خبر مدير حقوق الإنسان بالجامعة العربية: سياسات إسرائيل في القدس لا يمكن أن تعطي حقا أو تمنح شرعية

الساعة 08:43 ص|17 ابريل 2009

فلسطين اليوم-وكالات

قال السفير محمود راشد غالب مدير إدارة حقوق الانسان في جامعة الدول العربية: إن ما تنفذه إسرائيل بحق مدينة القدس المحتلة وأهلها أمر مرفوض في القانون الدولي.

 

وشدد في القاهرة، اليوم، على أن سياسات إسرائيل لا يمكن أن تعطي حق، أو تمنح شرعية، لأن الاحتلال من أصله باطل، ولا يمكن البناء على ما هو مرفوض وغير شرعي.

 

وأشار السفير غالب إلى موقف إدارة حقوق الإنسان بالجامعة العربية مما يجري، بقوله: نحن نرفض كل أشكال الممارسات الإسرائيلية في كل الأراضي العربية المحتلة، وبشكل خاص في فلسطين، وما ينفذه الاحتلال الإسرائيلي لتهويد القدس يشكل مخالفة صريحة لقرارات الشرعية الدولية.

 

وأضاف: ما يحدث يؤكد مرة أخرى التخطيط الإسرائيلي المستمر لتجريد المدينة المقدسة هويتها ومن عروبتها، وأكثر من هذا اعتدائها على المقدسات والأماكن التاريخية والسعي بجدية لتزوير تاريخها.

 

وأشار إلى أن تمادي إسرائيل وصل لحد عرقلة عمل لجنة الأمم المتحدة المكلفة بالتحقيق في جرائم العدوان على قطاع غزة، وقال: عرقلة لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة برئاسة جولد ستون، يؤكد بشكل لا يدعو للشك أن إسرائيل تضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية، وأنها تمعن في رفض التعاون مع الآليات الدولية، وبصفة خاصة التابعة للأمم المتحدة.

 

وشدد السفير غالب على أنه في ضوء ممارسات إسرائيل على الأرض بات مطلوبا من الأمم المتحدة، واللجان الدولية المختلفة أن تأخذ دورها في وضع حد لهذه الانتهاكات، والوقوف مع الشعب الفلسطيني الذي عانى ويعاني كثيرا منذ أكثر من ستين عاما.

 

ولفت إلى أن الجامعة العربية ستعرض مجمل الانتهاكات الإسرائيلية وخصوصا في مدينة القدس المحتلة على اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان التي ستجتمع في دورتها القادمة خلال شهر يونيو المقبل، لاتخاذ موقف حازم مما يجري.

 

وأضاف: سندرج على جدول أعمال هذه اللجنة بندا خاصا بما يجري في القدس، في إطار البند الدائم المعروض على جدول أعمال اجتماعات اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، وهو 'انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة'، الذي غيرنا اسمه مؤخرا ليصبح 'التصدي للانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة'.

 

 وأكد السفير راشد أن رصد الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة لحقوق الإنسان لا يكفي، بل مطلوب التحرك على كل المستويات لوضع حد لهذه الممارسات، بل وتقديم المسؤولين عنها للعدالة.

 

وتابع: اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان ستدرس ما يجري من اعتداءات إسرائيلية وتجاوزات خطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسوف نرى الإجراء التي ستتوصل إليه ليتم بناء عليه التحرك على كل الصعد الممكنة.

 

ولفت مدير إدارة حقوق الإنسان في جامعة الدول العربية إلى أن القدس الشرقية يتم التعامل معها في كل القرارات الدولية وفي مختلف دوائر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة على أنها أرض عربية ومحتلة، وأنه لا خلاف في ذلك، وأنه يجب البناء على ذلك في التحرك لفضح الانتهاكات الإسرائيلية في المدينة سواء بحق العائلات المقدسية أو المقدسات، أو عند تناول موضوع جدار الضم والتوسع العنصري.

 

وشدد على أنه لا شرعية للاحتلال الإسرائيلي في القدس العربية المحتلة، وأنه رغم ذلك وقناعة إسرائيل بهذا، تسعى جادة لإضفاء شرعية لوجودها من خلال سياسات الأمر الواقع، وسحب هويات أهالي المدينة الأصليين، وهدم المنازل، ومصادرة العقارات، ما يتطلب من المجتمع الدولي التدخل قبل فوات الأوان.

 

وأكد السفير غالب أن المتتبع للإجراءات والسياسات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة يتيقن أن إسرائيل تسعى لتحقيق هدف خطير جدا يتمثل في نفي الهوية العربية في القدس الشرقية.

 

واستنكر منع إسرائيل لتنظيم فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009، مشددا على أن إسرائيل بذلك تنتهك القانون الدولي، والاتفاقات الموقعة.

 

وأوضح أن إسرائيل دولة احتلال وتمارس الاغتصاب وتمعن بالقوة المفرطة لتحقيق ما تريد، وما قامت به وما تنفذه هو باطل جملة وتفصيلا بنظر القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني.

 

وتابع السفير غالب: اعتقد أن الفلسطينيين والمقدسيين المرابطين أكبر مما يحاك من قبل إسرائيل، ولا بد من التأكيد على أن وقفة المقدسيين والفلسطينيين وحدهم لا تكفي، فلا بد من تضافر الجهود العربية والدولية لمؤازرتهم، والتدخل لوضع حد لما تنفذه إسرائيل على الأرض.

 

وشدد على أن القدس هي مدينة عربية واسلامية ولا يمكن محو تاريخها من خلال ممارسات عبثية وغير مسؤولة تقوم بها إسرائيل في انتهاك صارخ لأبسط مبادئ حقوق الإنسان.

 

وأضاف: رغم ما يجري على الأرض نبقى متفائلين، نظرا لوجود إدارة أميركية جديدة برئاسة السيد بارك أوباما الذي جاء بلغة جديدة مختلفة عما كانت تردده إدارة جورج دبليو بوش، وإن ما يشجع هو دعوات أوباما المتكررة للتفاهم والحوار، وإحلال السلام.

 

وقال: أعطانا الرئيس أوباما الكثير من الأمل عندما تحدث عن ضرورة إقامة العلاقات على أساس المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل، ونأمل في ظل هذه الإدارة أن يكون هنالك موقف واضح وصريح وجاد ومختلف ضد الممارسات الإسرائيلية التي تهدد الأمن والسلام الدوليين.

 

وأكد السفير غالب أنه لا مجال لتضييع الوقت، وأنه آن الأوان للمجتمع الدولي للتحرك السريع لردع الانفلات الإسرائيلي، ووضع حد للجرائم الاحتلالية الخطيرة في جميع الأراضي العربية المحتلة.