185 مستوطنة في الضفة والقدس

تقرير الاستيطان عام 2021 : اكتمال أذرع الاستيطان الثلاثة.. وحدات سكنية وشوارع ومدن صناعية

الساعة 11:52 م|29 ديسمبر 2021

فلسطين اليوم

 

"سرقة الأرض" ..إن كان لهذا عنوان فهو الاستيطان فمن مشاريع الاستيطانية التي لم تتوقف في القدس المحتلة والضفة الغربية حتى الجولان، إلى الاعتداءات الاستيطانية التي وصلت ذروتها في الشهر الأخير على قرى شمال الضفة الغربية وتحديدا في مدينة نابلس.

وبدت خطة الاستيطان هذا العام كمن يغلق الدائرة الكاملة على كل المشاريع الاستيطانية التي عملت عليها إسرائيل من بعد اتفاقية أوسلو وحتى الآن، وسط هيمنة مجتمع المستوطنين على القرار السياسي في دولة الاحتلال بالكامل.

185 مستوطنة وبؤرة استيطانية خلال 2021

وزاد عدد المستوطنين في الضفة الغربية بحسب مؤسسات إسرائيلية عام 2021 ووصل إلى 666 ألف مستوطن و185 مستوطنة وبؤرة استيطانية بما فيها القدس المحتلة.

وخلال هذا العام 2021 تم اضافة والإعلان عن 17 ألف وحدة استيطانية في أراضي الضفة الغربية، بعضها كان من مخططات قديمة نفذت، وأخرى خطط لها سابقا وتم تنفيذها الآن،  أكبرها مخطط ما يسمى بمجمع مستوطنة "عطروت" والذي سيلتهم أراضي مطار القدس الدولي، وهو المخطط الذي يعود تاريخه إلى  2004، وأعلن عن بدء تنفيذ القسم الأول منه.

المشروع الثاني الأبرز هو مخطط "بطارعليت" وهو مشروع مستوطنة تابعة لمستوطنة ارائيل في منطقة سلفيت، وكذلك تحريك لمشروع E2 في منطقة عتصيون بمحاذاة مستوطنة "افرات" التي من الممكن أن تشكل نواة لمستوطنة ضخمة. هذا إلى جانب 113 مخطط لتوسيع 62 مستوطنة قائمة الضفة الغربية وافقت عليها لجان تابعة للإدارة المدنية الإسرائيلية ستتوسع على 13 ألف دونم.

إلى جانب البناء الاستيطاني كان شق الشوارع الالتفافية لتأمين حركة المستوطنين، خلال عام 2021 أصدرت السلطات الإسرائيلية أكثر من 176 أمر عسكري بأشكال مختلفة كان جزء منها الاستيلاء على أراضي لما يسمى المنفعة العامة، ولكن الجزء الأكبر منها لتوسيع الطرق الالتفافية.

طريق 60 الالتفافي الواصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها أحد الطرق الرئيسية التي تم توسعتها  في أكثر من منطقة خاصة في المنطقة المحاذية لمدينة القدس والممتدة جهة بيت لحم والخليل. هذه التوسعة الهدف منها كما يقول خليلية هو ضمان سهولة في الحركة للمستوطنين وخاصة في محيط القدس لإضافة سكة القطار الخفيف التي ستعمل على تسهيل حركة المستوطنين بين القدس والضواحي التي ينوي الاحتلال ضمها الى مدينة القدس مثل تجمع غوش عتصيون الاستيطاني وتجمع "معالي أدوميم" الاستيطاني و"جفعات زئيفي".

الوحدات الاستيطانية مع الشوارع الالتفافية عززتها حكومة الاحتلال بذراع ثالث للاستيطان وهو التركيز البناء الاستيطاني في المناطق الصناعية المقامة على أراضي المواطنين في الضفة الغربية.

23 مستوطنة قائمة في الضفة بامر عسكري

وحاليا هناك 23 مستوطنة صناعية قائمة في الضفة الغربية كانت مقامة بناء على  أوامر عسكرية وتحتل حوالي 20 ألف دونم، خلال هذا العام  مخططات لبناء 35 مستوطنة صناعية اخرى في الضفة الغربية على مساحة مبدئية تزيد عن 25 ألف دونما، من شمالها وحتى جنوبها.

هذا كله إلى جانب اعتداءات المستوطنين المباشرة كما يقول سهيل خليلية من مركز أريج للأبحاث التطبيقية على المواطنين في المناطق التي يهددها الاستيطان، فقد سجل معهد أريج للأبحاث التطبيقية أكثر قطع 20 ألف شجرة مثمرة في مناطق مختلفة من الضفة، بالإضافة إلى 850 اعتداء للمستوطنين بشكل مباشر، معظمها في ريف منطقة نابلس ومدينة القدس.

856 هدم في مدينة القدس والضفة

وتابع: "الاحتلال يحاول أطباق سيطرته على المناطق جيم من خلال عمليات الهدم، تم تسجيل 856 هدم في مدينة القدس والضفة ما بين هدم ومنشآت صناعية وتجارية وزراعية، كانت القدس لها النصيب الأكبر من خلال 214 عملية هدم".

وكان الاستهداف الملفت هذا العام في منطقة طوباس، من خلال استهداف المناطق التجمعات البدوية في هذه المنطقة، وتحديدا في حمصا الفوقا ويرزا، وهو ما يشير إلى عملية كبيرة في منطقة الأغوار واستبداله بتواجد استيطاني ومضاعفة عدد المستوطنين في الأغوار.

ولكن بحسب توقعات خليلية فإن هذا الاستيطان لن يتوقف في العام 2022، بل من المتوقع أن يكون المستوطنين رأس حربة في عمليات المواجهة مع الاحتلال، فمن الواضح أن جيش الاحتلال تراجع ينقل صراع أنه صراع مدني وليس صراع احتلالي، وهو ما يفسر منح المستوطنين صلاحيات عالية على الأرض.

2021 هو عام استيطاني بامتياز

وبحسب خليلية فإن  2021 هو عام استيطاني بامتياز، ولكن  ليس نهاية الاستيطان، متوقعا أن يشهد العام المقبل تسارعا أكبر فبحسب المخططات الاستيطانية القديمة ما زال الكثير، حيث لم يعد الاحتلال يكتفي بالبناء الاستيطاني، وإنما بتقوية هذا البناء من خلال المشاريع الخدماتية للمستوطنين ومنحهم عوامل مكملة مع بعضها.

وحذر خليلية من خطوة هذه الأوضاع خلال العام المقبل في ظل المواقف الدولية التي لا تظهر أية بوادر لوقف إسرائيل عما تقوم به، وهو ما جعلها تخطط لخطوات استيطانية لها أثر في تغير واقع الضفة الغربية، وتطبيق خطة الضم.

كلمات دلالية