تمسكاً بخيار المقاومة..

تقرير خلال 2021.. غضب الضفة يستعر والعمليات الفدائية تُوقِدُ لهيبها

الساعة 10:47 ص|26 ديسمبر 2021

فلسطين اليوم

-175 عملية إطلاق نار و38 عملية طعن أو محاولة طعن و19 عملية ومحاولة دهس

-العمليات تُعلن عن فشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية

-العمليات تؤكدُ أن الشعبَ الفلسطيني يتمسكُ بخيارِ المقاومة

-الشعب الفلسطيني مستعد لتقديم كل ما يلزم في سبيل دحر الاحتلال

أيام قليلة تفصلنا على انتهاء عام 2021 ، الا أن لهيب المقاومة الذي أشتعل في الضفة المحتلة والقدس لم ولن يخُمد ، لتتميز العمليات الفدائية في الضفة المحتلة خلال هذه الأيام بالدقة والتخطيط ، وليكون هدفها الأساسي تكبيد الإحتلال الخسائر وتلقينه درساً ان المقاومة في الضفة لن تُخمد.

عمليتا "أو شخيدم بالقدس وعملية "حومش في نابلس ، كلفتا الاحتلال غالياً بعد ان كبدته خسائر في الأرواح ، لتكون الأرقام التي رصدتها وكالة "فلسطين اليوم" منذ بداية العام وحتى إعداد التقرير قتيلان في صفوف الاحتلال و25 إصابة جلهم من الجنود .

تنفيذَ العديدَ من العملياتِ الفدائيةِ ضدَ جيشِ الاحتلالِ ومستوطنيه في الضفة المحتلة والقدس يأتي في إطاِر الردود الطبيعية على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني لاسيما في مدينة القدس والمسجد الأقصى.

وخلالَ النصفِ الثاني من عام 2021 تزايدت العمليات الفدائية بشكلِ تدريجي ضد الاحتلال، مع اختلاف هذه العمليات سواء في طريقة التنفيذ والكيفية والسلاح المُستخدم، فمنها ما كان طعنا بالسكاكين، ومنها ما تم بعمليات إطلاق النار عبر الأسلحة المختلفة، ومنها دهسا بالسيارت لجنود الاحتلال المنتشرين على حواجز الموت المختلفة في أنحاء الضفة.

وأظهرت إحصائية جديدة حصلت عليها "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن هناك زيادة في العمليات الفدائية بالضفة العام الجاري، حيث وقعت 175 عملية إطلاق نار و38 عملية طعن أو محاولة طعن و19 عملية ومحاولة دهس و53 زرع أو إلقاء عبوات ناسفة.

وحسب الإحصائية تُشير الأرقام إلى وقوع 109 عملية حرق منشآت وآليات ومناطق عسكرية و17 عملية تحطيم وتهشيم مركبات عسكرية للاحتلال و3 عمليات أسقط خلالها طائرات درون.

،ووفقًا للإحصائية وقعت 3535 عملية إلقاء حجارة و509 إلقاء زجاجات حارقة و3644 مواجهة بأشكال متعددة و1109 مواجهة واعتداءات مستوطنين و1299 مظاهرة ومسيرة و51 إطلاق مفرقعات نارية و131 فعالية إرباك ليلي.

ومُؤخراً جاءت عملية نابلس البطولية "حومش"؛ لتؤكد تطور شكل هذه العمليات الفدائية ضد الاحتلال في الضفة المحتلة من خلال تمكن المنفذين من الانسحاب من مكان العملية بعد إطلاق النار على المستوطنين وإيقاع القتلى والجرحى في صفوفهم.

كما جاءت عملية "حومش" للتأكيد على أن خيار الشعب الفلسطيني الاستراتيجي هو المقاومة والاستمرار فيها حتى دحر الاحتلال عن كامل أرض فلسطين، كما يرى العديد من المحللين.

الكاتب والمحلل السياسي فرحان علقم رأى أن العمليات الفدائية التي تحدث في الضفة تحمل ثلاثة قراءات ورسائل.

 

رسائل العمليات الفدائية

 

وقال علقم خلال حديث لـوكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية:" أن القراءةَ الأولى لهذه العمليات بأن الشعب الفلسطيني يُعبرُ عن إرادتهِ برفضهِ للمحتل ووجوده على أرضه، واستعداده لتقديم الغالي والنفيس للحصول على حقوقه".

وأضاف المحلل:"إن الشعب الفلسطيني بهذه العمليات يدفعُ ثمن ثباته على مواقفه من دمائه ودماء أبنائه".

ويعتقدُ علقم أن القراءةَ الثانية لهذه العمليات تؤكدُ أن الشعبَ الفلسطيني يتمسكُ بخيارِ المقاومة كخيارِ استراتيجي للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال بالرُغمِ من الاعتداءات الهمجية للاحتلال.

وأكد أن القراءةَ الثالثة للعمليات، هي أنهُ بالرغم من كل الإجراءات التي تُمارس ضد الشعب الفلسطيني، سواء من السلطة الفلسطينية، أو الاحتلال، أو المستوطنين المُتطرفين؛ إلا أن الشعب الفلسطيني يؤكدُ على تمسكهِ بخيار المقاومة والتفافه حوله.

وأوضح علقم أن الشعب الفلسطيني من خلال هذه العمليات يُصر على نيل حقوقه كاملةً غير منقوصة، مشيراً إلى أنه بذلك يحافظ بذلك على بوصلته وثباته في نيل هذه الحقوق.

 

تصاعد العمليات الفدائية

 

وفي تعليقه على تصاعد العمليات، قال المحلل السياسي علقم:"إن تصاعد العمليات الفدائية في الضفة مرتبط ببقاء الاحتلال على أرض فلسطين، موضحاً أن هذه العمليات لا يمكن أن تنتهي إلا بزوال الاحتلال بشكل كامل عن فلسطين".

وأضاف:"قد تشتد العمليات الفدائية أحياناً وقد تضعف في أحيان أخرى؛ تبعاً للظروف التي يعيشها ويُكابدها الشعب الفلسطيني".

وتابع علقم قائلاً :"إن الشعب الفلسطيني مستعد لتقديم كل ما يلزم في سبيل دحر الاحتلال عن أرض فلسطين، وهو مُستعد لتقديم الغالي والنفيس في سبيل ذلك".

 

عملية "حومش" وتطور الأداء

 

وخلال حديثه عن عملية "حومش" بنابلس أشار المحلل السياسي إلى أن تطور المقاومة في أداءها للعمليات الفدائية بشكل ينسجم مع زيادة الهجمة الاستيطانية وزيادة حجم الإجرام الصهيوني ضد شعبنا في الضفة.

ولفت علقم إلى أن تطور شكل العمليات الفدائية يرجع لزيادة القبضة الأمنية التي ,تمارسها أجهزة السلطة ضد المقاومين في الضفة المحتلة.

وقال :"إن عملية نابلس البطولية التي وقعت في مستوطنة "حومش" تختلف عن سابقاتها حسب محللين "إسرائيليين" ووصفهم لها بـ"أن هذه العملية تتميز بالدقة في التنفيذ وتطور في الأداء من حيث التخطيط والتنفيذ والموقع الذي تم اختياره للعملية".

وأكد علقم أن مثل هذه العمليات تُعلن عن فشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وفشل كل الإجراءات الأمنية التي يقوم بها الاحتلال، موضحاً أن المنظومة الأمنية "الإسرائيلية" تعاني من عمى استخباري شديد جداً.

 

عملية "حومش" أنموذج "الذئب المنفرد"

 

وتعقيباً على عملية نابلس البطولية، نوه علقم إلى أن الاحتلال يصف هذه العمليات البطولية بعمليات "الذئب المنفرد"، وأنها عصية على التنبؤ والتوقع بها أو بنتائجا.

وشدد المحلل السياسي على أنه لا يمكن التنبؤ بهذه العمليات أو مكان وقوعها أو وقت حدوثها، بالرغم من ملاحقة الاحتلال لمنفذيها وعمليات التفتيش ومتابعة كاميرات المراقبة في الشوارع.

ويعتقد علقم أن هجمة المستوطنين على مدن وقرى الضفة ستواجهة بفعل مقومة لافتاً أن هناك دعوات لتشكيل لجان حراسة لصد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على هذه المدن.

 

موقف الحركة من الاقتحامات بعد عملية "حومش"

 

بدوره أكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية أ. طارق عز الدين، أن الاعتقالات والاقتحامات والملاحقات لن تفلح أبداً في وقف المقاومة، معتبراً أن استمرار المقاومة من أشد الدلائل على على الاستمرار في نهج والمقاومة.

وشدد عز الدين على أن العدو أن يدرك جيداً أن ما يرتكبه من جرائم سيقابلها ردٌ قوي من المقاومة والشعب الفلسطيني

 

تفاصيل عملية "حومش"

 

وكان قد نفذ مقاومون مساء الخميس الماضي، عملية إطلاق نار تجاه سيارة للمستوطنين قرب مستوطنة "حومش" المخلاة شمال الضفة، وقتل جراء العملية مستوطن وأصيب أثنين آخرين، واستطاع منفذو العملية الانسحاب.

وتمكن الاحتلال من اعتقال المنفذين وهم الشقيقين غيث وعمر جرادات صباح اليوم الأحد بعد حملة تفتيش كبيرة في سلة الحارثية بجنين، فيما زعمت إذاعة جيش الاحتلال أن منفذي العملية هم من الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

بدورها كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن المستوطن الذي كان يقود السيارة التي تعرضت لعملية إطلاق النار قرب مستوطنة “حومش" أكد أنه لولا تداركه الأمر وفراره على الفور من المكان بسرعة لقتل جميع من في السيارة.

 

تسلسل العمليات التي وقعت في الضفة والقدس خلال 2021.

 

وجاءت العمليات على النحو الآتي:

بتاريخ 2 مايو/أيار 2021: وقعت عملية طعن استهدفت جنود إسرائيليين قرب مفترق غوش عتصيون شمالي الخليل دون إصابات واستشهاد المنفذة.

وـبتاريخ 2 مايو/أيار 2021: وقعت عملية إطلاق نار قرب مستوطنة إيتمار شرقي نابلس على جنود إسرائيليين من مركبة مسرعة أسفرت عن إصابة 3 جنود اسرائيليين..

أما بتاريخ 12 مايو/أيار 2021: وقعت عملية طعن ضد جنود الاحتلال قرب الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل أسفرت عن استشهاد المنفذ..

وبتاريخ 16 مايو/أيار 2021: وقعت عملية دهس ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي عند حاجز عسكري على مدخل حي الشيخ جراح في القدس مما أسفر عن إصابة 6 من الشرطة الإسرائيلية واستشهاد المنفذ.

أما بتاريخ 18 مايو/أيار 2021: وقعت عملية إطلاق نار على جنود "إسرائيليين" قرب حاجز بيت إيل العسكري عند مدخل البيرة الشمالي أسفر عن إصابة جنديين بجروح.

وبتاريخ 24 مايو/أيار 2021: وقعت عملية طعن قرب حي الشيخ جراح في القدس المحتلة أسفرت عن إصابة شرطيين إسرائيليين اثنين واستشهاد المنفذ.

كما وقعت بتاريخ 13 يونيو/حزيران 2021: عملية طعن قرب حاجز قلنديا شمالي القدس المحتلة أسفرت عن استشهاد سيدة دون إصابات بين الإسرائيليين

وبتاريخ 10 سبتمبر/أيلول 2021: عملية طعن قرب باب المجلس في البلدة القديمة في القدس أصابت شرطيا إسرائيليا واستشهاد المنفذ وهو طبيب من القدس.

أما بتاريخ 13 سبتمبر/أيلول 2021: وقعت عملية طعن في محل تجاري قرب المحطة المركزية للحافلات في القدس المحتلة أسفرت عن إصابة اثنين من الإسرائيليين وإصابة المنفذ بجروح واعتقاله.

كما وقعت بتاريخ 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021: عملية طعن قرب إحدى المدارس الدينية اليهودية في البلدة القديمة بمدينة القدس أسفرت عن إصابة مجند ومجندة واستشهاد المنفذ.

وبتاريخ 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021: استشهد فادي أبو شخيدم (42 عاما) من مخيم شعفاط بالقدس، بعد تنفيذه عملية إطلاق نار قرب المسجد الأقصى قتل فيها جندي "إسرائيلي" وجرح 4 آخرين بينهم 3 جنود واحد منهم بحالة خطرة جداً.

أما بتاريخ 6 ديسمبر الحالي: وقعت عملية دهس قرب مدينة طولكرم أدت لإصابة حارس أمن إسرائيلي بجراح خطيرة واستشهاد منفذ العملية .

وبتاريخ 8 ديسمبر الحالي: وقوع عملية طعن في مدينة القدس نتج عنها إصابة مستوطنة بجروح طعنًا قرب الشيخ جراح. فيما اعتقل العدو منفذة العملية في مدرسة قرب مكان العملية.

أما بتاريخ 16 ديسمبر الحالي، وقعت عملية إطلاق النار على مركبة "إسرائيلية" قرب مستوطنة "حومش" قرب مدينة نابلس، أدت إلى مقتل مستوطن و إصابة اثنين آخرين، وكانت من أعقد العمليات التي وقعت لأن الاحتلال لم يستطيع الإمساك بمنفذ العملية واستطاع الانسحاب من المكان في فشل لمنظومة الاحتلال الأمنية..

 

مقارنة العمليات مع عام 2020

 

لوحظ خلال عام 2020 انخفاض في العمليات الفدائية التي تم تنفيذها ضد جيش الاحتلال ومستوطنيه بالمقارنة مع الأعوام السابقة، والتي شهدت ارتفاعاً في العمليات الفدائية في مختلف مناطق الضفة المحتلة.

ويُعد عام 2020 من الأعوام التي وصفتها الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" للاحتلال بأنه "العام الأكثر هدوءا" من ناحية تنفيذ العمليات الفدائية في الضفة المحتلة والأقل خسائر بشرية أيضاً.

وحسب وسائل إعلام عبرية، قتل خلال عام2020 الماضي جندي "إسرائيلي" واحد في بلدة يعبد قرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة بعد إلقاء حجر على رأسه..

 

 

كلمات دلالية