مطالبات بسرعة التعويض

مزروعات الضفة تتجمد وأسعار الخضروات قد تصل للضعف!

الساعة 01:07 م|19 يناير 2022

فلسطين اليوم


كما باقي المزارعين في قرية بردلة في الأغوار الشمالية، قضى المزارع "ضرار صوافطة" ليلته في أرضه يشعل الإطارات البلاستيكية والأخشاب للتقليل من آثار الصقيع على المزروعات، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموسم الزراعي الثاني له.

ليست هذه الليلة فقط، فهذا حال المزارعين في بردلة وكل المناطق المحيطة طوال الأسبوع الفائت في ظل حالة الانجماد والصقيع التي رافقت المنخفض الجوي الذي تأثرت فيه فلسطين منذ بداية الأسبوع ولا زالت، ووصلت خلاله درجات الحرارة لأقل من صفر.

يقول صوافطة ل"وكالة فلسطين اليوم"، إن حجم الأضرار لا يمكن حصرها الآن في ظل استمرار موجة الصقيع، فمن المتوقع أن تستمر حتى يوم الجمعة القادم، ولكن يمكن الحديث عن خسائر طالت حوالي 90% من الموسم.

ويزرع صوافطة عشرات الدونمات بالخضار، كما هو حال أهالي منطقة الأغوار التي تشكل الزراعة الشتوية عندهم سلة الضفة الزراعية في هذه الفترة.

وكان المزارعون ومن بينهم صوافطة يتأملون في هذا الموسم لتعويض خسارتهم في موسم الزراعي الأول، حيث أدى انخفاض الأسعار إلى ضرب الموسم بالكامل وخسائر كبيرة لهم، لم يتمكنوا من سد تكاليف الأدوية والأسمدة التي تم استخدامها في حينه.

ويمتد الموسم الزراعي في منطقة الأغوار من  شهر أب/ أغسطس وحتى منتصف نيسان/أبريل، وتنقسم على ثلاثة مواسم، الأولى الممتدة ما بين شهر آب/أغسطس وتشرين ثاني/ نوفمبر، والموسم الثاني هو الحالي من منتصف تشرين ثاني/ نوفمبر وحتى بداية يناير/كانون ثاني حيث قطف المحصول وتسويقه، وهو الذي تزامن مع المنخفض الجوي الحالي.

خسارة الموسم الثاني من الزراعة لن يستطيع المزارعين تعويضه إلا بالموسم الثالث والذي يبدأ زراعته في منتصف الشهر القادم على أن يتم حصاده في أواخر آذار/ مارس حتى نهاية نيسان /أبريل.

وبحسب صوافطة فإن هذه الموجة من الصقيع كانت صعبة لدرجة أن كل الاحتياطات التي قام بها المزارعين قبل المنخفض، من استخدام بلاستيك مقاوم للصقيع، وتدفئة داخلية لم تجدي نفعا.

وعن تعويضات الخسائر من الصناديق الزراعية التي خصصتها الحكومة لتعويض المزارعين، صندوق درء المخاطر وصندوق الطوارئ، قال صوافطة:" الحديث عن تعويضات المزارعين هو كلام إعلامي فقط، على أرض الواقع نحن حتى الأن لم يتم صرف تعويضات خسائر عام 2014، نحن نطلب التعويض من الله فقط".

اشجار متجمدة.jpg
 

ليس فقط في الأغوار فالأحوال الجوية الصعبة التي رافقت المنخفض الجوي كان لها تأثيرها على مختلف القطاعات الزراعية في فلسطين، ولكن الخسائر في الأغوار تكون أكبر كون الموسم الزراعة الشتوية يتركز فيها، ومن جهة أخرى عدم إمكانية المزارعين على تحصين مزارعهم بالبناء بسبب تقييد الاحتلال لهم، كما يقول المدير التنفيذي للجمعيات للمزارعين في فلسطين عباس ملحم.

وفي تصريحات صحفية له، قال ملحم إن كل القطاعات الانتاجية في قطاع الزراعة تأثرت بفعل هذا المنخفض، وخاصة المشاريع الصغيرة  في القطاعات النباتية والحيوانية، فخسائر القطاع الحيواني كانت كبيرة جدا.

وبحسب ملحم فإن المزارعين من الصعب عليهم مواجهة التأثيرات الجوية الصعبة بدون دعم من الحكومة أو الصناديق المختلفة، خاصة مع حجم الأضرار مرتفعة والمتراكمة التي من الصعب حصرها الآن، وستتضح أكثر  عند انتهاء المنخفض الجوي بالكامل.

ودعا ملحم الحكومة إلى سرعة حصر الأضرار وتعويض المزارعين على هذه الخسائر، والأضرار التي رافقت هذا المنخفض غير مسبوقة، وتابع:" نحن نتحدث عن كارثة طبيعية غير مسبوقة والخسائر هذه المرة أكبر".

وطالب ملحم بعدم تأخير صرف التعويضات وصرفها بأسرع وقت ممكن، وأن لا يكون مصيرها كما باقي الملفات السابقة التي لا تزال جزء منها عالق من العام 2008.

اشجار متجمدة.jpg
اشجار متجمد 3.jpg
اشجار متجمدة 1.jpg
 

كلمات دلالية