بالصور حكاية رجل المنخفض والـ40 دقيقة ..!

الساعة 12:43 م|17 يناير 2022

فلسطين اليوم

لم يفكرْ الموظف الخمسيني مؤمن الشوا من سكان مدينة غزة، لبرهةٍ واحدة حين رأى طالبة الصف الأول ترتجف برداً، وتغرق في مياه المنخفض التي أغرقت شارع مدرستها عند عودتها، فحملها على كتفه، وكافة زملائها في موقف لا يعبر سوى عن نخوة وشهامة في وقت الأزمات.

أبو أحمد الموظف في بلدية غزة من 25 عاماً، لبى نداء الاستغاثة، وكافة طواقم البلدية لإنقاذ طلبة المدارس التي غرقت بفعل المنخفض الجوي الماطر، والقوي الذي ضرب فلسطين السبت الماضي، وأدى لغرق الشوارع والمدن والمفترقات.

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، كانت متواجدة بالصدفة في مكان غرق المدارس في هذه اللحظة والتقطت صوراً للموظف الشوا، وهو يحمل على كتفه الطلاب والطالبات الذين كانوا غير قادرين على السير والخروج من المنطقة بسبب المنخفض الجوي، فاستحوذ على إعجاب وتقدير كافة أبناء شعبنا.

طلاب المدارس  خلال المنخفض الجوى (18).JPG
 

أبو أحمد قال لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عن الحدث:" قمت بواجبي كأي موظف في بلدية غزة، حيث كان في المكان العديد من الموظفين، الذين قاموا بإنقاذ الطلاب، وإخراجهم من المكان بسهولة، حيث استمرت العملية 40 دقيقة.

ولفت الشوا، إلى أن أكثر موقف صعب مر به في تلك اللحظات هو الطالبة في الصف الأول التي كانت تبكي خوفاً، وبرداً بسبب مياه الأمطار التي اشتدت، قائلاً:" استذكرت ابني الذي يدرس في الصف الأول، والذي قد يتعرض لأمر كهذا في يوم ما".

وأوضح الشوا، أن طواقم بلدية غزة، وكافة البلديات لا تتوانى عن تلبية نداء الوطن في كل وقت وحين، مستدركاً:"لكن الإمكانيات المادية البسيطة وندرة المسلتزمات، والأدوات اللازمة هي بحد ذاتها مشكلة يعاني منها قطاع غزة".

وطالب الشوا، بضرورة دعم البلديات بالمستلزمات، والأدوات والإمكانيات اللازمة للعمل في أوقات الطوارئ.

وتتأثر فلسطين بمنخفض جوي قوي خاصة في قطاع غزة، حيث أعلنت بلديات القطاع عن حالة الطوارئ، نظراً لتردي البنية التحتية المتضررة بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير في مايو/ أيار الماضي، التي صعبت من آثار المنخفض.

طلاب المدارس  خلال المنخفض الجوى (11).JPG
 

وبعد حدوث ضجة حول غرق المدارس في تلك المنطقة، أصدرت بلدية غزة تصريحاً صحفياً وصل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن كمية الأمطار التي هطلت على المدينة في يوم السبت وصلت نحو 75 ملم تعادل خمس المعدل السنوي.

وأوضحت أن كمية الأمطار، وتجمعها في المنطقة المنخفضة من شارع مصطفى حافظ، أدى لحدوث ارتفاع منسوب المياه في الشارع، مشيرةً إلى أنه جرى تصريف المياه من المنطقة خلال مدة لا تتجاوز 40 دقيقة، وتم إعادة فتح الشارع.

وحذرت البلدية، من ارتفاع منسوب المياه في المناطق المنخفضة، إضافة لـ 5 مناطق أخرى بفعل العدوان.

وأشارت إلى أنه جرى إطلاع لجنة الطوارئ الحكومية على الأمر، والتأكيد على ضرورة تعليق الدراسة في المدارس الموجودة في المناطق الساخنة أثناء وجود منخفضات جوية.

وذكرت البلدية، أنها أعدت مشروعاً؛ لإعادة إعمار المنطقة المتضررة في شارعي مصطفى حافظ مع مدحت الوحيدي بقيمة تبلغ نحو 500 ألف دولار، مبينة في الوقت ذاته فإنه يحتاج تمويلاً لتنفيذه فوراً، وحل الإشكالية في المنطقة.

كما لفتت إلى أن منسوب برك تجميع مياه الثلاثة، بعسقولة بحي الزيتون وحديقة الصداقة بحي التفاح وبركة تجميع مياه الأمطار بحي الشيخ رضوان مطمئن، مشيرة إلى أنه يتم تصريف البرك وقائياً تحسباً لاستمرار تساقط مياه الأمطار.

كلمات دلالية