لبناء 1700 وحدة سكنية..

من مدفأة الي ملايين الشواكل.. . حملة فلسطينية من الداخل والقدس لإغاثة مخيمات سوريا

الساعة 02:48 م|31 يناير 2022

فلسطين اليوم

قبل أسبوع، بمنشور بسيط على صفحته على "فيسبوك"، بدأ الشاب "إبراهيم خليل" من قرية البعينة بالداخل المحتل يجمع مساعدات إغاثية للاجئين السوريين بالمخيمات بعد تداول صور الأطفال في البرد، حدد هدفه في حينها بأنه يطمح لجمع تكلفة 100 مدفئة، وتكاليف وقودها لثلاثة أشهر لـ100 عائلة في إحدى المخيمات الذي يأوي 105 عائلات.

وبالتواصل مع أصدقاء له لنشر المنشور على صفحاتهم، وتقسيم العمل على كل منهم لجمع 10 مدافئ، والتي تحتاج كل منها 600 شيكل، وخلال ساعات كان قد جمع كل المبلغ.

تواصل خليل، على الفور مع جمعية "القلوب الرحيمة" لإرسال المبلغ، فكان الطلب بمواصلة الحملة لجمع تكلفة خبز للعائلات لثلاثة أشهر، وبالفعل تم جمعها خلال ساعات، كما يقول.

التفاعل الكبير في جمع هذه المساعدات والتي تواصلت لجمع تكلفة شراء عوازل للخيام، كان غير مسبوق، وهو ما تتوج بتكفل رجل أعمال بكل ما يحتاجه المخيم.

يقول الشاب خليل لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":" إن مساعدة رجل الأعمال جعله يبدأ بالعمل على مساعدة مخيم أخر، والذي يضم 250 عائلة سورية لاجئة، وخلال ثلاثة أيام وصلت التبرعات إلى 750 ألف شيكل."

وبعد جمع ما يحتاجه المخيم الثاني، ومع نهاية الحملة كانت نقطة التغيير بهدف الحملة بعد وصول فيديو صغير من طفلة من هذه المخيمات تشكر إبراهيم وتقول له " شكرا لقد وصلتني المدفأة أنها تتمنى أن تسكن ببيت بدلا من الخيمة" وهو ما جعل إبراهيم يتشجع لإطلاق حملته " بيت بدل الخيمة".

يقول خليل: "لم أتوقع أن خلف الباب الذي فتحناه بجمع تكلفة المدافئ سيكون كل هذا العطاء، كنت أقابل من يتبرع بكل ما لديه من أموال، وطلبة تبرعوا بتكلفة تعليمهم، ونساء تبرعت بكل ما تملك من مصاغ ذهبي".

كتب خليل على الفيس بووك من جديد إن تكلفة كل وحدة سكنية هي 8500 شيكل، ووضع من جديد هدف جمع تكلفة بناء 100 وحدة سكنية، فكانت المفاجأة بكمية التبرعات التي وصلت كما يقول حتى الأن 9 ملايين شيكل.

يقول:" كان الهدف 100 وحدة سكنية مع كمية التبرعات قمنا بزيادتها حتى وصلت الآن إلى الهدف الكبير ببناء 1700 وحدة سكنية".

هذه الحملة لاقت اهتماماً محلياً على مستوى فلسطين وخارجها، وبدل الحملة أصبحت حملات في كل المدن، والقرى العربية في الداخل الفلسطيني المحتل، والقدس المحتلة، وشارك فيها جمعيات إغاثية وشخصيات شبابية ومحلية، حتى تضاعفت التبرعات ووصلت إلى ملايين الشواكل خلال أيام، ولتوصف بأنها من أكبر الحملات الإغاثية.

ومن الجمعيات التي انضمت لهذه الحملة كانت جمعية الإغاثة 48 – الحركة الإسلامية، والتي كانت تعمل على إيصال المساعدات للمخيمات في شمال سوريا، وتركيا وقطاع غزة  منذ سنوات.

الجمعية عملت في السابق على بناء وحدات سكنية في هذه المخيمات، فكانت قرية "يافا البرتقال" إحدى هذه المشاريع التي بدأت بداية العام الحالي 2022، قبل حملة الشاب خليل، ولكن تم تسليط الضوء عليها خلال هذه الحملة.

وبحسب خليل، فإن ما ساعد في إنجاح هذه الحملة هي اعتمادها بالكامل على نشطاء، وجمعيات بلا أيِّ توجهات سياسية وبعيدة عن تدخل الأحزاب السياسية، وهو ما خلق هذه الثقة بين المتبرعين و القائمين على الحملة.

ولاقت هذه الحملة تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي التي أشادت بما قدمته وتقدمه باسم فلسطين للأشقاء في سوريا.

وكان الاقتراح من الناشط خليل أن تقوم كل قرية، وبلدة فلسطينية ببناء مخيم من التبرعات التي تقوم بجمعها، وهو ما لاقى قبولا كبيرا بين هذه البلدات التي تسابقت في التبرعات.

ونجحت جمعية الإغاثة48- الحركة الإسلامية، أول أمس السبت، بجمع تبرعات لبناء أكثر من 1200 وحدة سكنية من الباطون للأهل اللاجئين في مخيمات الشمال السوري، بكلفة تصل حوالي 6 مليون شيكل، وذلك خلال فقط 10 ساعات من قيامها بإطلاق حملة الإغاثة "فاعل خير" ببث مباشر عبر موقعي "إحنا تي ڤي" و "وازكام، وعبر عدة إذاعات والعديد المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي للناشطين والمتطوعين.

وعلى امتداد ساعات البثّ العشر تنافس الأهل، رجالًا ونساءً وأطفالًا، من مختلف مدن وبلدات الداخل الفلسطيني في التبرّع لبناء البيوت للاجئين السوريين، وفي التبرّع كذلك للمحتاجين في الضفة والقطاع والداخل، بالأموال، وبمصاغ وحلي النساء، وحصّالات الأطفال، فيما قام مندوبو ومتطوعو الجمعية وشباب الحركة الإسلامية بإطلاق تحديات مختلفة لحثّ الأهل في بلدات الداخل الفلسطيني على التبرع والمساهمة في الحملة، وقد برز دور النساء والأطفال وطلاب المدارس في الحملة والتبرعات.

وتولى مهمّة البثّ كل من غازي عيسى مدير عام جمعية الإغاثة، وشيماء هندواي مركَِزة منطقة عكا والجليل الغربي بالجمعية، اللذان أبدعا في نقل مشاهد حيّة ومؤثرة من كافة ميادين العمل، وجمع التبرعات في مختلف الفروع، والتواصل مع طواقم الإغاثة في الشمال السوري والجنوب التركي، وحث الأهل على التنافس في العطاء والتبرعات.

وأكد د. علي الكتناني رئيس جمعية الإغاثة48، أن الحملة لا تزال مستمرة وتقترب من جمع ثمن بناء 1500 منزل، كل منزل بمساحة 40 مترًا مربعًا يشمل غرفتين، حمامًا، مطبخًا، بأرضية وبسقف باطون جاهز مع تمديدات كهرباء وربط مياه بالبنية التحية، يكفي لإيواء عائلة مكونة من 4-5 أنفار، بكلفة تصل 5000 شيقل، وسيتم الشروع ببنائها إلى جانب قرية "يافا البرتقال" المكوّنة من 600 منزل في حي الجليل السكني للاجئين في مدينة باسقة بمحافظة إدلب في الشمال السوري، والتي قامت الجمعية ببنائها خلال العام الماضي عن طريق جمعية طريق الحياة التركية، وبإشراف الجهات الحكومية التركية.

وشكر الكتناني الأهل في الداخل الفلسطيني على تجاوبهم الكبير مع الحملة، وعطائهم السخيّ ووقوفهم إلى جانب إخوانهم اللاجئين والمحتاجين، كما شكر طواقم الإغاثة 48 ومتطوعيها، وأبناء الحركة الإسلامية وموقعي "إحنا تي ڤي" و "وازكام"، والإذاعات والمواقع الإخبارية، وكل من ساهم ولا يزال يساهم في إنجاح الحملة التي لا تزال مستمرة.

جمعية الاغاثة1.jpg
جمعية الاغاثة2.jpg
جمعية الاغاثة3.jpg
جمعية الاغاثة4.jpg
 

كلمات دلالية