على حافة فوهة البركان..!

تحليل: حالة الاشتباك في نابلس قد تكون شرارة لاندلاع انتفاضة جديدة في الضفة

الساعة 08:23 م|29 يناير 2022

فلسطين اليوم

أجمع محللان سياسيان على أن حالة الاشتباك الدائم مع قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في نابلس ومحيطها، تعود إلى أسباب عدة، مشيران إلى أن الاحتلال لن يفلح في وأد عمليات إطلاق النار نحو الحواجز الصهيونية والمستوطنات، إلى جانب تجدد المواجهات في نقاط التماس.

ووقعت 4 عمليات إطلاق نار متتالية خلال 4 ساعات في الضفة، أُولاها عندما أطلقت مركبة النار تجاه نقطة لجيش الاحتلال شرق نابلس، والثانية استهدَف خلالها مقاوِمون برجاً عسكرياً عند حاجز "دوتان" جنوب جنين، ثمّ فتح مقاومون، في الثالثة النار تجاه دورية للاحتلال أثناء تواجدها قرب قرية بير الباشا، لتَختتم الليلة أحداثها بحادثة رابعة أُطلقت فيها نيران كثيفة نحو بؤرة "أفيتار" الاستيطانية قرب نابلس.

شعلة موقدة

المختص في الشأن "الإسرائيلي" عصمت منصور، أكد أن استمرار النشاط الشعبي المقاوم بكافة أشكاله المختلفة في نابلس يعود إلى أسباب عدة، منها تواصل الاستيطان في نابلس ومحيطها، إلى جانب طبيعة المستوطنين المتطرفين واعتداءاتهم على المواطنين والقرى المحيطة بها.

وأوضّح منصور لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن هذه العوامل إلى جانب ضعف حكم السلطة الفلسطينية في نابلس مقارنة برام الله، جعلت حالة الاشتباك مع الاحتلال مستمرة حتى اللحظة، فضلًا عن التواجد الفعلي لفصائل المقاومة، والتي ساعدت في بقاء شعلة المواجهات الشعبية موقدة.

وبشأن تهديدات الاحتلال بمداهمة نابلس، أكد الاحتلال لن يجرأ على اقتحام إلى المدينة، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" لا يمكنها تغيير قواعد اللعبة التي تفرضها المقاومة الشعبية في الضفة، مستدركًا أن الاحتلال قد يلجأ لعمليات أمنية خاصة في نابلس من خلال مستعربين أو تنسيق أمني.  

شرارة الانتفاضة

وأوضح منصور، أن الاحتلال "الإسرائيلي" يدرك جيدًا أن شن عملية عسكرية واسعة في نابلس، قد يكون بداية الشرارة في انتفاضة أوسع في مناطق أخرى ولفترات طويلة، ما يزيد الحالة الهشة ويضعف موقف حكومة الاحتلال المجتمع "الإسرائيلي".

ودعا المختص في الشأن "الإسرائيلي"، السلطة الفلسطينية إلى تشكيل مظلة سياسية جامعة للمقاومة الفلسطينية ودعمها، إلى جانب ووقف التنسيق الأمني، ورأب الصدع بين الفصائل بتحقيق الوحدة الوطنية، للانطلاق بخطة تحسم انتهاكات الاحتلال واعتداءاته على الشعب الفلسطيني.

فوهة بركان

على الصعيد ذاته، ذكر المختص في الشأن "الإسرائيلي"، حسن عبدو، أن التقديرات "الإسرائيلية" تشير إلى أن الضفة على حافة فوهة البركان، وأن ضغط الاحتلال ومستوطنيه سيفجر الأوضاع في الضفة، لا سيما في نابلس.

 واعتبر عبدو لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن ما يجري من إطلاق نار واشتباكات في الضفة خاصة في نابلس، مؤشر بوادر لموجة عارمة من الاشتباكات أو اندلاع انتفاضة جديدة، لافتًا أن اعتداءات المستوطنين على القرى الفلسطينية سيدفع بالمزيد من المقاومة في نابلس.

مشروع صهيوني

وأوضح أن ما يجري في الضفة استكمال للمشروع الصهيوني للاستياء على كامل الضفة الغربية كجزء لا يتجزأ من "إسرائيل التوراتية" المزعومة، مبينًا أن تضاعف الاستيطان إلى جانب الاعتداءات على الأقصى والمدن الفلسطينية، يجعل الضفة على صفيح ساخن.

كما شدد عبدو، أن محاولات الاحتلال وأد حالة الاشتباك في الضفة ونابلس فاشلة، داعيا في الوقت ذاته السلطة الفلسطينية لعدم الوقوف في وجه المقاومة الشعبية وردع حالة الاشتباك الفلسطيني مع الاحتلال وإنهاء التنسيق مع الاحتلال.

وكانت منطقة شرق نابلس شهدت عمليتَي إطلاق نار خلال اليومين الماضيين، ما يشي بدخول نقطة اشتباك جديدة إلى المشهد المشتعل في الضفة.

وجاء هذا في وقت أَطلق فيه شبّان مطلوبون لجيش العدو دعوات إلى الفلسطينيين لتجنُّب الدخول بمركباتهم إلى أزقّة البلدة القديمة ليلاً، وإبلاغ المطلوبين مسبقاً في حال اضطرّوا لذلك.

ويفسّر مصدر، لـ"الأخبار"، هذه الدعوات بأنها تأتي في إطار الحذر من العدو، والاستعداد لمواجهة عملية لقوّة خاصة إسرائيلية قد تقع في أيّ لحظة بمدينة نابلس، في ظلّ وجود عدد من المقاومين المطارَدين هناك.

كلمات دلالية