قال محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (هآرتس) العبريّة، اليوم الخميس، إنه على الرغم من تقرُّب رئيس الوزراء الإسرائيليّ، نفتالي بينت من الإمارات العربيّة المُتحدّة، فإنّه لن يجد فيها شريكًا في الحرب ضدّ إيران.
وأضاف المستشرق تسفي بارئيل نقلا عن مسؤولين في تل أبيب، قولها إنّ “الإمارات تُعارِض تعارض، مثلها مثل السعودية، خطوات عسكرية ضدّ جارتها، لأنّها يُمكِن أنْ تحول الخليج إلى منطقة قتال تضر بالمشاريع الاقتصادية التي تدفع بها الدولتان قدمًا".
وتابع: "من الصعب أنْ تدعم أبو ظبي فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب الضرر المباشر الذي يمكن أنْ يلحق بها تحديدًا، بينما تحاول أنْ تبني مع إيران مخزونًا من اتفاقات يضمن لها الأفضلية عندما تُرفع العقوبات".
وأوضح أنّه بحسب مصادر عربية، "أوضح بن زايد لبينت أنّ العلاقات مع إيران لا تأتي على حساب العلاقات مع إسرائيل التي تتطلع أبو ظبي إلى توسيعها وتطويرها، وهذان المساران السياسيان لا علاقة بينهما".
وأردف المُستشرِق:"طبعًا، إيران دانت اتفاق السلام والتطبيع بين إسرائيل والإمارات، لكنها لم تطلب من بن زايد قطع علاقاته، أوْ إلغاء الاتفاق، لقاء التعاون الاقتصادي معها، تمامًا كما لم تطلب من تركيا قطع علاقاتها مع إسرائيل كشرطٍ لاستمرار التعاون التجاري معها".
وأكمل قائلا: "إنّ “مَنْ فهم جيدًا قوة الإمارات في التأثير في إيران هو الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي توجّه إلى بن زايد وأمير قطر الشيخ تميم، طالبًا منهما إقناع إيران بالدفع قدمًا بالمفاوضات بشأن الاتفاق النووي. ليس بواسطة التهديد، بل من خلال تقديم سيناريو اقتصادي إيجابي يساعد إيران على الخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعانيها"، على حدّ تعبيره.
وأوضح المُستشرِق أيضًا أنّه “من المتوقع أنْ يصل وفد أمريكي رفيع المستوى إلى أبو ظبي للتحذير من استمرار العقوبات بشكل غير مباشر، من خلال مصارف تعمل في الإمارات، كرسالةٍ أمريكيّةٍ تعبّر عن نيتها فرض دفعة جديدة من العقوبات على إيران إذا لم تتقدم المفاوضات كما هو مفترَض”، وفقًا لأقواله.
كما أوضح انه على الرغم من لغة التهديدات، إلا أن خطوط خطة عمل أمريكية بديلة لا تزال غامضة. فلو أرادت واشنطن إرسال رسالة عدائية إلى إيران لكانت سمحت بصفقة الطائرات أف-35 التي اشترتها الإمارات كجزء من مقابل توقيعها اتفاق السلام مع إسرائيل. وكانت الإمارات أوضحت للولايات المتحدة أن صبرها يكاد ينفذ عندما وقّعت، في لفتة حظيت بتغطية إعلامية جيدة، صفقة شراء 80 طائرة حربية فرنسية من طراز رافال بقيمة 19 مليار دولار. وهذه الصفقة كانت في قيد الإعداد منذ نحو عقدين، وفجأة تحققت مؤخرًا، وهذه ليست صدفة. صحيح أن الصفقة تسببت بإدانات إيرانية، لكنها لم تزعج طهران إزاء مواصلة تطوير علاقاتها مع الإمارات”.
وخلُص المُستشرِق إلى القول:"تدل هذه الصفقات على التآكل الكبير في قدرة إسرائيل على التأثير في واشنطن، وفي الإمارات، كما تدل على أنّ الأخيرة تعمل وفق جدول أعمال مستقل خاص بها، يشمل الآن استئناف العلاقات بينها وبين تركيا، كجزء من الغطاء الاستراتيجي الذي تبنيه في مواجهة انسحاب الولايات المتحدة من الساحة الشرق – الأوسطية.
وشدّدّ على أنّ "إسرائيل تشكل في جدول الأعمال هذا أحد المكونات، وتصريحاتها الأخيرة تهدد الآن الهدوء والاستقرار في الخليج، وتتعارض مع الرؤيا التي ترسمها دول الخليج. خريطة المصالح الإستراتيجية هذه أوضحها بن زايد لبينت، ويمكن التقدير أنّه كما حاول بينت إقناع مضيفه بالانضمام إلى التهديد العسكري ضدّ إيران، فإن بن زايد سعى لتهدئة خطاب إسرائيل العدائيّ".