يوماً بعد يوم ينهش غول الاستيطان "الإسرائيلي" جسد الضفة الغربية، في ظل لهاث البعض وراء السلام وما يسمى بحل الدولتين، ظناً منهم بأن الاحتلال ربما يعطيهم بعض الشيء، إلا أنه ومن خلال سلسلة الخذلان التي أعطاها الاحتلال للمراهنين عليه أثبت عكس ذلك، ولم يعطهم إلا الفتات.
جرائم الاحتلال في الضفة المحتلة والقدس وخاصة سياسة التهجير القسري للفلسطينين من الأرض وإحلال السكان "اليهود" محلهم لم يتوقف للحظة ومازال مستمراً، وبتواطؤ أمريكي وإدانات أوروبية خجولة لا ترقى لمستوى المواقف الجريئة للجم التوسع الاستيطاني في الضفة.
هذه الهجمة الاستيطانية التي يشنها الاحتلال ضد القدس ومختلف مناطق الضفة المحتلة، يرجع لعدة أسباب أهمها ضعف الحكومة "الإسرائيلية" وعدم وجود وحدة وطنية فلسطينية كما يرى العديد من الخبراء والمختصين في مجال الاستيطان.
الخبير في شؤون الاستيطان الدكتور خالد معالي أكد أن سياسة حكومة نفتالي بينت تقوم على التوسع الاستيطاني ضمن سياسة ممنهجة ومتواصلة وهو أمر ليس بالجديد لدى الفلسطينيين.
ويعتقد معالي خلال حديث لـ "فلسطين اليوم الإخبارية" بأن الذين عولوا على المفاوضات والدور الأمريكي في كبح جماح الاستيطان، سقطوا وحدث عكس ذلك من خلال غض طرف الإدارة الأمريكية عن التوسع الاستيطاني في الضفة.
ورأى أن فشل خيار التسوية يرجع إلى أن الحكومة الأمريكية ترى أنه لا يوجد من يشكل ضغطاً عليها، ولا على الاحتلال؛ وهو ما يجعلها في حل من وعودها السابقة للفلسطينيين وخاصة حل الدولتين.
ويعتقد الخبير معالي: أن أسباب التوسع الاستيطاني بالضفة المحتلة يرجع لسببين أولهما :أن حكومة بينت حكومة "هشة"، ما دفع "بينت" إلى أن يزيد من رصيده من خلال التوسع الاستيطاني، من خلال وجود 3 مليون مستوطن بالضفة المحتلة، وثانيهما :هو عدم وجود برنامج وطني فلسطيني موحد ضد الاحتلال.
وأشار إلى: أن الاحتلال نتيجة لهذه الأسباب؛ يستمر في ضرب الخاصرة الضعيفة وهي "الضفة" من خلال زيادة الاستيطان والتغوّل "الإسرائيلي" على الأراضي الفلسطينية.
ووصف معالي الموقف الأوربي من الاستيطان بالضفة بـ"النفاق السياسي"، فهو يكتفي بالتصريحات المنددة بالاستيطان دون تشكيل مواقف ضاغطة وحقيقية لإيقاف الاحتلال عن مشاريعه الاستيطانية.
ويعتقد أن الموقف الأوروبي ترجمة للموقف الأمريكي، وهو ما يجعل الوضع لا يصب في صالح الجانب الفلسطيني، ما يجعل الاحتلال يعلن جهاراً عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية.
وبخصوص بؤرة "أفيتار" قال معالي :"البؤرة الاستيطانية "أفيتار" حدث عند بناءها إشكالية سواء داخل حكومة الاحتلال أو فلسطينيناً أو في المجتمع الدولي، موضحاً أن تصريحات خارجية الاحتلال بخصوص "أفيتار" تأتي في إطار التناقضات الداخلية في حكومة بينت والأحزاب المشكلة للحكومة".
وأوضح أن التوسع الاستيطاني لم يتوقف في جميع حكومات الاحتلال، إلا أن حكومة بينت ومنذ توليه منصبه زادت من عمليات مصادرة الأراضي والاعتداءات والتوسع الاستيطاني، لأسباب داخلية في هذه الحكومة أهمها أنها حكومة ضعيفة تريد أن تعزز مصداقيتها لدى المستوطنين.
ولفت معالي، إلى أن سبب تمادي بينت في الاستيطان؛ يرجع لحالة الضعف الفلسطينية وعدم وجود رد فلسطيني على الاستيطان، ما جعل بينت يقرأ هذا الواقع الداخلي الضعيف ويستمر في التوسع الاستيطاني.
وكانت أقرت "لجنة التنظيم والبناء" التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، أمس الخميس، على خطة لبناء 1500 وحدة استيطانية على أرض تقع بين التلة الفرنسية والجامعة العبرية، في القدس المحتلة.
وفي ذات الإطار كان صادق المستشار القانوني لحكومة الاحتلال أفحاي مندلبليت، على خطة إقامة البؤرة الاستيطانية العشوائية "إفياتار"، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، فيما أشار تقدير موقف قانوني صدر عن وزارة الخارجية "الإسرائيلية"، أن المصادقة على شرعنة البؤرة الاستيطانية "إفياتار" سيمس بعلاقات "إسرائيل" الخارجية.