خبر باحث عربي أمريكي يطور لقاحاً لإنقاذ أرواح الملايين من الأطفال

الساعة 09:27 ص|15 ابريل 2009

فلسطين اليوم- وكالات

نجح باحث أمريكي من أصول عربية في تطوير لقاح ضد أحد أنواع البكتيريا المعوية، والذي سيساعد على محاربة الإسهالات عند البشر، خصوصاً وأن تلك البكتيريا تقتل كل عام ما يزيد عن مليوني طفل في الدول النامية، وفقاً لبعض المصادر.

 

وتمكن الدكتور" مهدي سعيد"، الباحث من كلية الطب والطب البيطري في جامعة ولاية ميتشغن الأمريكية، من تطوير لقاح مضاد لبكتيريا (إنتيروتوكسيجينيك الإشيريكية القولونية) أو Enterotoxigenic E. Coli  المعوية الشهيرة، والتي تعد مسؤولة عن نحو 70 في المائة من حالات الإسهال الناجمة عن بكتيريا الإشيريكية القولونية.

 

وتعد مجموعة بكتيريا الإشيريكية القولونية من أكبر مجموعات البكتيريا وأكثرها تنوعاً، إذ أن غالبية السلالات التي تنتمي إليها تعتبر من النوع غير الضار، إلا أن بعضها قد يسبب الإصابة بالأمراض ومنها الإسهالات، التهابات المسالك البولية، والتهابات الجهاز التنفسي وغيرها.

 

وبحسب ما أوضح البروفيسور "سعيد" وهو مختص في مجال الأمراض الجرثومية والوبائيات: "تمثل هذه السلالة من الإشيريكية القولونية تحدياً صحياً عالمياً له تأثير كبير على البشرية"، مؤكداً أن هذا اللقاح سينقذ أرواح الكثيرين، وفقاً لبيان صادر عن المكتب الإعلامي في الجامعة.

 

ويعد هذا الاختراع من الإنجازات الطبية الهامة، بحسب مراقبين، إذ تم من خلاله التغلب على معوقات كانت تحول دون تطوير لقاح ضد تلك الجرثومة، وهو ضآلة حجم الجزيئات السامة التي تفرزها هذه الكائنات الدقيقة، الأمر الذي يتيح  لها الإفلات مراراً من قبضة الجهاز المناعي، ليتسبب ذلك بإصابة الفرد بالإسهال ولمرات عديدة.

 

وبغرض التغلب على هذه العقبة الرئيسة لجأ البروفيسور "سعيد"، بمعاونة فريق من الباحثين، إلى استخدام حامل بيولوجي يرتبط مع الجزيئات السامة التي تفرزها هذه السلالة من البكتيريا، بمجرد دخولها إلى الجسم، ليساعد ذلك على حدوث استجابة مناعية قوية ضد هذه الجرثومة.

 

وتضمنت التجارب التي استغرقت اربع سنوات لتصميم تركيبة اللقاح الجديد، إخضاع مجموعة من الفئران للاختبارات بهدف قياس فعالية الحامل البيولوجي في الكشف عن سموم تلك البكتيريا، حيث توصلوا إلى أن إضافة الحامل عززت من النشاط البيولوجي للسموم بزيادة بلغت 40 في المائة، الأمر الذي أدى إلى استثارة الجهاز المناعي لتحصين الجسم. كما أثبتت التجارب أن اللقاح أدى إلى إنتاج أجسام مضادة فعالة ضد هذه السلالة من البكتيريا.

 

من جانب آخر، أشار الدكتور سعيد إلى أن هذا اللقاح سيكون مفيداً في محاربة الأمراض الناجمة عن تلك الجرثومة عند الحيوانات، والتي تتسبب بنفوق مواليد بعض الحيوانات ومنها العجول، لتكبد القطاع الزراعي في الولايات المتحدة خسائر مالية تصل إلى 300 مليون دولار أمريكي سنوياً.

 

يُشار إلى أن الباحث تقدم بطلب للحصول على براءة اختراع عن هذا الإنجاز. كما يسعى حالياً للتباحث مع شركات دوائية لإنتاج اللقاح الجديد، آملاً أن يخضع اللقاح  للتجربة السريرية البشرية في وقت لاحق من هذا العام.