"بيغاسوس" يستهدف هواتف دبلوماسيين فنلنديين ومعلومات سرية

الساعة 03:21 م|29 يناير 2022

فلسطين اليوم

أعلنت الخارجية الفنلندية، تعرض الهواتف النقالة لدبلوماسييها، للتجسس عبر برنامج "بيغاسوس" الذي طورته شركة السايبر الهجومي الإسرائيلية NSO.

وقالت الوزارة في بيان صدر، مساء أمس الجمعة: إن الجناة منفذي عملية التجسس ربما تمكنوا من جمع البيانات من الأجهزة التي تجسسوا عليها، بدون الإشارة إلى الجهة التي تقف وراء عملية التجسس تحديدا.

وأكدت الوزارة أن المعلومات المنقولة عبر الهاتف هي معلومات عامة، أو مصنفة في المستوى الرابع كحد أقصى، وهو أدنى مستوى للمعلومات السرية، مضيفة أن المعلومات نفسها ومصدرها قد يخضعان للسرية الدبلوماسية.

ونوّهت الخارجية في بيانها إلى أن الهواتف النقالة المستهدفة يستخدمها دبلوماسيين فنلنديين معينين في الخارج، دون ذكر عدد الموظفين المستهدفين أو مواقعهم.

وقالت إن تحقيقا مشتركا أجرته الوزارة، ووكالات حكومية أخرى، وأطراف أخرى معنية، وجدت في خريف / شتاء 2021 - 2022 أن عملية التجسس لم تعد نشطة.

وردت NSO على طلب "فرانس برس" للتعليق على هذا الشأن، بالادعاء أنها "ليست على علم بالوقائع، لكن يمكنها أن تؤكد أنها ستساعد في أي تحقيق في هذا الأمر لتحديد ما إذا كان قد حدث سوء استخدام لمنتجاتنا".

وأضافت الشركة التي أدرجت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي على اللائحة السوداء الأميركية للشركات التي تهدد أمن الدولة، أنه "إذا تم كشف أي سوء استخدام من قبل أحد عملائنا فسنتخذ إجراءات فورية بما في ذلك إلغاء عقد الزبون ونظامه".

وتسبب برنامج التجسس الإسرائيلي بفضائح عالمية، الصيف الماضي، بعد اكتشاف استخدامه للتجسس على سياسيين وصحافيين وناشطين، من قبل حكومات استبدادية.

والأربعاء الماضي، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إنّ هاتف مديرة قسم الأزمات والنزاعات ومديرة مكتب العاصمة اللبنانية بيروت، لما فقيه، استُهدف ببرنامج "بيغاسوس"، خمس مرات، بين نيسان/ أبريل وآب/ أغسطس الماضيين.

وقالت فقيه في بيان لـ"هيومن رايتس ووتش" إنه "ليست صدفة أن تستخدم الحكومات برمجيات تجسس لاستهداف الناشطين والصحافيين، وهم الذين يكشفون عن ممارساتها التعسفية. يبدو أنها تعتقد أنّ ذلك يساعدها على تعزيز سلطتها وإسكات المعارضة وحماية تلاعبها بالحقائق".

وصرّحت فقيه، لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، اليوم، بأنها في الفترة التي استُهدفت فيها بواسطة "بيغاسوس"، كانت تركّز على التحقيق حول انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من أغسطس/ آب عام 2020 وأودى بحياة 215 شخصاً على الأقل وإصابة 6500 آخرين. وأضافت أنها شاركت في ذلك الوقت في مشاريع شملت قطاع غزة وإثيوبيا.

وردت NSO على طلب "هيومن رايتس ووتش" للتعليق، قائلة إنها "ليست على علم بأي زبون نشط يستخدم تقنياتها ضد موظفة" في "هيومن رايتس ووتش"، وإنها ستفتح تقييماً أولياً لتحديد ما إذا كان يتوجب فتح تحقيق.

وقبل أيام أعلن رئيس شركة NSO الإسرائيلية المنتجة لـ"بيغاسوس" استقالته، بعد أسبوع من تقرير قال إن شرطة الإسرائيلي استخدمت برامج للشركة للتجسس على إسرائيليين.

فيما كشف تقرير صحافي، الأربعاء الماضي، عن خلافات تسود بين المستثمرين في شركة NSO، يجري خلاله تبادل اتهامات حول تناقض مصالح ومحاولات لتنفيذ خطوات خاطفة وأخرى محظورة، الأمر الذي من شأنه إحباط الاستثمار في الشركة.

وخلافات المستثمرين هي بين صندوق الاستثمارات الأجنبي Noal SCSp، الذي تديره شركة الاستشارات BRG، التي بحوزتها 70% من أسهم شركة Triangle، التي تسيطر على NSO، وبين مجموعة مستثمرين برئاسة مؤسس NSO، شاليف خوليو، والتي بحوزتها باقي أسهم الشركة.

وقدمت ثلاث شركات تابعة لمجموعة NSO طلبا إلى المحكمة المركزية في تل أبيب، بدعم من الصندوق، ادعت فيه أنها تعمل في تطوير منتجات سايبر دفاعي، وليس هجوميا، وطالبت بالفصل بينها وبين باقي الشركات في مجموعة NSO، وتعيين حارس أملاك مؤقت إلى حين تحسن وضعها.

والشركات الثلاث هي "غاوتيلب" و"ويأوت" و"كونفيكسوم"، وبحوزة الأولى أسهم الشكرتين الأخريين. و"كونفيكسوم" هي ستارت آب نشط في مجال اعتراض الطائرات المسيرة، اشترتها NSO في بداية العام 2020، بهدف توسيع منتجاتها وعدم الاعتماد على برنامج "بيغاسوس" لاختراق الهواتف الذكية. وتطور "ويأوت" تقنيات جمع معلومات استخباراتية بواسطة أجهزة مرتبطة بالإنترنت.

كلمات دلالية