خبر لمن هذا السفير-هآرتس

الساعة 08:31 ص|13 ابريل 2009

بقلم: أمير اورن

 (المضمون: منصب السفير في واشنطن سيصبح شاغرا فلمن ستكون الغلبة في التعيين القادم لنتنياهو ام لليبرمان ام اصحاب النفوذ من اليهود في واشنطن - المصدر).

استقالة سالي مريدور من منصب السفير في واشنطن اتاحت المجال لاعلان عطاء المنصب الاهم في السلك الدبلوماسي الاسرائيلي. كل شيء يتعلق بقرار بنيامين نتنياهو من الناحية الشكلية ولكن السؤال هو من الذي يؤثر على هذا القرار فعليا.

نتنياهو الذي خدم في واشنطن ونيويورك يعرف مضامين ومعايير النجاح الدبلوماسي في الساحة الامريكية:- المعرفة العميقة لمراكز القوة في الادارة الامريكية والكونغرس والغلاف السياسي، القدرة على ادارة طاقم كبير وماهر من ممثلي الوزارات المختلفة وظهور ناجع امام التلفاز بروح الزمان والمكان. الميزة الاخيرة اهم من اي وقت مضى الان، لانه كلما كانت السياسة اسوأ كلما احتاجت لدعاوي افضل. على خلفية شحوب صورة سفير اسرائيل في الامم المتحدة على التلفاز غابريئلا شاليف والقنصل العام في نيويورك اساف شريب، يحتاج لنتنياهو في واشنطن الى خطيب بليغ وفصيح ليكون تكرارا لنتنياهو الشاب.

في قمة حلف الاطلسي في شتراسبورغ كان من الممكن ان نرى مدى تأثير الشكليات على الجوهر. مسؤولون وصحافيون تساءلوا امام الاسرائيليين حول سلوك وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الذي ظهر في نظرهم بصورة سطحية ومزيج من العربدة والطغيان. في العالم حتى اشعار اخر، ليبرمان ليس فقط صانع السياسة الخارجية لحكومة نتنياهو، وانما ايضا رئيس طاقم الدعاية القومي.

بامكان ليبرمان ايضا ان يعين الموظفين كما يحلو له، بمصادقة اطارين ضعيفين (لجنة التعيينات في السلك الدبلوماسي والمجلس الوزراي الكامل)، السفراء في كل العواصم وكل نواب المدراء العامين ومدراء الاقسام في وزارته وعشرات القناصل والمستشارين في ارجاء المعمورة مع التركيز على دول الاتحاد السوفياتي سابقا، وفي واشنطن - حتى نائب السفير. مبعوثوه سيبقون في مناصبهم فترات طويلة من بعد ان يخرج قائد اسرائيل بيتنا المعروف بنفاذ صبره من البوابة المستديرة لوزارة الخارجية ومعه نائبه داني ايالون السفير السابق في واشنطن.

عندما يخشى رئيس الوزراء من الخصام مع وزير خارجيته، يحتاج تعيين السفير في واشنطن الى الاتفاق بينهما. الخلافات بين رئيس الوزراء ووزير الخارجية تسببت في اكثر من مرة بان تعطى الجائزة الاكبر في الدبلوماسية الاسرائيلية لمرشح تسووي يعتبر غير لامع وغير ضار في نفس الوقت (التقدير الذي تحقق احيانا فقط في النصف الاول).

ولكن حتى ان تقاسم نتنياهو وليبرمان العالم بينهما ليأخذ احدهما الغرب والاخر الشرق (ربما مع اضافة اهتمام خاص بالنمسا وقبرص)، سيبقى نتنياهو مع عبء القرار. هو قد يفضل الولاء على المهارة باعتباره سياسيا مصابا بالشك. الولاء السياسي يعني التماهي مع الخط وبالاساس شخصيا.

هذا التفضيل قد يستبعد مرشحين ملائمين من حيث خلفيتهم مثل دان مريدور شقيق السفير المغادر الذي ضبط النفس في خضوعه لخرق التعهد الذي اعطي له بالحصول على وزارة الدفاع او الخارجية او المالية او القضاء واكتفى بمقعد فارغ في الحكومة. هناك هو يعاني من البطالة التامة. مثل لورد هاليفاكس الذي خسر في الحرب العالمية الثانية امام ونستون تشرتشل في المنافسة على رئاسة وزراء بريطانيا وخرج الى واشنطن كسفير في مكانة وزير، وهكذا الان يمكن تعيين مريدور "سفيرا في مكانة وزير". صحيح انه لن يكون وزيرا فعليا حتى لا يتضرر مبدأ فصل السلطات ولكن يعقوب ليتسمان هو نائب وزير في مكانة وزير في وزارة الصحة الا ان تأثير السفير في واشنطن يعتمد على صورة قربه من ملكوت الحكم في القدس، وهذا القرب سيبقى دائما في اختبار حتى وان اعلن عنه سلفا. لن يضمن احد للسفير بان نتنياهو لن يلتف عليه ويجري الاتصالات بواسطة الوسطاء الخاصيين امريكيين واسرائيليين.

سيكون على نتنياهو ان يستخدم طاقاته التي لم تظهر عليه بعد حتى يرفض طلب اليهود – الامريكيين  صاحبي الاموال الكثيرة الداعمة، بعد ان اغدقوه بدعمهم الروحاني والمادي وان يرد طلبهم بتعيين مقرب اخر منه ومنهم في منصب السفير. الخشية من تأثير غريب يجب ان تمثل نصب اعين لجنة التعيينات للمناصب العليا في الخدمات العامة التي شكلت اثر فشل نتنياهو في حكومته الاولى (تعيين روني بار اون مستشارا قانونيا)، من المحظور ان يكون سفير دولة اسرائيل مبعوثا شخصيا لنتنياهو لدى مؤيدي نتنياهو.