إسرائيل اسقطت خيار حل الدولتين وأنهت حلم السلطة بإقامة دولة حتى كما وصفها هو نفسه «بالجبنة السويسرية» وباتت «إسرائيل» واضحة تماما في سياستها مع السلطة لكن الرئيس عباس يصر على ان يضع غمامة على عينيه حتى لا يرى الحقيقة التي لا يرغب ان يراها, ولا ندري اين ذهب عباس بقرارات المجلس المركزي والوطني ولجنته التنفيذية وابرزها: «إنهاء التزامات منظمة التحرير والسلطة كافة، تجاه اتفاقاتها مع سلطة الاحتلال (إسرائيل)، بما يشمل تعليق الاعتراف بدولة «إسرائيل» إلى حين اعترافها بدولة فلسطينية على حدود 67 و»عاصمتها القدس الشرقية». كما قرر وقف التنسيق الأمني بأشكاله كافة، والانفكاك الاقتصادي, لقد بقيت مجرد حبر على ورق.

كلمات دلالية