تقرير "التدفئة القاتلة" تحصد المزيد من أرواح الفلسطينيين في ظل غياب البدائل الآمنة

الساعة 10:23 م|05 فبراير 2022

فلسطين اليوم- غزة خاص

أعادت حوادث وقوع وفيات في صفوف المواطنين عمليات الاستخدام الخاطئ لوسائل التدفئة الى الواجهة، بعد أن شهدت السنوات الماضية انخفاضاً في عدد الوفيات.

و شهدت الأيام الماضية عدة حوادث راح ضحيتها عدد من المواطنين في قطاع غزة و الضفة الغربية، جراء استخدام وسائل التدفئة البدائية، تزامناً مع انخفاض درجات الحرارة التي سادت خلال فصل الشتاء الحالي، و كان آخرها وفاة مواطن وإصابة زوجته بحالة خطيرة، إثر اختناقهما بغاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من "كانون" فحم محلي الصنع يستخدم للتدفئة، وذلك في منزلهما بمنطقة وادي السلقا بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

و كانت المصادر الطبية أكدت أن المواطن إياد سلمان أبو منديل "37 عاما"، توفي اختناقا، فيما وصفت حالة زوجته اعتماد عرادة "37 عاما" بالخطيرة وتتلقى العلاج في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح.

و أفاد أحد أقرباء المتوفي أن عائلته اعتادت على استخدام "كانون" الفحم في التدفئة، خاصة مع تزامن الأجواء الباردة والمنخفض الجوي الذي يضرب فلسطين، مشيرين إلى أن انقطاع التيار الكهربائي ونقص وسائل التدفئة الآمنة يدفعان الكثير من العائلات لاستخدام الطريقة التقليدية والخطيرة في التدفئة.

و لا زال قطاع غزة يعاني من أزمة في الكهرباء، حيث لا تصل الكهرباء الى المنازل سوى 6 ساعات في اليوم، بسبب زيادة الأحمال و عجز يومي يتسبب بفصل التيار الكهربائي ساعتين أو ثلاث ساعات في الحصة الكهربائية الواحدة (جدول وصل التيار 8 ساعات)، كما تقول شركة توزيع الكهرباء.

و بدوره أشار المواطن سليم الحداد الى أن سكان قطاع غزة يدفعون حياتهم ضريبة صمودهم في وجه الأزمات التي يعاني منها القطاع، و من بينها أزمة انقطاع الكهرباء، فلا يتمكنوا من تشغيل وسائل تدفئة و انارة آمنة سوى وسائل بدائية كالفحم و الغاز و الحطب، لا سيما مع الأجواء الباردة التي يشهدها فصل الشتاء.

و قال لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية إن استخدام المكيفات والدفايات الكهربائية تحتاج كميات كبيرة من الكهرباء كي تعمل، وهذا مكلف جدا، حيث بالكاد يتمكن غالبية الناس من خلال اشتراكهم في المولدات من توفير إنارة خافتة لبيوتهم وتشغيل أجهزة كهربائية ضرورية كالثلاجات لحفظ طعامهم وشرابهم.

و من جهته أكد الدفاع المدني انه مع كل منخفض جوي يصل البلاد يقوم بنشر إرشادات للمواطنين، كما يتم استنفار جميع الطواقم العاملة في اطار الدفاع المدني من أجل تجنب حدوث هذه الأحداث الخطيرة.

و أشار الرائد محمود بصل، الناطق باسم الدفاع المدني في حديث لـ وكالة فلسطين اليوم الاخبارية الى أنه لطالما قاموا بمناشدة المواطنين بضرورة توخي الحيطة و الحذر في استخدام وسائل التدفئة و خصوصا التي نعمل بالغاز و الكهرباء أو مواقد النار التي يتم استخدام الحطب و الفحم فيها.

و أضاف: "نقوم من خلال المنصات الإعلامية و صفحة الدفاع المدني وصفحة الناطق الرسمي بارسال الإرشادات، و يتم تكثيف الإرشادات للمواطنين في موضوع التدفئة وفي موضوع الألواح المعدنية وموضوع خزانات المياه، كما نوجه المواطنين كيف يتم التعامل مع المنخفض".

و تابع يقول: "نحن لا يمكن أن نمنع المواطنين من استخدام وسائل التدفئة المتوفرة لهم في فصل الشتاء ، لذلك نوفر لهم ارشادات ضرورة التعامل معها بحذر".

و أضاف الرائد بصل: "في موضوع الغاز مثلا لا بد أن يكون هناك تيار هوائي موجود داخل الغرفة ويمنع بقاء هذه المشاعل وهذه المدافئ مشتعلة في فترة الليل، كما يمنع وضع المدافئ بجانب أشياء قابلة للاشتعال او الأثاث، و في مكان آمن بعيداً عن متناول الأطفال".

كما دعا بصل لاستخدام اسلاك كهربائية قوية للمدفأة الكهربائية يمكنها تحمل قوة الكهرباء و درجة الحرارة حتى لا تتلف.

و في السياق ذاته أوضح بصل أن الدفاع المدني تعامل مع أكثر من 104 مهام منذ مساء أمس ( بداية المنخفض الأخير )، حيث تم تسجيل حالة وفاة بسبب إشعال الحطب في الغرفة وإغلاق الغرفة وبالتالي أدت إلى اختناقه.

و فيما يلي إحصائية لعمليات الدفاع المدني خلال المنخفض الجوي الأخير:

4 حرائق

10 تطاير الواح معدنية

4 سحب سيارات

23 حالة شفط مياه

7 عمليات انهيار اسطح اسبست

2 عمليات اخلاء مواطنين

4 عمليات معاينة

26 جولة تفقدية

12 عملية تسريب مياه

2 عملية هبوط بالتريه

عملية سقوط اشجار

4 عمليات سخان شمسي

عملية تعامل مع حيوان

متفرقات (زيوت - اكشاك - بقوم) 1

حالات (اختناق 1 - و اصابات متنوعة 2) 3

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية