جلود الخليل الفاخرة... مهددة!

الساعة 08:07 م|02 فبراير 2022

فلسطين اليوم

تمتاز محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، بإنتاج الجلود الفاخرة والتي تُورد للأسواق الداخلية والخارجية، إلا إنها ونظرا لفقدان أحد مكوناتها التي أدت إلى إغلاق عدد من مدابغ الجلود، باتت تلك الصناعة مهددة بالتوقف.

وتمكنت مدينة الخليل من توريد منتجاتها الجلدية للأسواق المحلية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، إضافة إلى تصديرها لدول عربية وأوروبية عدة، إلا أن تلك الصناعة أضحت تُعاني بسبب الاستيراد للمواد الخام اللازمة لصناعتها، وهو ما قد يؤدي إلى اندثارها.

نائب أمين سر غرفة صناعة وتجارة الخليل حسام الزغل، قال: إن عددا من مدابغ الجلود أغلقت أبوابها في الخليل؛ بسبب نقص المواد الخام اللازمة لدباغتها من الأسواق المحلية.

وأرجع الزغل في تصريح خاص لوكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، سبب عدم توفر المواد الخام في الأسواق إلى تأخير وصول مادة "الزرنيخ" اللازمة لدبغ الجلود من الدول المصدرة؛ بسبب جائحة كورونا التي تعصف بالبلاد، متوقعا أن تتواجد تلك المادة في أسواق الخليل خلال الأيام المقبلة.

وأوضح، أن بعض المصانع ومدابغ الجلود لاتزال تعمل بسبب أن لديها مخزون من مادة "الزرنيخ"، مؤكدا عدم وجود احتكار لتلك المادة لدى التجار، وأنهم يتابعون ويراقبون الأسواق عن كثب.

وشدد على أن اختفاء المواد الخام من الأسواق، يؤدي إلى توقف الإنتاج، وبالتالي يتكبد أصحاب المدابغ خسائر فادحة، منوها إلى أنها متوقفة عن العمل منذ نحو أسبوع.

وذكر، أن مادة "الزرنيخ" تستورد من عدد من الدول الأوروبية والآسيوية، أبرزها الصين، وتركيا، مشيرا إلى أن المشكلة في طريقها إلى الحل خلال الأيام المقبلة.

وبيّن أن نحو 13 مدبغة جلود في محافظة الخليل، يشغلون مئات الأيدي العاملة، وعدم توفر المواد اللازمة لتلك المدابغ يدفع أصحابها لتسريح العمال إلى بيوتهم، وانضمامهم إلى صفوف البطالة.

وتعود مهنة الدباغة في فلسطين إلى عشرات السنين، إذ تم توارث هذه المهنة من جيل لآخر، إلا أن الإنتاج على نطاق واسع بدأ منذ مطلع الثلاثينات من هذا القرن، وتم بناء ثلاث مدابغ في بداية الأمر إلى أنها وصلت لـ 13 مدبغة في منطقة الخليل، وقد شهدت صناعة الدباغة تطوراً وتوسعاً كبيرين منذ مطلع السبعينات.

وتستخدم مادة "الزرنيخ" في الصناعة بوصفه عنصراً لعمل السبائك، وكذلك في معالجة الزجاج والأصباغ والمنسوجات والورق ولواصق المعادن، والمواد الحافظة للخشب، والذخيرة، كما تستخدم "الزرنيخ" في عملية دباغة الجلود، وإلى حد ما، في المبيدات الحشرية، والمواد المضافة إلى الأغذية، والمستحضرات الصيدلانية.

كلمات دلالية