تقرير قصة نجاح صيدلانية من غزة تصنع مستحضرات طبية و تجميلية من نباتات نادرة تزرعها بمنزلها

الساعة 06:24 م|09 يناير 2022

فلسطين اليوم- غزة خاص

لم تستسلم الدكتورة الصيدلانية بسمة وائل أبو مصطفى لحالة البؤس التي يعيشها معظم خريجي الجامعات الفلسطينية، و خاصة في قطاع غزة الذي يعيش ظروفاً اقتصادية هشة نتيجة الحصار "الإسرائيلي" المفروض عليه منذ أكثر من 15 عاماً، بل أخذت زمام المبادرة و تمكنت من انشاء مشروعها الخاص في منزلها، أسمته (بسمة بيوتي للطب البديل).

الدكتورة الصيدلانية وإخصائية التغدية والتجميل بسمة وائل أبو مصطفى 23 عام ابنة مدينة خانيونس، لم توقفها ظروف العائلة الاقتصادية الصعبة التي حرمتها من دراسة الطب، بل إنها لاحقت شغفها و تخرجت من كلية الصيدلة، و بدأت تصنع مستحضرات طبية و علاجية بعد أن حولت بيتها لمزرعة تحتوي على أنواع مختلفة من الأعشاب اللازمة لصناعة كريمات العناية بالشعر و البشرة و علاجات الحروق و غيرها من الأمراض الجلدية.

و يعتبر مشروع بسمة بيوتي من المشاريع الريادية التي ترعاها UCAS Incubator و المؤسسات الدولية  OXFAM ,  DANIDA , SDC .

و نظراً لأنها تعيش في منطقة بعيدة عن المستشفيات والصيدليات، فإن ذلك كان فرصة جيدة لممارسة هوايتها في معالجة جيرانها ممن يحتاجون، من خلال جهاز قياس الضغط و السكر اللذان كانا بحوزتها، بالإضافة الى تقديم بعض العلاجات البسيطة كالمسكنات.

و تقول أبو مصطفى لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "يوماً بعد يوم أصبحت مقتنعة بتخصصي كصيدلانية، و زاد شغفي بصناعة التركيبات العلاجية، و خصوصاً بعد أن تعرضت والدتي لحروق من الدرجة الأولى، و تمكنت من عمل الإسعافات الأولية لها قبل نقلها للمستشفى".

و تضيف أبو مصطفى تقول: "شاركت في العديد من الدورات التدريبية المتخصصة في تركيب و صناعة المستحضرات الطبية و التجميلية، كما حصلت على شهادة إدارة صيدلة تجميلي من الجامعة الأردنية، ودبلومة في التغدية العلاجية ودبلومة في التركيبات الطبيعية وصناعة مستحضرات التجميل ودورات متعددة في صناعة الكريمات والعطور والصابون والشامبو والبلسم الطبي" .

و تقوم د.بسمة بزراعة الاعشاب وصبار الألوفيرا في مزرعة بيتها وتحولها الى أعشاب وزيوت طبيعية لاستخدامها في مستحضرات طبية طبيعية للتجميل وعلاج كثير من المشاكل الجلدية.

و أوضحت أنها و خلال تدريبها في الصيدليات في المنطقة، لم يقتصر عملها على صرف الأدوية للزبائن، و لكنها كانت تقدم لهم حلولا علاجية للكثير من المشكلات الجلدية بعيداً عن الأدوية الكيميائية التي لها أثر سلبي على الجلد و البشرة،

و أكدت أن الفضل في نجاحها في مشروعها هذا يرجع لوالدها الذي شجعها و زرع الفكرة في نفسها و ساعدها للتميز و الوصول الى ما وصلت اليه.

و فيما يتعلق بعملية تسويق منتجاتها، أوضحت الصيدلانية أبو مصطفى أنها تروج لمنتجاتها عبر حسابها على إنستغرام وفيسبوك، وقد كسبت ثقة كثيرين، مشيرة الى أن منتجاتها وصلت الى معظم مناطق قطاع غزة.

و تحدثت أبو مصطفى عن أبرز التحديات التي تواجه مشروعها، مشيرة الى أن هناك نقص في مواد خام تعرّفها "إسرائيل" على أنها “ثنائية الاستخدام”، وتمنع دخولها إلى غزّة أو تقيّده بشدّة، ومنها مادة الجلسرين اللازمة لإنتاج المراهم والصوابين.

و من هذه المواد أيضا زبدة الشيا و زبدة الكاكاو التي تعتبر عنصراً مهماً في العمل.

و أضافت: “المواد الخام المتوفرة مكلفة جدًا و أن قلتها تؤثر سلباً على الكميات التي تنتجها، وقد انخفض السعر و عاد علي بربح أفضل".

و تحلم بسمة في افتتاح مركزًا طبيًا متقدّمًا، و أن تكمل رحلتها العلمية في الماجستير و الدكتوراة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية