لم يعرف شيئاً فور خروجه

بالفيديو "أحمد" الطفل والـــ"20" عاماً ..والفرحة لم تكتمل!

الساعة 12:31 م|08 فبراير 2022

فلسطين اليوم

حكاية الأسير أحمد الشويكي من القدس، واحدة من القصص التي تحمل في طياتها الكثير من التفاصيل المثيرة، فقد اعتقل رغم صغر سنه في سجون الاحتلال الإسرائيلي ولقيَ صنوف العذاب والتحقيق داخل أقبية الاحتلال.

الأسير أحمد كان فتى صغيراً لحظة اعتقاله ولم يبلغ الـرابعة عشر من عمره، إلا أن ذلك لم يشفع له من سجاني الاحتلال الذين ذاق على أيديهم صنوف العذاب والتنكيل.

والدة الأسير أحمد الشويكي وصفت شعورها في لحظة الإفراج عن ابنها الذي قضى 20 عاماً في سجون الاحتلال بـ"الفرحة والشعور الذي لا يوصف"، مضيفةً ":أن شعورها في هذه اللحظات هو بحجم الدنيا كلها، وأنها لحظة لقاءه احتضنته".

وقالت والدة الأسير المحرر أحمد الشويكي خلال حديث لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "أنه تم الإفراج عن نجلها أحمد بشرط الإبعاد عن مدينة القدس المحتلة".

وأضافت :"المحامون حاولوا تغيير قرار الإبعاد إلى أن الاحتلال أصرَ على إبعاده إلى مناطق الضفة الغربية".

وتابعت الشويكي قائلةً: "إن العائلة منذ الأمس تعيش حالة من القلق بعد إعادة اعتقال نجلها عقب الإفراج عنه، مؤكدةً أن معنويات نجلها بعد الإفراج عنه هي معنويات عالية".

وتحدثت والدته عن وضع نجلها داخل الأسر واصفةً معاناته "بالصعبة جداً، مشيرةً إلى إصابته أثناء اعتقاله حيث أصيب في يده اليمنى وأجريت له عدة عمليات حيث حدث لديه قطع في العصب بسبب إصابته بـأربع رصاصات.

وكشفت عن أن جنود الاحتلال حين اعتقاله قاموا بضربه بشدة بأعقاب البنادق على يده المصابة دون أدنى رحمة مما أدى لتضرر العصب لديه، موضحة أن البرد الشديد أثر على ابنها بسبب إصابته.

وعن معاناتها خلال زيارتها لابنها داخل السجن قالت والدته :" كنا نقضي عدة ساعات في طريق الوصول للسجن، موضحة أنه تنقل في عدة سجون منها سجن نفحة وإيشل وريمون، في النهاية بقي في سجن النقب الصحراوي حيث عاني من البرد الشديد وخاصة في فصل الشتاء".

من جانبه، قال الأسير المحرر أحمد الشويكي لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "إنه في هذه اللحظات يشعر بفرحة كبيرة ولا يصدق بأنه تم الإفراج عنه من سجون الاحتلال بعد 20 عاماً من الأسر".

ووصف الأسير الشويكي، شعوره بالصعب لأنه اعتقل وعمره أقل من 14 عاماً، موضحاً أنه لم يعش حياة الطفولة كما غيره من الأطفال، وأنه حين الإفراج عنه تفاجأ من تغير المحيط الخارجي من حوله والتطور الذي أصابه، حتى أنه لم يعرف منطقة سكنه من جراء تغير الأبنية والعمارات.

وشدد على أن شعوره بالفرحة يختلط بشعور حزين على فراق رفاقه في السجن الذين لازم بعضهم لمدة لا تقل عن 15 عاماً .

وأشار شويكي إلى أنه حُرم من الحرية منذ صغر سنه، وأن العالم يكيل بمكيالين في التعامل مع قضية الأسرى، حيث أنه في وقت قريب كل العالم وقف على قدم واحدة بسبب الطفل المغربي ريان، ولكنهم لم يقفوا من أجل الأسرى وهناك آلاف كريان في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف :"حينما دخلت على السجن كنت أعتقد أن أقصى حكم لي سيكون 3 أشهر ولا أعلم في حينها ما هو السجن، ولكن حكموني 20 عاماً بعد تخفيف حكم المؤبد من قبل المحامين، كاشفاً إلى أنه في بداية اعتقاله تعرض للضرب والإهانة والسباب بشكل شبه يومي من قبل سجاني الاحتلال.

وتابع الأسير الشويكي: "أصعب شيء في الحياة السجن والموت أرحم من دخول السجن فهي لحظات قاسية لا توصف، فحياة السجن عذاب و طوال الـ 24ـ ساعة الأسير يقبع بين أربع جدران وأقصى ما يحفظ الأسير هو السرير الذي فوقه".

وبيّن أن سلطات الاحتلال كانت تنغص عليهم سواء من خلال تقليل الزيارات أو الكنتينا، موضحاً أن بعد عملية نفق الحرية زاد قمع الاحتلال للأسرى.

وكشف الأسير شويكي أنه بعد حل الهيئات التظيمية داخل السجون توجد حالة تمرد في صفوف الأسرى ضد الاحتلال، بسبب تراجع الاحتلال عن ما تم الاتفاق عليه.

وأوضح أن قوات الاحتلال وجهت إليه العديد من التهم حينما تم اعتقاله وكان عمره ثلاثة عشر عاماً وعشرة شهور، وفي البداية حكم عليه بالسجن المؤبد ولكن بسبب صغر سنه وإصابته وتدخل المحامين تم تخفيف الحكم لـ20 عاماً.

وشدد الشويكي على أنه من أهم الأمور التي واجهته في بداية اعتقاله هي الإصابة حيث أصيب بـ أربع رصاصات ما أدى لشلل في يده، بعد تعرضه لثلاث كسور بفعل تعرضه لضرب جنود الاحتلال، موضحاً أنه في أول سنة لم يكن يستطع خدمة نفسه بفعل إصابته، ولكن الآن تحسنت حالة يده.

وعن قرار إبعاده عن مدينة القدس بيّن الشويكي أن الاحتلال يهدف للتنغيص على الأسرى وعلى فرحتهم، فالاحتلال لا يريد أن يرى مشاهد حمل الأسير على الأكتاف كالأبطال، ويريدون تحطيم معنويات الأسرى.

وفي ختام حديثه وجه الأسير شويكي رسالة للقيادة الفلسطينية، وهي "أن الأسرى يريدون الحرية والعودة لبيوتهم، مطالباً بالعمل على تحرير الأسرى".

كلمات دلالية