السيول والبرد يضربان الفئات الأكثر ضعفاً في قطاع غزة

الساعة 09:23 م|03 فبراير 2022

فلسطين اليوم- غزة

لا يعرف سكان قطاع غزة ما ستحمله لهم الأيام القادمة نظراً إلى الآثار المتراكمة للأمطار الغزيرة والأجواء الباردة التي يشهدها وسيشهدها القطاع خلال الأسابيع القادمة، وسيكون الأشخاص الذين يعيشون ضمن ظروف صعبة بأمسّ الحاجة إلى الدعم والمساندة.

حالها حال العديد من سكان غزة، تجد سمرات نفسها غير قادرة على التعامل مع الشتاء وصعوباته. تعيش سمرات (29 عاماً) مع زوجها (40 عاماً) وأطفالهم السبعة في منزل صغير في حي الزيتون كانوا قد حصلوا عليه بالتبرّع. تقول سمرات: "هذا ما يسميه أطفالي بالمنزل. كنا نسكن في شقة مستأجرة، لكن زوجي لم يعد يستطيع تغطية تكاليف الإيجار، فطردنا المالك من الشقّة".

لقد ألحقت العمليات العسكرية الرئيسية الأربع التي شهدتها غزة على مدى العقد ونصف العقد الماضيين خسائر فادحة، كما أنها عرقلت إمكانية تقديم الخدمات الأساسية فيها. فما بين تصعيد شهر أيار/مايو 2021 والبنية التحتية المتضررة والمدمّرة والقيود المفروضة على دخول البضائع إلى القطاع، يكافح آلاف الأشخاص في غزة لكسب لقمة العيش. ولنتصوّر ذلك كلّه ولنضِف إليه العيش في ظل مستويات هطولٍ غير مسبوقة من مياه الأمطار.

تقول سمرات: "لقد أصبح الشتاء كابوساً بالنسبة لنا. ننام جميعاً في غرفة واحدة: أنا وزوجي بكر وبناتي حلا (12 عاماً) وغالية (10 أعوام) وريماس (6 أعوام) وميرنا (4 أعوام) وأولادي صقر (11 عاماً) ومحمد (9 أعوام) وسراج (3 أعوام). عندما تمطر، تبدأ المياه بالتسرّب من السقف، وأقضي طوال الليل في تغيير الأغطية المبللة لأحافظ على دفء أطفالي. لا يمكننا تحمل تكاليف تدفئة الغرفة، لذا نشعل الحطب بدلاً من ذلك. أخشى دائماً أن تتسبب النار في نشوب حريق في الغرفة ولا أستطيع النوم من كثرة خوفي وقلقي على أطفالي".

يملك بكر عربة يجرّها حمار، وهو يساعد الناس على توصيل الخضار من السوق إلى منازلهم مقابل القليل من المال. لا يتجاوز دخل الأسرة ككل 50 شيكل في الشهر، ولا يمكنهم تحمل تكاليف الكهرباء أو غاز الطهي. حتى أن بكر اضطر إلى بيع الثلاجة والفرن. الحطب هي الوسيلة الوحيدة المتبقية للطهي والاستحمام والحفاظ على دفء الأطفال. تضيف سمرات: "إنّ معظم الطعام الذي لدينا في المنزل قد حصلنا عليه بالتبرّع إما من قبل منظمات الإغاثة أو من الجيران".

أطفال سمرات طلابٌ جيدون. حلا تريد أن تصبح محامية وريماس تحب الرياضيات وتريد أن تصبح مهندسة. ومع ذلك، فإنهم يرجعون كل يوم إلى المنزل ولا يريدون العودة إلى المدرسة مرة أخرى. تقول سمرات: "يخجل أطفالي من أنفسهم أمام زملائهم لأنهم نادراً ما يحصلون على نقود للمصروف. أنا متعبة. كل ما أتمناه هو مستقبل لائق لأطفالي".

تقول مريم مولر، وهي مدير البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة: "إن الأمطار الغزيرة والطقس البارد عبء آخر يتعين على سكان غزة التعامل معه في يومنا هذا. وفي ظل غياب الحلول المستدامة والتحسينات طويلة الأمد، يشعر السكان بالإحباط واليأس. الناس بحاجة إلى بصيص أمل. إنهم بحاجة إلى مستقبل يتطلعون إليه". وتضيف قائلة: "وفي كثير من الأحيان، تؤثر الإجراءات الطويلة والمعقدة لإدخال البضائع إلى غزة على قدرة البنية التحتية الأساسية وفعاليتها. نحن نرحّب بالخطوات الأخيرة التي اتخذتها السلطات الإسرائيلية لتسهيل العملية ونأمل أن يستمر ذلك لضمان توفير الخدمات الأساسية في قطاع غزة، مثل المياه وإدارة مياه الصرف الصحي وإمدادات الكهرباء. يستحق الناس العيش بكرامة، ولا بدّ من تلبية احتياجاتهم الأساسية".

غرقت منازل و شوارع في غزة منذ بداية شتاء 2021 – 2022، وإنّ عدم توفّر بنية تحتية مناسبة يزيد الأمر سوءاً بالنسبة للسكان، إذ تؤدي محدودية إمدادت الكهرباء وتلف شبكات الصرف الصحي والهطول الغزير للأمطار إلى زيادة أعباء سكان غزة وتعريضهم لضغوط شديدة يومياً.

 

كلمات دلالية