"أوميكرون" يتسلل إلى غزة، بهذه الجملة لخصت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، مؤتمرها الصحفي الذي عقدته، ظهر اليوم الأحد، للتعرف على أخر تطورات ومستجدات الحالة الوبائية وأخر متحورات الفايروس" أوميكرون".
"أوميكرون" الذي لا يزال تصنيفه بعيداً عن مؤشر الخطر؛ وفق التحديثات الصادرة من منظمة الصحة العالمية، أعلن مع ظهوره الأول في غزة، اقتراب الموجة الوبائية الرابعة، وحسب توقعات الوزارة في القطاع (الموجة الرابعة) بتسجيل أعداد مضاعفة من الإصابات خلال تفشيها.
الحالة الأولى بغزة
نائب مدير عام الرعاية الأولية بوزارة الصحة في غزة د. مجدي ظهير ، أعلن تسجيل أول حالة مصابة بالمتحور الجديد "أوميكرون "، متوقعاً بأن تكون سلالة أوميكرون الأكثر انتشارًا خلال الفترة المقبلة.
وقال ضهير خلال مؤتمر الصحة، ظهر اليوم الأحد، إن:" المنحى الوبائي في ارتفاع في قطاع غ، ونحن مقبلون لا محالة على موجة رابعة، بسبب استمرار وجود متحور دلتا سريع الانتشار وتسجيل أول حالة بمتحور "أوميكرون"، موضحاً بأن الوزارة باشرت بتُجهز المختبر لاستيعاب أكبر عدد من الاختبارات لفحص كورونا، بالإضافة لتعزيز مراكز الفرز التنفسي ورفدها بأعداد من الكوادر الصحية.
وبين أن فائدة لقاحات كورونا واضحة جداً، وأثبتت أنها تستطيع منع ظهور الأعراض الشديدة في حال عدم منعها الإصابة من الفيروس، مشدداً على ضرورة أن نسارع بتعظيم جهوزيتنا لمواجهة الموجة الربعة في قطاع غزة.
مميزات "أوميكرون"
بدروه، عضو اللجنة الطبية التابعة لوزارة الصحة في القطاع، د. نهاد المباشر، أكد أن المتحور الجديد "أوميكرون" لحتي الأن لم يصنف كمتحور خطير خاصة بأعراضه وتأثيره على الجهاز التنفسي.
وأوضح المباشر خلال حديث لـ" فلسطين اليوم "، أن المتحور "أوميكرون" يحمل نفس فصيلة الطفرات والمتحورات الأخرى؛ لكن ما يميزه عن غيره سرعته العالية في التفشي والانتشار واختلافه الكبير في الحجم عن الطفرات الأخرى، لافتا إلى أن كل متحور بعد تطوره يختلف بالحجم وهو ما يجعل خطورته أعلى من سابقه.
وبين أن "أوميكرون" يمكن تصنيفه بأنه الجامع الواسع لكل الأحجام التي طرأت على الفايروسات والمتحورات الأخرى بما فيها "دلتا"، لأن قابليته لاختراق الخلايا الرئوية وانتشاره داخلها أعلى من غيره.
وبشأن طبيعة تأثيره على جسم المصاب، أشار إلى أن المتحور الجديد عند اصابته الجسم بخلاف المتحورات الأخرى، ونشره الحمض النووي داخل الخلية، تكون نسبة استنساخ الفيروسات فيها أعلى من غيره من الطفرات، في وقت قياسي تجعل منه أكثر قوة وتركيز على الانتشار.
"كذلك يتميز بسرعة انتقاله من الداخل للخارج، خاصة وأنه ذات حجم صغير بحمل عنصر السرعة والقوة في انتشاره، فحسب أخر الفحوصات المخبرية للفايروس، فأن نسبة انتقاله هي بقدر 500 ضعف تفشي المحتور "دلتا".
وحول الخطوات التي ستتبع مؤتمر الصحة وإعلانها دخول المتحور، أكد د. المباشر، أن الوزارة وعبر كافة لجانها وعلى رأسها اللجنة الطبية؛ ستعمل على تكثيف الحملات التوعوية بإجراءات السلامة الوقائية من المتحور والفايروس بشكل عام من خلال تنظيم الدعايات المسموعة والمرئية كذلك النزول للمناطق بتنظيم محاضرات وورشات عمل".
وأضاف " سنعمل على زيادة الوعى لدي عامة الناس بضرورة الاسراع في تلقي اللقاحات المضادة للفايروس، لان اللقاحات لها فوائدها في تقليل أثار الاصابة وتفشي عدوى الفايروس".
مثير للقلق
وصنفت منظمة الصحة العالمية، المتحورة الجديدة لفيروس كورونا التي رصد لأول مرة في جنوب أفريقيا بأنها "مثيرة للقلق" حيث أطلقت عليها المنظمة اسم "أوميكرون".
وقالت مسؤولة إدارة الوباء في المنظمة، ماريا فان كيركوف، "نعلن اليوم أن B.1.1.529 متحورة مقلقة" وأنها "تسمى أوميكرون"(Oo)، وهو الحرف الخامس عشر في الأبجدية الإغريقية ويعني O صغير (بمقابل أوميغا - O كبير).
ووفق مجموعة خبراء منظمة الصحة العالمية، تشير البيانات الأولية إلى أن هناك "خطرا متزايدا للإصابة مرة أخرى" بأوميكرون مقارنة بالمتحورات الأخرى المثيرة للقلق.
وكل الفيروسات، بما فيها "سارس كوف-2" المسؤول عن كوفيد-19 (كورونا)، تتحور بمرور الوقت. ومعظم الطفرات لها تأثير ضئيل أو معدوم على خصائص الفيروس، لكن بعض الطفرات يمكن أن تؤثر على خصائص الفيروس وتؤدي مثلا إلى تسهيل انتشاره أو رفع شدة المرض الذي يسببه أو تقليص فعالية اللقاحات والأدوية المضادة له.