يسعى المواطن محمد عوض، 46 عاماً من سكان رفح جنوب قطاع غزة للتغلب على أجواء البرد القارس و درجات الحرارة المنخفضة التي تتزامن مع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، فيقوم بصناعة مدافئ و مواقد للطهي مستعيناً بألواح من الصفائح المعدنية و بعض الخردة.
عوض تحدث لـ "مراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عن فكرة إعادة تدوير عبوات الصفيح الملقاة التي عادة ما تستخدم لحفظ الزيت أو المشروبات الغازية، و يقوم بصب خليط الباطون (الأسمنت) بداخل هذه الصفائح، مبينًا أنه يقضي ما بين يومين أو ثلاثة في إعادة تشكيلها يدويًا لتخرج بالشكل المرغوب للزبائن.
و أوضح أن فكرة إعادة تشكيل الصفائح إلى مدافئ مستوحاة من فكرة شاهدها من خلال فيديو على يوتيوب، و قام بتطويرها بطريقته الخاصة، لتكون مدفأة (فحم أو حطب) يستخدمها المواطنون في قطاع غزة في أوقات انقطاع الكهرباء التي تستمر لساعات طويلة.
و أشار إلى أنه يشتري صفائح الزيت و غيره ب نحو 2 أو 3 شيكل، و يقوم بتشكيلها حسب طلب الزبائن، و تصل تكلفة كل مدفأة يقوم بصنعها نحو 30 شيكل، و يقوم بدوره ببيعها ب 40 شيكل.
و لفت إلى أن الفكرة لاقت إعجاب و استحسان الكثير من الناس، لا سيما أن المدفأة لها استخدامات متعددة سواء للطهي أو الشوي أو التدفئة من خلال التصميم، مشيرا الى أنها أيضاً اقتصادية في الوقود و يبقى الحطب او الفحم مدة أطول مشتعلا بها نظراً لوجود جزء من الباطون بداخلها.
وأكد عوض، أن أسعار المدافئ تتراوح بين 40-120 شيقلًا حسب الحجم، مبيناً أن بإمكانه صنع احجام مختلفة من تلك المدافئ، إضافة الى مواقد الطهي التي تحمل رؤوساً كما هو الحال في الغاز المنزلي.
و كغيره من أصحاب الحرف و الأاعمال الخاصة، فإن المواطن عوض يجد العديد من الصعوبات و التحديات لمواصلة وتطوير عمله، حيث يحتاج الماكينات و العدة اللازمة للعمل، بالإضافة إلى مكان يمكنه أن يعمل به، لا سيما أنه يتخذ زاوية من منزله لصناعة تلك المدافئ.
و يعاني سكان قطاع غزة أزمة كهرباء خانقة، تتجدد و تزداد حدتها في كل شتاء من كل عام منذ عام 2006، حيث تصل ساعات فصل الكهرباء إلى أكثر من 16 ساعة يومياً.