2021 ..عام التطبيع في وضح النهار والمكاسب "إسرائيلية" بإمتياز

الساعة 08:58 ص|23 ديسمبر 2021

فلسطين اليوم

-اتفاقات التطبيع مع الاحتلال كان لها تداعيات خطيرة

-التطبيع شكل طعنة حقيقة في ظهر القضية الفلسطينية

-العائد الذي سيعود على الدول المطبعة سيكون صعباً

سرائيل هي دائما رابحة ولا تقبل أن يكون هنالك رابح غيره

شهد العام 2021 تطوراً ملحوظاً في مسار التطبيع مع الإحتلال "الاسرائيلي" وخاصة أن التطبيع وهرولة الدول العربية أصبح في وضح النهار ودون أي خجل يذكر، أمام القضية الفلسطينية المحورية، لتسطر الدول الخليجية ودول المغرب العربي دور العراب والراعي لكافة الاتفاقيات الهزيلة بمقابل لا يُذكر.

أربع دول عربية أعلنت تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" خلال بضعة أشهر من عام 2020، بدءاً بالإمارات ومن ثم البحرين والسودان والمغرب، في خطوة اُعتبرت طعنة علنية في ظهر القضية الفلسطينية وتضحيات الشعب الفلسطيني على مدار عشرات السنوات من الاحتلال الإسرائيلي لأراضيه.

ومنذ إعلان اتفاق التطبيع أبرمت الإمارات و الاحتلال "الإسرائيلي" عدة اتفاقات تجارية و عسكرية كما ارتفع عدد الاستثمارات "الإسرائيلية" في البلد الخليجي الغني.

الهرولة الخليجية العربية اتجاه العلاقات مع الاحتلال خلال عام 2020 و 2021 جاءت تأكيداً على أن هذه الدول ارتمت في ظل المنظومة الاحتلالية الاستعمارية، ولديها اعتقاد بأن امريكا و "إسرائيل" قادرة على توفير الحماية لها، و تعزيز مكانتها الاقتصادية والأمنية والسياسية، وفقاً للباحث بالشأن الإسرائيلي و الإقليمي، بسام أبو عكر.

وقال للباحث أبو عكر خلال تصريحاته لملف حصاد 2021 "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية": "إن هذا التصور وهذه الرؤية من جانب الدول الخليجية تحديداً هي مقاربة خاطئة، حيث بدأت هذه الدول تستشعر الخطر وأن أمريكا منسحبة من الإقليم و أن "إسرائيل" لا يمكن أن توفر لهم الغطاء والحماية الأمنية سواء في مواجهة قوى محور المقاومة، أو مواجهة مجتمعاتهم التي أكدت وأعلنت موقفها الواضح و الصريح برفض الهرولة نحو التطبيع، والقبول فكرة التطبيع بأبعادها الاقتصادية و التجارية والثقافية والأمنية، كون ما يعلن ضده العداء هي مركبات أساسية ومركزية واصلانية في المنطقة، و خصوصاَ إيران التي تعتبر بلد تاريخي وعريق له ثقافة و وجود إقليمي، ومن الخطأ الاستراتيجي معاداة بلد بوزنه، ومحور المقاومة التي تقف إيران على رأسه".

تداعيات خطيرة

وأكد أبو عكر بأن اتفاقات التطبيع مع الاحتلال كان لها تداعيات خطيرة، أضعفت المنظومة العربية، و البلدان العربية وجعل "إسرائيل" تتفرد بكل بلد وكل دولة على حدة.

ولفت إلى أن التطبيع شكل طعنة حقيقية في ظهر القضية الفلسطينية، و صفعة موجهة للشعب الفلسطيني، نضاله لهذا الاحتلال في مجمل جوانب الحياة الي يعيشها شعبنا تحت الاحتلال.

وشدد الباحث أبو عكر على أن التطبيع بدون أن يحصل الشعب الفلسطيني على ادنى حدوده مع هذا الاحتلال هي صفعة وخيانة جدية لكل نضاله، مشيراً الى أن هنالك تداعيات جدية وحقيقية على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، إضافة الى حالة الاستفراد من جانب هذا الاحتلال بالقضية الفلسطينية دون غطاء و دعم عربي، ودون وقفة جدية من جانب هذه الدول التي ذهبت الي التطبيع دون مقابل.

وبحسب أبو عكر، فإن العائد الذي سيعود على هذه الدول المطبعة سيكون صعباً في المقبل من الأيام.

هل تنضم دول أخرى لاتفاق التطبيع؟

و حول إمكانية استمرار العلاقات العربية مع الاحتلال، رأى أبو عكر بأن أي علاقة مع الاحتلال هي أمر غير قابل للاستمرارية، وغير قابل للاستدامة، لا سيما أن "إسرائيل" لا تفكر الا بمصالحها والا بقضاياها.

و أضاف: "لقد أثبتت التجارب سواء في حالات التطبيع مع الأردن أو مصر أن هذه الدول لم تستفد باي بعد من الابعاد من هذه العلاقات التطبيعية، و كانت إسرائيل هي دائما رابحة ولا تقبل أن يكون هنالك رابح غيرها".

و تابع يقول: "اسرائيل لا تفكر الا في ذاتها والا في نفسها وهي تفكر بعلاقة قائمة على التبيعة و الجدية، و هي تنظر لذاتها ونفسها أنها متميزة وتتملكك الكثير من الخبرات وهي تصدر وتبيع قدراتها وتبحث عن أسواق لهذه المنتجات".

و بين أن العلاقات قطعا غير متكافئة والميزان التجاري هو دوما لصالح من يمتلك الصناعة، ومن يمتلك التكنولوجيا ومن يمتلك البرامج التي ترتبط بالتجسس والمتابعة والملاحقة و اشكال أخرى من المنظومات الدفاعية والعسكرية، فالعربي هو مستقبل ومتلقي ومشتري وغير منتج والصهيوني ينظر إلي نفسه هو امتداد للحضارة والثقافة العربية.

و لم يستبعد الباحث أبو عكر انضمام دول عربية أخرى لتفاق التطبيع، الا انه أشار الى أن "إسرائيل" استطاعت أن تأخذ دول رئيسية في الخليج، لافتاً الى أن السعودية انتبهت بشكل جيد وهنالك تفكير من صانع القرار بالمملكة بعمل استدارة باتجاه بناء علاقات مختلفة مع إيران ومع العرب، ولكن غير متعجلة بعد انسحاب امريكا من افغانستان لإقامة علاقات سريعة وتطبيعة مع "إسرائيل".

و يرى الباحث بالشأن الاقليمي بأن كل الدول التي تذهب في هذا الاتجاه (التطبيع) ستجد نفسها خاسرة بدون أدنى شك.

علاقات واسعة

و تطرق أبو عكر الى سلسلة الاتفاقيات التي عقدتها الامارات مع الاحتلال، و التي كان آخرها الاتفاق العسكري، مشيراً الى أن الامارات هي الدولة الخليجية الأولى التي ذهبت الي التطبيع مع "إسرائيل" وتحدثت عن تطبيع شامل وفي كل الجوانب الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية والامنية والمعلوماتية، إلا أنها بدأت تعمل مروحة علاقات واسعة، بعد أن أدركت أن الاعتماد على "إسرائيل" في حمايتها في أي مواجهة سواء عبر الأراضي اليمنية القادرة على ضرب أهداف استراتيجية في الإمارات، و خوفاً من التمدد ومن ردود أفعال المقاومة اليمينة و التكنولوجيا التي تمتلكها، لا سيما أن الأخيرة عانت بسبب العدوان البشع و الخطير من دول التحالف ودول العدوان والتي ع راسها السعودية ودول الامارات العربية.

و من جهة أخرى، تخشى الامارات من مفاوضات ايران في فينا، باعتبار بلد قوي يمتلك الكثير من التقنيات، وبلد ممتد بعلاقاته وبوجوده وبحضوره في الإقليم، وهو ما أفزع الامارات الى حد كبير، جعلها تدرك خطورة الموقف التي وقعت به بسبب العلاقات مع أمريكا و"إسرائيل"، بحسب الباحث أبو عكر.

و وفقاً لتقديرات الباحث بسام أبو عكر، فإن الإمارات في حالة من مرواحة العلاقات حتى تحافظ على الاستقرار المطلق على العلاقة مع "إسرائيل".

مراحل تطور علاقات التطبيع

فيما يلي تذكير بأبرز مراحل التطبيع بين الاحتلال و دول خليجية و عربية:

في 13 آب/أغسطس 2020، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن "اتفاق سلام تاريخي" بين "إسرائيل" والإمارات العربية المتحدة.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر "إنه اختراق ضخم! اتفاق سلام تاريخي بين صديقينا الكبيرين، إسرائيل والإمارات العربية المتحدة".

وصدر بيان مشترك عن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة تحدث عن اتفاق "على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات".

وأكدت الإمارات أن الاتفاق ينص على "وقف ضم إسرائيل لأراض فلسطينية". لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو أكد أن الضم "أرجئ" فقط.

في 29 آب/أغسطس، ألغت الإمارات قانون مقاطعة "إسرائيل".

في 31 آب/اغسطس، حطت في أبوظبي أول رحلة تجارية بين "إسرائيل" والإمارات انطلقت من مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب وعلى متنها وفد إسرائيلي-أمريكي ترأّسه صهر الرئيس الأمريكي السابق ومستشاره جاريد كوشنر.

في الثاني من أيلول/سبتمبر، وافقت السعودية على السماح للرحلات الإسرائيلية بعبور أجوائها.

في 15 ايلول/سبتمبر، وقعت الإمارات والبحرين اللتين لم تخوضا حربا ضد "إسرائيل"، اتفاقات تطبيع رسمية مع الدولة العبرية في البيت الأبيض.

وفي 20 تشرين الأول/أكتوبر، قررت "إسرائيل" والإمارات إعفاء مواطنيهما من تأشيرات الدخول، في سابقة مع بلد عربي.

في 24 كانون الثاني/يناير 2021، أعلنت "إسرائيل" فتح سفارة في الإمارات مع وصول ممثل البعثة إيتان نائيه.

وفي الأول من آذار/مارس، قدم أول سفير إماراتي في "إسرائيل" محمد محمود فاتح علي آل خاجة اوراق اعتماده إلى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين.

في 11 اذار/مارس، أعلنت الإمارات انشاء صندوق استثماري بقيمة عشرة مليارات دولار (نحو 8,3 مليارات يورو) مخصص للقطاعات الاستراتيجية في "إسرائيل".

وفي 31 ايار/مايو، وقع الجانبان اتفاقا ضريبيا يهدف إلى تشجيع الاستثمارات، بحسب وزير المال الإسرائيلي، "إسرائيل كاتز".

في 21 حزيران/يونيو، أعلنت قناة "آي 24 نيوز" الإخبارية الدولية سلسلة اتفاقات مع الإمارات بهدف إظهار "الشرق الاوسط الجديد" شملت فتح مكتب دائم لها في دبي، في سابقة بالنسبة الى وسيلة إعلامية مقرها "إسرائيل".

في 29 حزيران/يونيو، دشن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد في الإمارات أول سفارة إسرائيلية في الخليج، وذلك خلال زيارة رسمية غير مسبوقة يقوم بها وزير إسرائيلي منذ تطبيع العلاقات.

في 18 تشرين ثاني نوفمبر، وقعت مجموعة "إيدج" لصناعات الدفاع المملوكة لدولة الإمارات العربية المتحدة وشركة "آي.إيه.آي" الإسرائيلية لصناعة الطيران، اتفاقاً لتصميم سفن عسكرية وتجارية غير مأهولة.

وبتوقيع الإمارات والبحرين في 15 سبتمبر/أيلول 2020، بالبيت الأبيض على "إعلان إبراهام" لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، فإن العملية اكتسبت زخما كبيرا.

وما لبثت أن انضمت السودان، بإعلانها في 23 أكتوبر/تشرين أول 2020 تطبيع علاقاتها مع "إسرائيل"، ثم إعلان الولايات المتحدة في 10 ديسمبر/كانون أول 2020 قرار "إسرائيل" والمغرب، إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

كلمات دلالية