قالت مصادر مقربة من رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، لوكالة "رويترز"، إن حمدوك يعتزم الاستقالة من منصبه خلال ساعات.
وقال مصدران مقربان من حمدوك إن الأخير أبلغ مجموعة من الشخصيات القومية والمفكرين اجتمعت معه، بأنه يعتزم التقدم باستقالته من منصبه.
وأضاف المصدران أن المجموعة دعت حمدوك للعدول عن قراره، إلا أنه أكد إصراره على اتخاذ هذه الخطوة خلال الساعات المقبلة.
يأتي ذلك في ظل غضب متصاعد في الشارع، ومطالبات بإسقاط انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وكذلك الاتفاق الذي أبرمه مع حمدوك، الذي سبق أن اتهمته قوى شاركت في الثورة ضد الرئيس السابق عمر البشير، تحديدا لجان المقاومة، بـ»الخيانة».
وتظاهر مئات الآلاف الأحد، بالتزامن مع ذكرى الثورة السودانية الثالثة، أمام القصر الرئاسي، متخطين كل الحواجز الأمنية والطرق والجسور المغلقة، وصولا للقصر الرئاسي، حيث أعلنت لجان المقاومة وتجمع المهنيين السودانيين الاعتصام، إلا أن الأجهزة الأمنية فضّت الاعتصام، بعد ساعات، مستخدمة القوة المفرطة.
وسقطت برصاص الأمن ضحيتان، حتى الآن، وأكثر من 300 مصاب، في تظاهرات الأحد.
وقد شيّع الآلافة أمس عبد المنعم محمد، الذي توفي أمس متأثرا بإصابة في الرأس.
وهتف المتظاهرون في موكب تشييع محمد إلى مقابر «حمد النيل» في مدينة أمدرمان: «دم الشهيد لو راح أنا وأنتم مسؤولين»، « الشعب يريد قصاص الشهيد» وغيرهما من الهتافات المطالبة بالقصاص وإسقاط الانقلاب.
وحسب لجنة الأطباء السودانيين، فإنه مع مقتل محمد، ارتفع عدد القتلى في التظاهرات منذ انقلاب البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 47، في وقت أصيب المئات، إصابة بعضهم خطرة.
المتحدث الرسمي باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، ليز تروسل، قال إن مكتب حقوق الإنسان المشترك في السودان تلقى تقارير تفيد بأن 13 امرأة وفتاة تعرضن للاغتصاب أو الاغتصاب الجماعي، من قبل قوات الأمن، أثناء محاولتهن الفرار من المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي مساء الأحد.
وطالب بإجراء تحقيق سريع ومستقل وشامل بخصوص ذلك، وأيضا بعد وفاة وإصابة المتظاهرين نتيجة الاستخدام غير الضروري أو غير المتناسب للقوة، خاصة الذخيرة الحية.