في ذكرى استشهاد القائد وليد عبيدي: الجهاد تؤكد تمسكها بنهج المقاومة الأصيل

الساعة 11:42 ص|16 يناير 2022

فلسطين اليوم

أكد طارق عز الدين، المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي عن الضفة الغربية، اليوم الأحد 16/1/2022، التمسك بنهج المقاومة الأصيل وإبقاء جذوة الصراع مشتعلة.

جاء ذلك في تصريح صحفي للمتحدث عز الدين، اليوم الأحد، لمناسبة ذكرى رحيل القائد في سرايا القدس الشهيد وليد أنيس عبيدي "أبا القسام"، من بلدة برقين قضاء مدينة جنين، والذي يعتبر من الرعيل الأول ورموز حركة الجهاد في الضفة الغربية، ومن قادتها العسكريين الأبطال والذي كان له تاريخ حافل بالجهاد والعطاء والتضحية.

وقال عز الدين:"لقد كان أبو القسام مجاهداً ربانياً حمل هم فلسطين وسلك طريق ذات الشوكة، وأخذ على عاتقه حمل راية الجهاد والمقاومة منذ بداية لقائه بالشهيد المفكر فتحي الشقاقي "أبو إبراهيم"، متمسكاً بفكر الجهاد في كل الميادين بكفاءة واقتدار وعطاء متواصل".

وأضاف:"لقد تعرض الشهيد القائد "أبو القسام" لمراحل صعبة في حياته الجهادية بين سنوات الاعتقال والمطاردة، حتى لقي الله شهيداَ مقبلاً غير مدبر، في 16 يناير 2008م، بعد اشتباك مسلح استمر لساعتين".

وأردف عز الدين: "إننا في هذه الذكرى العطرة، ذكرى رحيل الشهيد القائد "أبو القسام"، لنؤكد في حركة الجهاد الاسلامي على تمسكنا بنهج المقاومة الأصيل، وإبقاء جذوة الصراع مشتعلة، ولن نكل أو نمل".

وأكد بالقول: سنبقى على عهد الشهداء الأبرار، والأمناء على دمائهم الطاهرة، والأوفياء لهذا النهج الرباني الأصيل، حتى تحرير كامل تراب فلسطين التاريخية مهما كانت التضحيات ومهما اشتدت وتعاظمت علينا المؤامرات".

ميلاد فارس:

كانت برقين على موعد مع ميلاد فارسها الهمام وليد أنيس العبيدي "أبو القسام" في 19 أكتوبر 1962م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها.

تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس برقين، ولم يكمل تعليمه الجامعي بسبب مطاردة قوات الاحتلال له.

تزوج بفتاة صابرة محتسبة، ورزقه الله بخمسة من الأبناء والبنات، وتعرضت زوجته للاعتقال خلال ملاحقته.

روح وريحان:

اتسم الشهيد وليد العبيدي بالصفات الحميدة والأخلاق النبيلة، والحب والعرفان والاحترام من كل إنسان عرفه وبار بوالديه ومتفقد للأرحام وكان صلباً وشجاعاً في المواقف الصعبة.

وصفه القيادي بسام السعدي "أبو إبراهيم"، بالقول: كان يمتاز بتدينه الشديد وحسن أخلاقه ومحبته للناس حيث ترك أثراً إيجابياً في كل من التقى به.

وأضاف أنه كان من أكثر الشباب نشاطاً وحيوية بالدعوة الإسلامية، والدعوة إلى أفكار الحركة ومبادئها وتوزيع النشرات على الأعضاء والمناصرين في القرى والبلدات بسيارته وعلى حسابه الخاص.

في صفوف الجهاد:

بدأ القائد مشواره الجهادي في ريعان الشباب، حيث تعرف على حركة الجهاد الإسلامي في مطلع الثمانينيات, وجمعه لقاء بالشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، حيث كان ملازماً لمسجد عمر بن الخطاب ببلدته برقين.

أشرفَ على زياراتِ الأخوةِ إلى قطاع غزة والالتقاءِ بالدكتور الشقاقي، وتوزيعِ النشراتِ والمجلاتِ في القرى والمساجد والبلدات والمخيمات.

تعرض للاعتقال بسب انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي, ومشاركته في العديد من العمليات العسكرية، فقد اعتقله الاحتلال عام 1983، وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف بتهمة تقديم المساعدة لمنفذي عملية البراق البطولية.

واكب انتفاضة الحجارة 1987م، بكل مشاهدها ومراحلها، فكان مثالاً للمجاهد والمرابط على تخوم المدن والقرى الفلسطينية يتصدى لغطرسة قوات الاحتلال الصهيوني.

وبعد انطلاق انتفاضة الأقصى عام 2000م، عمل برفقة القادة الشهداء إياد حردان وأنور حمران وإياد صوالحة، في تأسيس سرايا القدس بالضفة الغربية، بعد أن كان يعمل في جهاز العمل الجماهيري والتنظيمي للحركة.

تعرض للاعتقال لدى أجهزة السلطة في سجن "جنيد"، والتقى بالشهداء القادة محمود طوالبة وأيمن دراغمة ومحمد ياسين "العانيني"، وتمكنوا من الهروب من السجن، قبل قصفه من الطائرات الصهيونية.

اتهمه العدو بإرسال ابن شقيقته الأسير المجاهد جهاد جرار لتنفيذ عملية استشهادية عام 2001، لكنه اعتقل وحكم عليه بالمؤبد.

أشرف القائد أبو القسام على أربع عمليات استشهادية ما بين أواخر عام 2003 ومنتصف عام 2004م، وأشرف على العديد من عمليات إطلاق النار تجاه الحواجز العسكرية الصهيونية.

يسجل له أنه أول من أشرف على تصنيع صواريخ محلية الصنع بالضفة المحتلة، برفقة الشهيد القائد حسام جرادات عام 2005م.

كان له شرف تصنيع المئات من العبوات التي فجرتها سرايا القدس في مخيم جنين خلال اجتياح المخيم وما بعده، والتي ألحقت في العدو الصهيوني القتلى والإصابات.

كما أشرف على تجهيز الاستشهادي سامر حماد منفذ عملية تل أبيب في 17 نيسان 2006، والتي أسفرت عن مقتل 11 صهيونياً وإصابة العشرات.

أصبح قائداً ومرشداً وموجهاً للقادة والمطاردين، ومحلَ إجماعٍ لما تَميَّزَ به من إدارةٍ وحكمةٍ وإخلاصٍ طوالَ مسيرتهِ الجهادية الطويلة.

حاولَ الاحتلالُ اغتيالَهُ عدةَ مرات، كان اَخرها في 9 تموز 2006، حين قَصفَ المنزلَ الذي كان يَتحصنُ فيه، واستشهد المجاهدان محمد عتيق وأمجد العجمي.

شهيدٌ على طريق القدس:

فجر السادس عشر من يناير عام 2008م، كان الزمنُ الأخيرُ لأبي القسام، فحانت الشهادةُ، وازدهر الشهيد، حاصرت العدو المكانَ الذي يتحصن فيه، في منطقة جبل الدامون بقباطية. فخاض معركته لأكثر من ساعتين مستحضراً صرخة الشيخ الشهيد القسام "وإنه لجهاد نصر أو استشهاد".

فإلى رضوان الله ورحمته يا شهيدنا أبو القسام.

كلمات دلالية