ماذا تهدف "إسرائيل" من تحريك ذراعها المشبوه في الضفة المحتلة؟

فلسطين اليوم

تزايدت في الآونة الأخيرة مسيرات للمستوطنين في أنحاء عديدة من مدن الضفة الغربية المحتلة، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، مرددين شعارات "إرهابية"، تهدف إلى قتل الفلسطينيين وتهجيرهم قسريا والاستيلاء على منازلهم والمتبقي من أراضيهم، وسط غطاء كامل من حكومة "بينت" المتطرفة التي لاتزال تسعى لفرض سيطرتها على أجزاء كبيرة من الضفة المحتلة.

مراقبون ومحللون سياسيون فلسطينيون، أجمعوا أن تكثيف تنظيم المسيرات الاستيطانية في مدن الضفة، هدفها الاستيلاء على ممتلكات المواطنين، ومحاولة ضم أراضي الضفة تحت السيطرة "الإسرائيلية" التامة، وخلق ونشر الفوضى المطلقة في المناطق التي تسيطر عليها السلطة.

الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد، يرى أن سلطات الاحتلال تسعى لبسط سيطرتها على أراضي الضفة المحتلة كافة، لتحقيق أمنها، كونهم لا يعولون كثيرا على أجهزة أمن السلطة في تحقيق ذلك، فمسيرات المستوطنين هي محاولة خفية لإقدام حكومة بينت على ضم أجزاء من أراضي الضفة تحت سيادتها.

وأوضح العقاد لوكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، أن "إسرائيل" تعمل على توفير الأمن والأمان للمستوطنين في كل مناطق الضفة، كما تسعى للاستيلاء على أكبر قدر من مناطق الضفة و"توطين" المستوطنين فيها، وطرد سكانها الأصليين، مستدركا: "لكن المخططات الإسرائيلية لن تنفذ بسهولة وسط تمسك المواطنين بأراضيهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، فستلقى (إسرائيل) مواجهة شرسة من كل الغيورين على وطنهم".

من جهاتها، توقعت الكاتب والمحللة السياسية ريهام عودة، تزايد وتيرة تنظيم مسيرات المستوطنين يهدف إلى سيطرة سلطات الاحتلال على بقية الأراضي الفلسطينية، وإهدائها للمستوطنين، وخاصة في ظل السكون العربي والدولي.

وقالت عودة لوكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، أن حكومة "بينت" المتطرفة تطلق ذراعها المشبوه بكثافة- تقصد المستوطنين- للعبث بممتلكات المواطنين وتهجيرهم، بهدف السيطرة عليها وتوسيع مشروعها الاستيطاني.

وأشارت عودة إلى أن حكومة الاحتلال تحاول توسيع مشروعها الاستيطاني قبل البدء بأي مفاوضات برعاية دولية للتوصل إلى اتفاق "سلام" مع الفلسطينيين".

وبشكل شبه يومي يتجمع العشرات المستوطنين، ويجولون مناطق وأحياء عدة في الضفة الغربية المحتلة، ويهددون المواطنين ويعبثون بممتلكاتهم ويقتلعون أشجارهم، لإجبارهم على الهجرة القسرية وترك ممتلكاتهم للمستوطنين.