صراع الخلافة… مشهد اليوم التالي لرحيل أبو مازن.. بقلم/ نداف شرغاي
قبيل انعقاد المؤتمر الثامن لحركة فتح في 21 آذار، وعلى خلفية صراع على خلافة أبو مازن ابن الـ 86، الذي تخونه صحته، ها هو التوتر يتصاعد في السلطة الفلسطينية.
في الأشهر الأخيرة، اصطدمت في مخيمات اللاجئين في الضفة، بالرصاص الحي، ميليشيات وعصابات تتماثل مع المرشحين المختلفين لرئاسة السلطة الفلسطينية. وتبرز المواجهات أساساً في منطقة جنين حيث ارتبط رجال الجهاد الإسلامي وحماس وحركة فتح معاً ضد السلطة.
فشلت محاولات السلطة الفلسطينية فرض إمرتها على منطقة جنين، وتحقق في هذه الأثناء نوع من “الهدنة” بين رام الله وجنين. وأعربت محافل أمنية في إسرائيل عن تخوفها من تصعيد إضافي.
في إطار صراعات القوى في السلطة الفلسطينية، دفع أبو مازن إلى الأمام مؤخراً اثنين من الموالين له: وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ورئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، وهو يرفع مستوى مكانتهما وصلاحياتهما. التقدير الإسرائيلي وداخل السلطة أن رئيس السلطة الفلسطينية يسعى لرؤية هذين الاثنين يواصلان طريقه، بما في ذلك التنسيق الأمني مع إسرائيل.
كلاهما مقبولان لدى المؤسسة الأمنية في البلاد، بل ويقيمان علاقات مع الولايات المتحدة والسي.آي.إيه، لكنهما ليسا بالضرورة محبوبين في الشارع الفلسطيني.
حماس تنتظر
المرشحون الآخرون للرئاسة هم: محمد دحلان، وهو خصم أبو مازن، ويقيم اتصالاً جارياً مع حماس-غزة، ولا يتواجد في نطاق الضفة بل في أبو ظبي. في السنوات الأخيرة، يضخ دحلان إلى مخيمات اللاجئين في الضفة أموالاً كثيرة تستخدم ضمن أمور أخرى، لشراء سلاح كثير. أما المرشحان الآخران فهما السجين المؤبد مروان البرغوثي، ورئيس الأمن الوقائي الأسبق جبريل الرجوب.
مؤخراً، أقنع ماجد فرج “السي.اي.ايه” و”الشاباك” الإسرائيلي بأن البرغوثي كان إرهابياً ويبقى إرهابياً، وأنه إذا ما تحرر من السجن وانتخب للرئاسة، فسيلغي التنسيق الأمني مع إسرائيل والولايات المتحدة.
للبرغوثي نفسه تأثير على ما يجري في السجون الإسرائيلية، والتقدير أن معارك الخلافة ستؤثر أيضاً على ما يجري في داخل السجون. ومن غير المستبعد أننا سنشهد إضرابات على هذه الخلفية، واضطرابات واحتجاجات مختلفة من جانب السجناء.
حماس هي الأخرى لا تجلس مكتوفة الأيدي؛ ففي مفاوضاتها مع إسرائيل حول تحرير المدنيين وجثماني الجنديين، تصر على تضمين مروان البرغوثي في كل صفقة. تقدر حماس بأنه إذا كان البرغوثي، وهو من مهندسي الإرهاب في الانتفاضة الثانية، في الخارج، فسيهزم أبو مازن ورجاله في المنافسة السياسية. فاستطلاعات المركز الفلسطيني للبحوث السياسية بالفعل تمنح أبو مازن في السنة الأخيرة تأييداً بنسبة 10 – 25 في المائة فقط، بينما يحصل البرغوثي على 22 – 34 في المائة. أبو مازن، بالطبع، ليس متحمساً، على أقل تقدير، من إمكانية خروج خصمه الأكبر إلى الحرية فيتنافس أمامه أو أمام رجاله.