انتصار أبو هواش.. فرض معادلات على "إسرائيل" وأسس لمرحلة جديدة في غزة

الساعة 10:38 م|05 يناير 2022

فلسطين اليوم

تفشل "إسرائيل" في كل محاولة لها لكسر إرادة الأسير الفلسطيني، كما فعلها الأسير هشام أبو هواش بعد 141 يومًا من الإضراب المتواصل عن الطعام، لا سيما مع وقوف المقاومة الفلسطينية ومن خلفها الحاضنة الشعبية في وجه السجان الصهيوني، ليؤسس لمرحلة جديدة تبدد القضايا العالقة في قطاع غزة.

وتمكّن الأسير هشام أبو هواش، أمس الثلاثاء، من انتزاع حريته من بين براثن سجون الاحتلال، رفضًا لاعتقاله الإداري، لتعلن "إسرائيل" رضوخها بالإفراج عنه في 26 فبراير/شباط المقبل، مع ضمان عدم التجديد له.

يشير المختص في الشأن "الإسرائيلي" حسن لافي، إن خضوع دولة الاحتلال لمطالب الأسير أبو هواش بعد أن وقفت المقاومة الفلسطينية بقيادة سرايا القدس سدًا منيعا أمام التغول الإسرائيلي تجاه الأسير أبو هواش بعد 141 يوم من الاضراب، يعطي عدة إشارات.

رسائل عسكرية

ويقول لافي لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن ذلك يدل على أن الاحتلال غير جاهز لمعركة جديدة مع قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه قَبِلَ بشروط المقاومة رغم التهديدات العالية من قادته ورضخ لإرادة أبو هواش والمقاومة.

ويضيف أن هناك رسائل عسكرية وجهتها المقاومة لـ"إسرائيل" في معركة أبو هواش، سواء من خلال إطلاق النار على الحدود، وإطلاق الصاروخين بسبب الخلل الفني، مبينًا أن الرد الإسرائيلي بالقصف كان ردًا تقليديًا وأجبرها على عدم كسر أي معادلات جديدة فرضتها المقاومة سابقًا".

وفي وقت سابق، هدد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، أنه إذا استشهد الأسير المضرب عن الطعام هشام أبو هواش سنعد ذلك عملية اغتيال قام بها العدو مع سبق الإصرار.

وشدد على أن "حركة الجهاد الاسلامي ستتعامل مع الأمر وفقا لمقتضيات التزامنا بالرد على أي عملية اغتيال".

مؤشرات واضحة

ويشير لافي، أن المعادلة التي يحاول الاحتلال الحفاظ عليها خاصة بعد معركة سيف القدس، فشل فشلًا ذريعًا في تثبيتها.

ويوضّح لافي: "كل تلك المؤشرات تدل على أن المقاومة في غزة والالتفاف الشعبي حولها، استطاعت فرض معادلات جديدة على "إسرائيل"، كما استطاع أبو هواش ومن خلفه المقاومة كسر معادلة التعنت الإسرائيلي بعدم إطلاق سراحه".

معادلات جديدة

وبشأن استمرار الحصار والقضايا العالقة في غزة، أوضح المقاومة الفلسطينية بات بإمكانها فرض معادلات جديدة تجاه أي قضية في القطاع، سواء في قضية الإعمار أو صفقة التبادل، لا سيما أن هناك تخوف "إسرائيلي" من تجدد عمليات أسر جنود سواء في جبهة غزة او جبهات أخرى.

ويؤكد المختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن ما حدث من انتصار لأبو هواش وبدعم من المقاومة هو قوة مركزية من خلالها تستطيع غزة، وكل جبهات المقاومة أن تفرض واقعًا مختلفًا بخلاف ما يريده المحتل الإسرائيلي بفضل الإرادة والمقاومة.

جهوزية لأي سيناريو

ويلفت أن هناك معادلة جديدة في قضية الأسرى الاداريين، بأن أي تغول "إسرائيلي" جديد على الأسرى بشكل يعرض حياتهم للخطر، هذا يعني ان هناك حاضنة شعبية جاهزة لتوافق الدخول إلى أي سيناريو من سيناريوهات المقاومة.

كما يشير لافي، إلى أن "إسرائيل" أمامها خيارين، اما إيقاف تغولها ضد الأسرى، واما الذهب إلى معركة أو حرب مفتوحة غير جاهزة لها مع غزة.

استراتيجية وطنية

وتابع: "المعادلة الجديدة تقول أي تعرض لأي أسير فلسطيني من خلال فعل مقصود من قبل الاحتلال، يعني انه سيتم التعامل معه كأنه عملية اغتيال ممنهجة كما صرحت به قادة المقاومة، وهذا سيجعل من "إسرائي تترد كثيرا باستخدام سياسة الاعتقال الإداري بشكل واسع".

كما يؤكد لافي، أن انهاء سياسة الاعتقال الإداري تحتاج إلى استراتيجية وطنية فلسطينية قانونية سياسية حقوقية لتردع هذا النظام العنصري تجاه الشعب الفلسطيني.

احياء الروح العربية

في السياق، أكد مسؤول ملف الأسرى في حركة الجهاد الإسلامي د. جميل عليان، أن انتصار الأسير هشام أبو هواش خطوة مهمة جدًا تجاه إحياء الروح العربية نحو القضية الفلسطينية.

وقال د عليان، في تصريحات لـ "القدس اليوم"، إن انتصار الأسير أبو هواش يؤكد هشاشة العدو الصهيوني وقوة مجاهدينا الأسرى الذين أضربوا عن الطعام سابقاً، مشيرًا إلى أن الاحتلال كان يراهن على اضعاف إرادة الأسير أبو هواش من خلال التعنت والمماطلة.

بناء مستقبلي

وأضاف أن أبو هواش حالة فريدة من الصمود الأسطوري، يجب البناء عليها مستقبلاً، لافتًا أن العدو الصهيوني منذ معركة سيف القدس تعرّض لهزائم كثيرة كانتصار أبو هواش والماجدات الفلسطينيات والهروب الكبير من سجن جلبوع.

وأشار د. عليان، إلى أن "الأسير هشام أبو هواش حقق المعادلات التي كنا ولا زلنا نُنادي بها بأن الدم سيهزم السيف، مبينًا انه إذا أردنا أن نقصر عمر الإضراب علينا أن ننهض لمساندته من اللحظة الأولى لإعلان الإضراب".

دور الحراك الشعبي

كما أكد، أن حراك الشارع الفلسطيني الواسع وتظافر الجهود الوطنية على أعلى المستويات ساهم في الضغط على الاحتلال وانتصار الأسير أبو هواش، لافتًا أن السلطة الفلسطينية غابت غياباً غير مبرر عن قضية أبو هواش.

وشدد د. عليان، على أن الاحتلال يحسب الحساب الأكبر للمقاومة العسكرية، مبينًا أنه لولا وجودها ووجود معادلة الحرب مقابل حياة الأسرى التي أرسلها الأمين العام القائد زياد النخالة، لما تم تحقيق هذه الانتصارات

كلمات دلالية