مطالبات بإسقاط مجلس إدارة «مؤسسة عرفات» بسبب معرض كاريكاتير يشوّه صورة الرئيس الراحل

الساعة 10:07 م|24 يناير 2022

فلسطين اليوم- وكالات

طالبت حركة الشبيبة الفتحاوية إقليم جنين (شمال الضفة الغربية) بإسقاط مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، ومحاسبة كل من كان له دور في معرض كاريكاتيري عن الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وجاء في بيان الشبيبة أنها «لن تصمت وستفضح كل من يحاول تشويه صورة ياسر عرفات وبالأسماء، كما طالبت أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح باتخاذ الموقف من المعرض الذي وصف بـ«المسخرة» كما هدد بمواقف تصعيدية في حال لم يتم اتخاذ موقف واضح، معتبرا «أنّ الشبيبة إن قالت فعلت"

وَوُجِهَ بيان الشبيبة مباشرة إلى الرئيس أبو مازن، القائد العام للحركة، مطالبين باعتبار البيان «بمثابة شكوى ضد هؤلاء الذين يعبثون بماضينا وبحاضرنا وبمستقبلنا، أنت رفيق درب ياسر عرفات ولك القرار».

وتجاوباً أعلن المتحف مساء أمس عن إزالة رسومات كاريكاتيرية في المعرض، وذلك بعد تهديد جدي من حركة فتح إقليم رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية المحتلة وجنين وغيرها.

وكان رئيس الوزراء محمد اشتية قد افتتح يوم أمس المعرض الذي حمل اسم «كاريكاتير فلسطين وياسر عرفات في متحف ياسر عرفات» في مدينة رام الله، بتنظيم من مؤسسة ياسر عرفات، وبحضور عضو مجلس إدارة المؤسسة انتصار الوزير ومدير عام المؤسسة أحمد صبح، وعدد من المواطنين.

وجاء في بيان الشبيبة «ونحن منشغلون في الحرب نبحث عن صورة لياسر عرفات يشير بعلامة النصر، ونحن في قاع المرحلة نعاني الإحباط والفشل نبحث عن صورة لياسر عرفات وهو يصرخ، ونحن نخرج أبناءنا نعلق في ساحة الاحتفال صورة لياسر عرفات وهو يبتسم، نحن كذلك نحب صورة ياسر عرفات كما هي، بلا تغيير ولا تبديل ولا تعديل، ولا نطيق التأويل».

وأضاف: «نصحو اليوم على وقع معرض كاريكاتيري في مشهد كاريكاتيري بمباركة شخصيات وقيادات كاريكاتيرية لم يغب عن ذهنها يوماً أنّ صور ياسر عرفات بكامل انفعالاته تذكرنا بالوطن وبالثورة وبالتضحية وبالنصر وبصناعة القرار، بل بكل معاني الوطنية الفلسطينية والأبوة الثورية والحالة النضالية، مما يجعلنا نستمر ونستنهض أجيالنا المتعاقبة في مشهد أشبه بالمستحيل».

وأضاف البيان: «ياسر عرفات الذي لا يزال يؤرق الكثيرين في غيابه كما كان يؤرقهم في حياته بنهجه وبرفضه الذل والإذعان، ياسر عرفات الانسان والقائد العام والشاعر العام كما وصفه درويش ممازحاً يوما ما، ياسر عرفات اليمين واليسار والوسط الذي شغل كل العالم بكوفية فلسطين التي أصبحت عنواناً لكل الأحرار في العالم».

وتساءلت الشبيبة: «لماذا يصر البعض على محاولة محو صورة ياسر عرفات التي نحب من ذاكرتنا؟ لماذا يصر البعض على السقوط خيانة للعهد وللنهج؟».

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني قد قال في تصريحات صحافية «إن حجم المشاركة الكبير في المعرض يدل على حجم التضامن الدولي مع فلسطين وقضيتنا، ويدل على الجذور الراسخة لذكرى ياسر عرفات في المجتمع الدولي وفي قلب كل فلسطيني وعربي ومحبي الحرية والسلام في العالم».

وتابع: «ياسر عرفات كان ليس فقط زعيماً فلسطينياً ولكن كان قائداً دولياً  وحامل راية الثورة العالمية، وامتداداته كما رأينا في حجم المشاركة غير المسبوق من خلال العديد من اللوحات التي مثلت رؤية العالم لياسر عرفات بعيون الفنان وليس كما هي حقيقة ياسر عرفات، الحقيقة كما عكسها تخيل الفنان».

ووصف اشتية المعرض الذي شارك فيه رسامون من 43 دولة، بـ«الاستثنائي لرجل استثنائي، ياسر عرفات بحاله وبذاكرته وتجربته وتاريخه عبارة عن متحف، لذلك عملنا هذا المتحف لنبقي أيضاً روح ياسر عرفات حية في هذه المؤسسة، وأن نبقي هذا المتحف يعبر عن كل ما له علاقة بالبعد الوطني والإقليمي والدولي الذي يمثله ياسر عرفات».

إزالة بعض الرسومات بعد التهديدات

وتابع رئيس الوزراء: «المتحف عبارة عن جزأين، جزء فلسطين وجزء فلسطين وياسر عرفات، من الصعب جداً على الإنسان أن يضع خطاً فاصلاً بين فلسطين وياسر عرفات، في هذا المكان تتداخل فلسطين مع الزعيم القائد ويتداخل معها الذي أفنى روحه من أجلها، وسعيد جداً أن روح ياسر عرفات ما زالت موجودة في قلب العالم، وذكراه في قلب كل محبي السلام وكل متابعي ومؤيدي فلسطين، وهذا عكس نفسه في اللوحات الموجودة».

يذكر أن معرض «فلسطين وياسر عرفات» هو المعرض الثامن في سلسلة المعارض التي يُقيمها المتحف، بعد «زاوية عمّار» و«زاوية الطفل الفلسطيني» و«حارسة نارنا الدائمة» و«بلادنا هي بلادنا» و«انتفاضة» و«ملصق» و«اقتلاع» و«اغتيال». ويفتتح المعرض أبوابه ابتداء من اليوم وحتى 23 تموز/ يوليو 2022.

وبرأي عضو الشبيبة الفتحاوية إقليم جنين معتز كميل فإن المعرض تضمن رسومات لا تليق أبدا بالرئيس الراحل، واعتبر تبرير القائمين على المعرض بأن هذه الرسومات لفنانين أجانب وقادمين من خارج فلسطين وينطلقون في رؤيتهم لعرفات من إطار ثقافي وفني وسياسي مختلف غير مقنع ولا يقدم مسوغاً لتشويه القائد الراحل».

وتابع كميل في حديث لـ«القدس العربي»: «لقد رأينا اللوحات، هناك أعمال جميلة جداً، لكننا لا يمكن أن نقبل لوحة تظهر عرفات بجانب قبة الصخرة ورأسه كبير جدا بحيث يبدو مثل كلب بجانب الأقصى».

ويتابع حول اللوحات التي تعتبر مشوهة للراحل عرفات: «هناك لوحة يظهر فيها الراحل يعض على غصن زيتون بفمه، وهناك لوحات قامت بتضخيم أنفه أو تكبير شفتيه بطريقة مسيئة».

وأشار كميل إلى أنه يمتلك معلومات تفيد بأن هناك ممن شاركوا في المعرض يحملون فكرا معاديا للقضية الفلسطينية، كما أنه غيب رسومات فنانين محسوبين على المعارضة الفلسطينية.

وشدد على أن المعرض تقيمه مؤسسة ياسر عرفات، وكل اللوحات تمت الموافقة عليها، وبالتالي المؤسسة تعكس موقفاً مؤيداً لها وإلا لما سمحت بمشاركتها، فعملية عرض اللوحة من المؤسسة يعني أنها راضية عنها وتؤيد محتواها.

وفي رأي كميل هناك «حل واحد، على طاقم عمل المؤسسة ومرجعيتها المغادرة بعد أن يخضعوا للحساب، أما من رسم لوحة مسيئة للراحل فعليه أن يعتذر عن ذلك».

وتساءل قيادي في حركة فتح رفض الكشف عن اسمه، هل الإدارة المؤسسة ستقوم بنشر لوحات مثل التي نشرت عن الراحل عرفات للرئيس محمود عباس؟ بالتأكيد لا، وبالتالي عليهم أن يتراجعوا عن هذا العمل من أي ادعاء له علاقة بحرية الفكر والفن.

وعلمت «القدس العربي» أنه يتم التحضير لموقف جماعي يشمل كل الوطن تقوده الشبيبة الفتحاوية لوقف المعرض حيث سيعلن عن ذلك في الساعات القريبة المقبلة.

رقابة سياسية

وكتب رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمد سباعنة محتجاً على المعرض قائلاً: «لقد دعا المتحف لمعرض للفنانين الفلسطينيين وهو ما تم الاحتجاج عليه… نريد المعرض أن يكون رسالة شكر لمن تضامن مع القضية الفلسطينية». وأضاف: «لقد زودت المتحف بقائمه طويلة من الفنانين الفلسطينيين والدوليين لمراسلتهم، لكن المتحف أوكل مهمة تنسيق المعرض لأناس لا يرتقون لأن يمثلوا أو يحكموا على أي من الأعمال المشاركة».

وأكد: «فوجئت وبعد التواصل مع بعض الزملاء باستثناء أعمالهم بسبب آراءهم السياسية، وهذا ما دعاني لمقاطعة الافتتاح، وطلب سحب عملي المشارك، فلا يعقل أن تكون هناك رقابة على الرأي وفي الوقت نفسه لا توجد معايير لمستوى المشاركين فنيا».

واعتبر أن الضجة القائمة على الأعمال المتعلقة بياسر عرفات حق مشروع للناس، وعلى المنظمين الرد وإيضاح ذلك وشرح وجهة نظر الكاريكاتير إن كانت لديهم وجهة نظر.

وتوجه متحف ياسر عرفات إلى جميع متابعيه وزواره عبر بيان صحافي مبيناً «أن ما يتم عرضه من رسومات كاريكاتيرية في معرض (فلسطين وياسر عرفات) خضعت إلى نقاش وفحص، وعلى ذلك سُمح بنشر تلك الرسومات، كما أنه لم يتم نشر رسومات فيها جدل ديني أو عرقي».

وجاء في البيان: «الرسومات المعروضة وإذ كان بعضها جدلياً نوعاً ما، تُمثل وجهة نظر راسميها في كيفية دعمهم للقضية الفلسطينية، ومُناصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات. كما أنه تم رسم شخصية أبو عمار من منظورهم الفني والثقافي والاجتماعي الخاص بهم. فبعضهم رآه بمنظار صيني، وآخر جنوب أفريقي، وآخر برازيلي.. وهكذا، وجميعهم من منظار تضامني معنا».

وتابع البيان: «أن متحف ياسر عرفات، حريص كُل الحرص على الحفاظ على صورة وسيرة ومسيرة ياسر عرفا، وهذا هو العرض المتحفي، وما تم نشره بالمعرض لا يمس ياسر عرفات بشخصيته ورمزيته، ولكن فن الكاريكاتير من الفنون الجدلية والإبداعية، ومع ذلك فقد قمنا بمراجعتها.

كلمات دلالية