ظهرت ملامح السعادة والبهجة على وجه الصياد خضر بكر، بعدما عاد مجددا لقيادة مركبه والإبحار بها لمسافة أميال في عرض بحر غزة، وممارسة مهنة الصيد التي تعد مصدر رزقه الوحيد ، بعد إصلاح مركبه المتوقف منذ عدة أشهر .
معاناة الصياد بكر، والتي استمرت لأشهر عدة، إثر توقف مركبه عن العمل بسبب ضرر حل به، لاسيما وأنه يُعيل أسرة مكونة من 25 فردا، وتحتاج إلى مستلزمات واحتياجات كبيرة جدا.
ويوجد في قطاع غزة نحو 4000 صياد من غزة يعتاش من مهنة الصيد، وهم من أكثر الفئات التي تُعاني من الفقر والظلم والاستهداف الإسرائيلي المتواصل بشكل يومي.
يقول الصياد بكر: "عادت الحياة مجددا لي، بعدما أخبرني اتحاد لجان العمل الزراعي، بأنه سيمول نفقات صيانة مركبي المتضرر، كنت لا أملك الأموال لتصليحها، فصيانتها تحتاج مبلغا ليس باستطاعتي توفيره بسبب تردي الوضع الاقتصادي".
وأضاف بكر لوكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، أنه عاد للعمل مجددا في عرض البحر، فبات يصطاد كميات من السمك ويوردها للسوق، ويكسب أموالا تُساعده على سد رمق أفراد أسرته، التي تُعاني من وضع معيشي صعب، كحال معظم سكان قطاع غزة.
وتابع: "يوجد مراكب لزملائي متعطلة منذ عام ونصف، ولا يملك أصحابها ثمن صيانتها، وباتوا غير قادرين على توفير فرص عمل أخرى، كون مهنة الصيد هي الوحيدة التي يعولون عليها لسد أدنى احتياجات أسرهم، إلا أن أسمائهم كانت ضمن قائمة أصحاب المراكب التي سيتم صيانتها خلال الأيام المقبلة، ويعودون للعمل في البحر مجددا".
مسؤول لجان الصيادين زكريا بكر، أفاد بأن اتحاد لجان العمل الزراعي في غزة، يستهدف صيانة 100 مركب صيد تضررت خلال الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، موضحا أنه أنجز نحو 60 بالمئة منها.
وذكر بكر لوكالة "فلسطين اليوم "، أن تكلفة صيانة المركب الواحد تتراوح ما بين 3000- 5000 شيكل، حسب حجم أضرارها، ومن المقرر أن تنتهي صيانة جميع المراكب الشهر المقبل، وتعود إلى العمل من جديد.
وقال بكر، إن صيانة المراكب تتم في ورشتين، الأولى في محافظة رفح، وتُغطي صيانة المحافظات الجنوبية، والثانية في مدينة غزة، تُغطي صيانة المراكب المتضررة في غزة ومحافظة الوسطى والشمال.
وأكد بكر، أن المبادرة جاءت بعد العدوان الأخير على القطاع في مايو 2021، لاسيما وأن عددًا كبيرًا من المراكب تضررت بفعل استهدافها من زوارق وبوارج وطائرات الاحتلال، وهو ما أدى إلى تكبد أصحابها خسائر فادحة.
ونوه مسؤول لجان الصيادين إلى أن الاتحاد يعمل على تعويض عدد من الصيادين الذين تضررت شباكهم وأجهزة الإنارة الخاصة بمراكبهم التي تلفت بفعل الأحوال الجوية وانتهاكات الاحتلال بحقهم.
ووفق اتحاد لجان الصيادين، فقد نفذ الاحتلال ما يقارب من 302 اعتداء على الصيادين خلال 2021، نتج عنه استشهاد 3 صيادين، وإصابة 7 آخرين، إضافة إلى اعتقال 11 صيادا، وتدمير شباك ومعدات صيد بالمئات.