خبر كتب صالح النعامي : أزمة مصر وحزب الله .. كلها « مكاسب » لنتانياهو

الساعة 04:12 م|12 ابريل 2009

بإجماع التعليقات الواردة في الصحف الإسرائيلية الصادرة الأحد

أزمة مصر وحزب الله .. كلها "مكاسب" لنتانياهو

 صالح النعامي

الأزمة الراهنة بين مصر وحزب الله اللبناني على خلفية اعتقال القاهرة لأحد عناصر الحزب، كلها "مكاسب" لإسرائيل وتحديدا لحكومة بنيامين نتانياهو الجديدة..

هذا ما خلصت إليه آراء معلقين وخبراء سياسيين إسرائيليين اعتبروا أن هذه الأزمة من جهة يمكن أن تساهم في إضعاف شعبية حزب الله في العالم العربي وتصرف النظر من جهة أخرى عن الممارسات والمواقف المتطرفة لحكومة نتانياهو، بل وتعطيها ذريعة إضافية في حال لجأت لخيار عسكري ضد إيران.

 

وفي تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الأحد، قال كل من عاموس هارئيل معلقها العسكري، وآفي سيخاروف مراسلها للشئون العربية: إن تفجر الأزمة من شأنه أيضا أن "يعزز التعاون الاستخباري والتنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والمصرية".

 

ورجح هارئيل في مقال سابق أن تكون الأجهزة الأمنية المصرية قد نجحت في إلقاء القبض على عناصر المجموعة بناء على معلومات تلقتها من الاستخبارات الإسرائيلية.

 

وأشار هارئيل وسيخاروف إلى أن الكشف عن المجموعة التي ضمت 49 شخصا قالت مصر إنهم ينتمون إلى تنظيم حزب الله جاء في ذروة تعاون أمني بين تل أبيب والقاهرة في مجال الكشف عن أنفاق التهريب بين إسرائيل وقطاع غزة.

 

وكانت السلطات المصرية قد اعتقلت الأربعاء الماضي مجموعة مكونة من 48 شخصا قالت إنهم على علاقة بحزب الله ويشتبه في أنهم كانوا يخططون "للقيام بعمليات عدائية" في مصر.

 

شعبية حزب الله

 

من جانبه، رأى روني دانئيل المعلق العسكري في القناة الثانية الإسرائيلية أن "مجرد توجيه مصر الاتهامات لحزب الله ولأمينه العام حسن نصر الله على هذا النحو يقلص من شعبية الحزب (في العالم العربي) ويرسم ظلالا من الشك حول أهدافه".

 

واعتبر أن ما فشلت إسرائيل في تحقيقه عبر محاولاتها إقناع الرأي العام العربي بأن حزب الله يعمل ضد المصالح العربية نجحت الحملة المصرية الرسمية ضد الحزب في تحقيقه.

 

أما أمنون أبراموفيتش كبير المعلقين في نفس القناة فتوقع أن تكون هذه الأزمة نقطة تحول فارقة لصالح إسرائيل في مواجهة إيران.

 

وقال في تحليل قدمه مساء السبت: "في الوقت الذي يتحدث فيه الرئيس الأمريكي بارك أوباما عن استعداده لفتح حوار مع إيران، فإن تفجر الأزمة يشكل دليلا على صحة معارضة إسرائيل للحوار مع إيران، على اعتبار أن هناك انطباعا بأن طهران تقف وراء ما قام به حزب الله في مصر".

 

وشدد أبراموفيتش على أن إسرائيل بصدد استغلال هذه الأزمة للدفاع عن موقفها الذي يبرر التوجه للخيار العسكري في مواجهة البرنامج النووي الإيراني.

 

فرصة "ذهبية"

 

من جهته، اعتبر حنان كريستال، المعلق السياسي لسلطة البث الإسرائيلية التي تسيطر على قناة التلفزيون الأولى وشبكة الإذاعة العامة، أن السجال بين حزب الله ومصر يعتبر "فرصة ذهبية" لحكومة نتانياهو، حيث إن هذا السجال يصرف الأنظار عن الطابع المتطرف لهذه الحكومة وعن مواقفها من القضية الفلسطينية التي لا تلقى قبولا دوليا.

 

وفي تعليق بثته الإذاعة العامة صباح اليوم، قال كريستال "منذ أن تشكلت حكومة نتانياهو تصدر جدول الاهتمام العالمي تصريحات وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان المثيرة للسخرية، أما الآن وفي ظل الأزمة بين القاهرة وحزب الله، فإن بإمكان نتانياهو أن يكسب شرعية لحكومته بعد أن ينجح في خياطة فم ليبرمان"، لكي تبقى الأضواء مسلطة على أزمة مصر وحزب الله.

 

في نفس السياق -وفي لهجة تصعيدية واضحة- قال وزير النقل الإسرائيلي إسرائيل كاتز المقرب من نتانياهو في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد: إن حسن نصر الله "يستحق الموت وآمل في أن يعرف هؤلاء الذين يدركون كيفية التعامل معه في إسرائيل كيف يتصرفون وأن ينزلوا به المصير الذي يستحقه".

 

بدء التحقيقات

 

وتزامنت التعليقات الإسرائيلية في وقت ركزت فيه الصحف المصرية الصادرة اليوم الأحد على بدء نيابة أمن الدولة العليا بمصر التحقيق مع عضو حزب الله سامي شهاب، حيث عرضت عليه مساء السبت لائحة اتهامات أبرزها تكوين خلايا عنقودية داخل التنظيم، والتخطيط لأعمال تخريبية، واستهداف المصالح الأجنبية في مصر، وتهريب السلاح إلى غزة.

 

وبحسب تحقيقات نيابة أمن الدولة، فإن المتهمين كانوا مقسمين إلى ٤ مجموعات، يديرها قيادي بارز في حزب الله بلبنان لم تتوصل التحريات إليه، فيما يرأس المجموعة الأولى لبناني (سامي شهاب)، وهو الذي كان على اتصال بالقيادي، ويتولى الإشراف على باقي المجموعات ويديرها عن طريق الاتصال غير المباشر ولا يلتقي أيًّا من أفراد التنظيم، لكنه يلتقي القيادات فقط.

 

وسلطت الصحف الضوء على تصريحات الأمين العام حسن نصر الله مساء الجمعة والتي اعترف فيها بأن شهاب من عناصر الحزب، وقال إن هدفه تقديم مساعدة "لوجستية" للمقاومة في قطاع غزة وليس العمل على زعزعة الاستقرار في مصر والتخطيط لـ"عمليات عدائية" على الأراضي المصرية كما جاء في بيان النائب العام المصري.

 

غير أن الصحف المصرية الرسمية اعتبرت هذا التصريح "اعترافا" من نصر الله يدخله في دائرة الاتهام الرئيسي وبالتالي القبض عليه لمحاكمته.

 

وفي هذا الإطار، قدم محامون موالون للحزب الوطني الحاكم بلاغات للنائب العام المصري طالبوا فيها بضرورة ضم حسن نصر الله، زعيم حزب الله، إلى قائمة المتهمين.