"فقد 47 كيلوغراما من وزنه، لا يقوى على الحركة أو حتى الجلوس على كرسي متحرك، يتقيأ دما، ويعيش بين الحياة والموت"، هكذا وصفت الفلسطينية عائشة حريبات حال زوجها هشام أبو هواش المعتقل في "إسرائيل" والمضرب عن الطعام منذ 17 أغسطس/ آب الماضي.
وتناشد المرأة الفلسطينية وعائلة زوجها، المنظمات الحقوقية وأحرار العالم التدخل للكشف عن الوضع الصحي للأسير أبو هواش، في ظل التعتيم على حالته ومماطلة المحاكم الإسرائيلية في التعاطي مع قضيته.
والأسير أبو هواش (40 عامًا) من بلدة دورا جنوبي الخليل (جنوب)، وأب لخمسة أطفال، ومعتقل إداريا منذ 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وأمضى في سجون إسرائيل نحو 8 سنوات.
وضع صحي خطير
وقالت حريبات، في حديثها للأناضول، إن الوضع الصحي لزوجها "خطير جدا خاصة بعد أن فقد الكثير من وزنه".
وأضافت: "وضع هشام خطير جدا، يتقيأ دما، وهو بين الحياة والموت، كان يتنقل على كرسي متحرك، والآن على سرير متحرك".
وأشارت إلى أن وزن هشام كان قبل إضرابه 86 كيلوغراما، أما اليوم فهو 39 كيلوغراما، ويعاني من نقص في المعادن والفيتامينات.
ووفق عائشة، فإن سلطات الاحتلال تعاملت مع زوجها بطريقة مختلفة عن باقي الأسرى الذين خاضوا الإضراب فقد "مُنع من زيارة الأهل، ومن تجميد الاعتقال الإداري، وأحيانا مُنع من زيارة المحامين".
وقالت إن "السجانين الإسرائيليين استغلوا فرصة نقل طفلها عز الدين، للعلاج بأحد مشافي مدينة القدس المحتلة قبل شهور، للضغط على زوجها ليعلق إضرابه، فأحضروا له في اليوم الـ25 من إضرابه صورة الطفل وهو في المستشفى لزحزحة عزيمته".
وأشارت إلى انتهاج المحاكم العسكرية الإسرائيلية سياسة تمديد اعتقاله، دون الأخذ بعين الاعتبار وضعه الصحي.
وخلصت إلى أن مطلب هشام "عادل" وهو "إنهاء اعتقاله الإداري" وناشدت "كل حر وشريف أن يتدخل لحل قضيته".
تعتيم مخيف
من جهته، عبر سائد أبو هواش، شقيق المعتقل، عن قلقه على حياة هشام نتيجة "التعتيم الإعلامي المخيف".
وقال إن "سلطات الاحتلال اتخذت قرارا بعدم نقله للمستشفيات المدنية، أو تجميد اعتقاله الإداري".
واستنادا إلى حالات سابقة، لا يعني "تجميد الاعتقال الإداري" الإفراج عن الأسير، وإنما تنتقل المسؤولية عنه إلى أمن المستشفى الذي يعالج فيه، ولا يسمح بنقله منه، مع السماح لذويه بزيارته.
واتهم أبو هواش إدارة سجون الاحتلال بـ "تزييف التقرير الطبي" لشقيقه، مضيفا أنه جرى "نقله إلى المستشفى في اليوم الـ 117 لإضرابه، وتمت إعادته للسجن في اليوم التالي".
واعتبر أن "سلطات الاحتلال تسعى لكسب المزيد من الوقت دون مراعاة لظروف اعتقال هشام الذي تعرض للتنكيل والتهديد بهدف إنهاء إضرابه دون تحقيق أي مكاسب له".
وحذّر أبو هواش، من أن شقيقه "قد يُستشهد بأي لحظة إن لم يكن هناك تدخل".
وناشد القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس وأحرار العالم، أن يتدخلوا لإنقاذ حياة شقيقه.
ظروف تتفاقم
ووفق بيان لنادي الأسير الفلسطيني، صدر في 16 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، يواجه أبو هواش "ظروفا صحية خطيرة في سجن الرملة (وسط إسرائيل) وتتفاقم يومًا بعد يوم".
وأضاف النادي (غير حكومي)، أن الاحتلال يرفض نقله إلى مستشفى مدني بشكل دائم، رغم ما تؤكده التقارير الطبية من خطورة وضعه الصحي.
ووصف ما يجري مع الأسير أبو هواش، بأنه "أمر خطير وممنهج، وهو جزء من التحولات الحاصلة التي نقرأها في قضية الإضراب عن الطعام، وأثرها السلبي على مصير هذه التجربة".
ومن أبرز هذه التحولات إبقاء المضرب عن الطعام محتجزاً في السجن، ورفض نقله إلى المستشفى، خلافا لأسرى سابقين، بحسب البيان.
وأشار إلى أن المحكمة العسكرية الإسرائيلية عقدت عدة جلسات للأسير أبو هواش، دون أن تبت في مطالب محاميه ومنها الإفراج عنه أو نقله إلى المستشفى وتجميد اعتقاله الإداري.
وفي 12 ديسمبر الجاري، أصدرت محكمة الاستئنافات العسكرية الإسرائيلية قرارا برفض الاستئناف ضد اعتقال أبو هواش، وتثبيت أمر اعتقاله الإداري لمدة أربعة شهور.
والاعتقال الإداري، هو قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي، بزعم وجود تهديد أمني، دون توجيه لائحة اتهام، ويجدد لـ6 أشهر قابلة للتمديد.
وبحسب مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى، تعتقل إسرائيل في سجونها 4550 فلسطينيا، بينهم نحو 500 معتقل إداري.