تُقر "بإسرائيل" كدولة للشعب اليهودي

تصريحات "منصور عباس" تثير غضب الفلسطينيين.. انحدار سياسي ووطني تخطى الحدود

الساعة 08:40 ص|23 ديسمبر 2021

فلسطين اليوم

أثارت تصريحات منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة في الكنيست "الإسرائيلي" التي أطلقها بالأمس ردود أفعال غاضبة في الاوساط الفلسطينية وعرب الداخل المحتل ، خاصة انه قال " إسرائيل "دولة يهودية وستبقى كذلك ...الشعب اليهودي قرر أن يقيم دولة يهودية. هكذا وُلدت وهكذا ستبقى".

التصريحات التي تُقر بالوجود اليهودي اغضبت الفلسطينيين ، حيث اعتبروها غير مسؤولة  وتنساق مع دعوات المتطرفين في "إسرائيل" لتهجير الفلسطينيين.

ردود القوى السياسية للداخل المحتل

وكانت القوى السياسية والحزبية والشعبية في الداخل الفلسطيني أجمعت على رفضها تصريحات رئيس حزب القائمة الموحدة، منصور عباس، والذي أقر بأن "إسرائيل قامت كدولة للشعب اليهودي وستبقى كذلك" ووصفت قيادات من الداخل المحتل هذا التصريح بـ "الانحدار السياسي والوطني" الذي لا يمثل إلا حركته وحزبه.

وفي قراءة لتصريحات عباس ونهج قائمته، قال أستاذ العلوم السياسية البروفيسور إبراهيم أبو جابر "هذه التصريحات جاءت متناغمة مع ما أطلق عليه النهج الجديد الذي تبنته القائمة الموحدة التابعة للحركة الاسلامية الجنوبية. وهي غير مفاجئة لأنها متوقعة بعد المشاركة في الكنيست، لا بل وفي الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، فلولا دعمها لما شكّل نفتالي بينيت حكومته".

وأكد أبو جابر، وهو من مؤسسي حزب "الوفاء والإصلاح" بالداخل الفلسطيني - أن "هذه التصريحات اعتراف صريح بقانون القومية العنصري أو ما يسمى (قانون يهودية الدولة) الذي جسد سياسة الفصل العنصري، وهو سلبنا حقنا في وطننا، وجعل منا أشبه برعايا أجانب مقيمين لا مواطنين".

وكان الكنيست أقر عام 2018 "قانون القومية" أو ما يعرف بـ "قانون يهودية الدولة" الذي يمنح اليهود فقط ممارسة حق تقرير المصير في البلاد، وقال نواب وسياسيون عرب إنه استهدف الإضرار بحقوق فلسطينيي 48 أو من يطلق عليهم "العرب في إسرائيل".

وشن أيمن عودة العضو العربي في الكنيست هجوما لاذعا على عباس منصور.

وقال "يخرج من بين أبناء شعبنا من يؤكد أن الدولة المُقامة في وطننا ستبقى يهودية!".

ويتفق عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني، المحامي رياض محاميد، مع الموقف ذاته، موجها انتقادات شديدة اللهجة للنائب منصور عباس، ومؤكدا أن إسرائيل -لمن خانته الذاكرة- قامت على نكبة وأنقاض الشعب الفلسطيني وتهجيره وتشريده من وطنه بالمجازر، وسلب أرضه وممتلكاته.

وقال محاميد إن هذه الحقائق لا يمكن لأي كان تزييفها وتجاوزها، محذرا من نهج وتصريحات عباس الهادفة إلى تزييف الوعي وطعن الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني

حماس

ومن جانبه قال د. باسم نعيم رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في حركة حماس ان تصريحات "منصور عباس" لا تمثل أي فلسطيني ، وهي انقلاب ليس فقط على عقيدة الفلسطينيين الوطنية ، ولكن كذلك على القوانين والقرارات الدولية التي تستنكر العنصرية وتؤكد على حق العودة لملايين الفلسطينيين .

وجدد تاكيده على ان تصريحات عباس مستنكرة ومرفوضة.

حركة المقاومة حماس ادانت" تصريحات عضو الكنيست "الإسرائيلي" (منصور عباس)، والتي عبَّر فيها عن اعترافه بما يسمَّى ب "يهودية الدولة" ما هو إلّا انحياز فاضح للرواية الصهيونية، ومخالفة صريحة لموقف الإجماع الوطني الفلسطيني الرّافض والمندّد بها".

وأضافت في بيان "إنَّ شعبنا الفلسطيني بكلّ مكوّناته وأطيافه، سيظل ثابتًا على أرضه التاريخية، رافضًا التنازل عن شبر منها، مدافعًا عن هويتها العربية والإسلامية، مقاومًا الوجود الصهيوني فيها، ولن يلتفت لمحاولات تبهيت الصراع بين شعبنا الأصيل، صاحب الأرض والتاريخ، وبين المستعمر الصهيوني الطارئ الغريب".

الجبهة الشعبية 

ودانت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين بشدة، تصريحات "عضو الكنيست الصهيوني" منصور عباس التي أكَّد فيها أنّ دولة الكيان الصهيوني "يهوديّة وستبقى كذلك"، مُؤكدةً أنّها تصريحات خيانيّة لا تمثل شعبنا من قريبٍ أو من بعيد، وتكشف عن الدور المشبوه المناط به كأداةٍ طيَعّة في يد الاحتلال.

وأكَّدت الجبهة الشعبيّة أنّ ما يدّعيه منصور عباس هو تزكية لقانون "يهوديّة الدولة"، وتغطية على برنامج وممارسات الحكومة الصهيونيّة واليمين المتطرّف وقطعان المستوطنين الذين يعملون ليل نهار لتجسيد هذا القانون بكل الوسائل والسبل من أجل تهجير أبناء شعبنا في الأراضي المحتلة وقطع الطريق على حق العودة، وأنّ تسليمه بقانون "يهوديّة الدولة" يجعله أداة من أدوات تنفيذه وخائنًا لمصالح شعبنا وحقوقه الوطنيّة.

ودعت الجبهة جماهير شعبنا في الداخل المحتل إلى مقاطعة المدعو منصور عباس ونبذه بعد أن تموضع في الموقع المعادي لشعبنا وأصبح صوتًا للاحتلال في ترويج روايته الزائفة التي تستهدف الرواية والهويّة الوطنيّة الفلسطينيّة، مُؤكدةً أنّ هكذا شخصيّات طارئة وعابرة في المشهد الفلسطيني ولن تجد مكانًا لها إلّا في مزبلة التاريخ.

كلمات دلالية