"التعليم ٢٠٢١" الأصعب على فلسطين... بدايتها مُدْمَج وأخرها تعافي شاق

الساعة 08:10 ص|25 ديسمبر 2021

فلسطين اليوم

ما أن أعلنت وزارة التربية والتعليم، عودة الحياة الوجاهية للمسيرة التعليمية، مع بداية العام الدراسي 2021-2022، بعد انقطاع؛ أثر جائحة كورونا التي أثرت بشكل سلبي على كافة القطاعات المعيشية الأخرى، ووضعها (وزارة التربية والتعليم)  العديد من الخطط للنهوض مجدداً بالمسيرة حتي وصولها حالة التعافي الكاملة، بفرضها إجراءات السلامة "كمامة ، والتباعد الجسدي، والتعقيم المستمر"، وقبلها أخد اللقاح المضاد للطواقم التدريسية والعاملين في المجال التعليمي.

لتظهر أمامها؛ آفة لا سبيل من مقاومتها باستمرار" الاحتلال الإسرائيلي"، لتضع لمساتها التدميرية  على كافة القطاعات وخاصة قطاع التعليم في فلسطين وقطاع غزة بشكل خاص، فقد استهدفت ودمرت 137 مدرسة وقتلت قرابة الـ 69  طالب خلال عدوانها الذي استمر قرابة الـ11يوماً في شهر مايو 2021 على غزة.

فعام 2021 الذي سجل خلاله انتظام المسيرة التعليمة، وسيطرت اللقاح كسلاح مساند لكافة أسلحة الترسانة التعلمية، شهد إجراءات وقائية محدودة بخلاف العام السابق 2020م، الذي كان "التعليم الالكتروني" مصير استمرارها.

2021 العام الأصعب

مدير عام العلاقات العامة والتعاون الدولي في وزارة التربية والتعليم العالي في قطاع غزة أحمد عايش النجار، أكد أن قطاع التعليم لا زال يعاني كما العديد من القطاعات في قطاع غزة من تبعات جائحة كورونا التي لا زلت تلقي بظلالها السوداء على العملية التعليمية.

وقال النجار خلال حديث لـ"ملف حصاد 2021"فلسطين اليوم"، إن " وزارة التربية والتعليم العالي في غزة قيّمت العام الدراسي 2021، على أنه عام صعب للغاية وفي نفس الوقت عام إنجازات ونجاحات رغم التحديات؛ فقد شهد العام 2021أحداث قاسية على المسيرة التعليمية، أبرزها: العدوان الصهيوني على غزة في شهر مايو حيث أدى إلى قتل 69 طفل وتلميذ مدرسة وإصابة المئات، وقصف وتضرر 137 مدرسة، وحدوث أضرار نفسية بالغة لدى الناشئة وقطاع الطفولة.

"كذلك استمرار الحصار الإسرائيلي الغاشم على القطاع حيث يؤثر سلبا على العملية التعليمية من خلال منع دخول المواد والمعدات والأجهزة التي تساعد التعليم، ويؤثر الحصار أيضا على المجتمع والأسرة الفلسطينية".

أيضا استمرار جائحة كورونا التي أثرت سلبا على العملية التربوية من حيث أوجدت فاقداً تعليمياً كبيراً، وأيضا أثرت كورونا على تمويل ودعم مشاريع دولية لقطاع التعليم في غزة.

حققت إنجازات

وبين النجار أن الوزارة ورغم المعيقات التي واجهت المسيرة التعليمة، إلا أنها استطاعت أن ترسو بسفينة التعليم على بر الأمان وخصوصاً في مجال امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي" وبأقل الخسائر في بقية المجالات،

 فقد حققت الوزارة إنجازات عديدة في هذه الظروف القاسية منها : 1- عملت على التغلب على أثار العدوان من خلال التواصل مع العديد من الجهات لتنفيذ مشاريع إعادة اعمار المدارس المتضررة من العدوان بأسرع وقت

٢- السعي إلى الدعم النفسي واستعادة الصحة النفسية للطلبة والطواقم التدريسية وعمل رحلات وترفيه ورعاية ذاتية في منتزهات ومنتجعات ترفيهية لتخليص الأسرة التربوية من آثار العدوان

 ٣_العمل على افتتاح العام الدراسي بشكل مبكر بعد تهيئة المدارس وتجهيزها وإزالة آثار العدوان، إضافة لتعقيمها وتهيئتها وفق خطة عودة آمنة لحماية الطلبة والمعلمين من فايروس كورونا.

٤-جرى العمل على تطعيم الطواقم التدريسية والطلبة بشكل مرحلي وذلك ضد فايروس كورونا

٥- جرى تنفيذ خطة متكاملة لمعالجة الفاقد التعليمي الذي سببته جائحة كورونا وتعيين معلمين جدد في المدارس لمساعدة المعلمين في علاج الفاقد التربوي

٦-  بالإضافة إلى ترميم ما تم تدميره وتضرره، أنجزت الوزارة بناء ١٠ مدارس جديدة، كما أن هناك ٣٠ مدرسة قيد الانشاء وذلك ضمن ثورة أبنية المدارس لخدمة شعبنا وطلبتنا في مختلف المناطق بالقطاع.

٧- أنهت الوزارة وباقتدار مرحلة الثانوية العامة بعد سلسلة من الإجراءات والتي تمت بالتوافق التام مع الإخوة في الضفة الغربية من قبيل التخفيف من المنهاج. كما عقدت الوزارة الامتحانات ووفرت كل متطلباتها وأنهت تصحيح الأوراق واعتماد النتائج وإخراجها وكذلك الاحتفال بالطلبة المتفوقين بصورة غاية في التميز

٩- بعد عامين من جائحة كورونا والانقطاع الذي حدث للتعليم الوجاهي، وجدت الوزارة انا هناك فاقداً في القيم والسلوك عند الطلبة، لذلك قامت الوزارة بتطوير وزيادة برامجها القائمة في مجال القيم وتم تنفيذ برنامج كبير في مجال القيم بعنوان غرس وتعزيز القيم بحيث يجري التركيز على قيمة واحدة كل أسبوع في جميع مدارس القطاع.

١٠- واصلت الوزارة برامجها في مجال التدريب والأنشطة والحوسبة والتكنولوجيا، وكذلك إعداد البطاقات التعليمية والتركيز على المهارات الأساسية.

                                                                          خطة الوزارة 2022

وبشأن الخطة الوزارية المقررة للعام القادم 2022، قال مدير عام العلاقات العامة والتعاون الدولي إن " وزارة التربية والتعليم العالي تعمل وفق خطط استراتيجية واضحة، وضمن رؤية توفير تعليم فعال لطلبتنا من رياض الأطفال حتى التعليم العالي والتعليم المهني ، كما لديها خطط طارئة للتعامل مع الأزمات، وضمن خطط الوزارة الطارئة والاستجابة للمتغيرات".

وأضاف " لطالما عملت الوزارة على ضرورة أن يقف الجميع عند مسؤولياتهم وأن تتضافر جهود كافة المعنيين بالعملية التعليمية من حكومة ومجتمع محلي ومؤسسات ومنظمات بحيث يتم محاولة توفير كافة المستلزمات التي قد نضطر إليها في حال وقوع أي طارئ من الأهمية بمكان إشراك المجتمع المحلي وأولياء الأمور على وجه الخصوص ووضع الجميع في صورة كافة التحديات وكذلك ما تحقق من إنجاز ونجاح وما هو المطلوب من الجميع للمحافظة على هذا النجاح وتطويره".

استمرار التعليم الوجاهي

وأوضح النجار، أن الخطة التي سوف تتبعها الوزارة في العام المقبل2022، هي استمرارها في السيناريو المعتمد حالياً وبقوة وهو التعليم الوجاهي الكامل مع الاستمرار بكل إجراءات الوقاية وحماية الطلبة من فايروس كورونا، وكذلك الجهوزية العالية للتحول لأي من السيناريوهات وأولها: التعليم المدمج وهو خليط ما بين التعليم الوجاهي والإليكتروني، وثانيا: التحول للتعليم الإليكتروني بشكل كامل والذي قد نضطر إليه لا سمح الله.

وبين أن الوزارة وفي هذه الإطار قامت بتوفير جهاز تابلت بتمويل من اليونيسيف والمشروع النرويجي لعدد كبير من الطلبة لمساعدتهم في دراستهم وجهوزيتهم في حال اضطررنا للتحول إلى التعليم الإليكتروني، علاوة على ذلك قامت الوزارة بزيادة سرعة الإنترنت في المدارس لتصل إلى 32  ميجا.

وأشار مدير العلاقات الدولية  إلى أن، الوزارة ستستمر في برامج التدريب التي بدأتها بالاعتماد على التدريب عن بعد لآلاف المعلمين والطلبة، وكذلك بالبرامج المتعددة والتي تهتم بالمتفوقين مثل الذكاء الاصطناعي وبرامج النيزك وغيرها، بالإضافة إلى استمرار تحفيز المعلمين من خلال المسابقات وما تقدمه جوائز للمعلمين من قبيل جائزة المعلم المتميز ومسابقة فرسان المحتوى الرقمي.

"كما ستواصل الوزارة تطبيق كافة الإجراءات الصحية لضمان المحافظة على أبنائنا الطلبة، والاهتمام بالمكتبات المدرسية، والمختبرات العلمية، مختبرات الحاسوب، والإرشاد النفسي والطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة كطلبة متلازمة داون وطلبة طيف التوحد والإعاقات الحركية والسمعية والبصرية، وزيادة الرقابة على  المقاصف، والاهتمام بساحات المدراس ومرافقها، وتطوير الحدائق، وضبط عمل الأذنة، وزيادة الاهتمام بالأنشطة اللامنهجية وكذلك التخفيف عن المعلمين من خلال برامج ترفيهية كبرنامج التفريغ الذي نفذ في منتجع شارم بارك لآلاف المعلمين".

تطوير العملية التعليمة

وفيما يتعلق بالاستمرار في تطوير العملية التعليمية وجودتها، أوضح النجار أن الوزارة  ستستمر في التحضير للدراسات الدولية  pisa) و timss ) وتدريب المعلمين على ذلك، كذلك العمل على معالجة الفاقد التعليمي، ومواصلة المشاريع الجديدة في الأبنية والأنشطة والاهتمام بالمبادرات التربوية والمعلمين والطلبة المبدعين وكل ذلك تحت هدف رئيس وهو زيادة تحصيل الطلبة وتخريج الطالب المتميز المبدع الذي يخدم نفسه ووطنه وشعبه.

أبرز متغيرات 2021

بدوره، أكد المختص في الشؤون التعليمية محمد الحطاب، أن أبرز المتغيرات التي واكبت المسيرة التعليمية خلال العام 2021م، هو تراكم الفاقد التعليمي على الطلبة؛ حيث انتقل الطالب من مرحلة الى مرحلة، دون اكتساب المهارات الاساسية المطلوبة خصوصا (طلبة الصفوف الاولى فهم أكثر الطلبة خسارة).

" كذلك نسبة نجاح توجيهي التي بلغت في المراحل الثالثة، كنسبة تراكمية للنجاح بلغت ٨٤٪ وهي النسبة الاعلى تاريخيا في فلسطين، وهذه النسبة لا تقلل من شأن مرحلة توجيهي ولكن الظروف ساعدت على ذلك بإضافة التسهيلات التي منحتها كورونا وهي لن تتكرر لاحقا".

خطوات التعافي

وبشأن ما تحتاجه المسيرة التعليمية للتعافي من جائحة كورونا وأثاره السلبية، قال الحطاب خلال حديث لـ"ملف حصاد 2021"فلسطين اليوم"، إن " التعليم بحاجة للعديد من الخطوات للتعافي منها، استمرار المعالجة لسنوات وليس لثلاثة أشهر كما مخطط، أضافة للتوسع في المباني بشكل أوسع  وتوفير مدراس لتخفيف الاعداد في بعض الصفوف".

وأضاف " أيضا يحتاج التعليم وهو النقطة الأهم لتعافيه، هو محاولة الوزارة في فشطري الوطن وبالتعاون مع وكالة الغوث لمعالجة تراكم الفاقد التعليمي بضرورة تنفيذ خطة للمعالجة بتعويض الفاقد وإعلان نتائج الامتحان الذي عقد فيها، لتحديد ذلك الفاقد".

وأوضح المختص الحطاب، أن عدم تنفيذ الوزارة خطة لمعالجة الفاقد التعليمي، سيضع أمامنا جيل جاهل، مجدداً دعوته للوزارة لإعداد خطة تعالج هذا الفاقد خاصة لطلبة الصفوف الأساسية.

كلمات دلالية