انطلق اليوم الأربعاء، أعمال مؤتمر التيار الإصلاحي الديمقراطي بحركة فتح -ساحة غزة- لانتخاب قيادة جديدة لمجلس الساحة وقيادته.
وشارك في المؤتمر الذي عقد بفندق المشتل غرب مدينة غزة، ممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية، وقادة المجتمع المدني والأهلي ونخبة من الوجهاء والمخاتير وعناصر وقيادات من التيار الإصلاحي.
وقال رئيس التيار النائب محمد دحلان في كلمة افتتاحية للمؤتمر: "نقف اليوم هنا عند بوابة الأمل وأول الطريق للمهمة الجوهرية الأولى وهي استعادة حركة فتح لدورها وروحها وثقافتها؛ كي تعود الحارسة اليقظة للحلم الفلسطيني".
وأوضح دحلان أن "شعبنا اختار طريق الإصلاح عبر بوابة الديمقراطية، فيختار شعبنا بكامل إرادته من يمثله"، مؤكدًا أن فتح ستبقى طليعة النضال الوطني الفلسطيني ورغم ما يعصف بجزء منها بفعل فعل ديكتاتوري جامع لم تشهده له الحركة مثيل منذ انطلاقتها".
ودعا أبناء شعبنا وعناصر وكوادر التيار الإصلاحي بفتح للمحافظة على وحدتها وتطوير أدائها؛ "حتى وإن أوغل تيار ما في الأخطاء والخطايا فأصبروا وثابروا لاستعادة فتح لدورها وريادتها الوطنية وألقها التاريخي المشرف".
وأكد دحلان أن التيار عمل منذ سنوات لتأسيس شراكة وطنية ورفعنا شعار أن لا خلاف لدينا مع أحد، ونرحب بمن يريد العلاقة معنا من أجل فلسطين والقدس؛ "فنحن لا نرى سببا لاستمرار هذا الانقسام سوى المصالح الشخصية المتضاربة والتدخلات الخارجية".
وذكر أن التيار بارك جهود المصالحة في كل جولة من جولات الحوار بين السلطة وحماس، "وأكدنا موقفنا كجنود مع الوحدة الوطنية (..) نحن مع الوحدة في كل مكان لكن على أسس وطنية سليمة".
وأشار دحلان إلى أن التيار تبنى البرنامج السياسي عن المجلس الوطني الفلسطيني "دورة الاستقلال الوطني" كبرنامج واقعي، وثيقة الأسرى للوفاق الوطني كبرنامج عملي لتحقيق الوحدة الوطنية حتى الآن على الأقل".
وقال: "هذا البرنامج قابل ويستحق المراجعة المستمرة بعد أن انتهك الاحتلال كل الاتفاقيات والمواثيق".
ولفت إلى أنه منذ اغتيال الراحل ياسر عرفات حطم الاحتلال كل أسس حل الدولتين ومقوماته، "وكبل المستقبل ببحر من المستوطنات وسيل من القوانين العنصرية، لكل ذلك قد يفقد البرنامج السياسي صلاحياته قريبًا إن لم يكن ذلك قد حدث فعلًا".
وبيّن دحلان أنه في ظل دمار حل الدولتين؛ "أقول بأنني محمد دحلان أقبل بخيار الدولة الواحدة كتحدي بعد أن حطم الاحتلال كل أسس حل الدولتين ومقوماته؛ لأن حل الدولة الواحدة سيصبح بديلاً طبيعيًا لوهم حل الدولتين".
وقال: "لندع المستقبل يقرر نتائج حل الصراع بين نظام احتلال عنصري يعتمد التطهير البشري والجغرافي والثقافي وبين شعب لا يقتلعه من أرضه إلاّ الله".
وبيّن دحلان أن طبيعة وتركيبة النظام السياسي الراهن تؤهله لكل أنواع الخروقات والتعديات الدستورية والقانونية والإدارية؛ "فمن واجب الشعب بكل قواه أن يسعى لتغيير النظام السياسي بصورة شاملة، وعلينا أن نتذكر أننا عشنا عقودًا بظل نظام ابوي بزعامة الرئيس الراحل أبو عمار".
وذكر أنه "رغم ديكتاتورية بشعة يعاني منها شعبنا إلاّ أن شعبنا لديه طموحات أنه يستحق نظام سياسي قابل للحياة مانع للديكتاتورية، حل عادل في تمثيل الشعب بكل طبقاته وفئاته".
وأشار إلى أنه "لن يتحقق ذلك إلاّ من خلال نظام برلماني وطني فعّال، وعبر انتخابات وطنية نزيهة وشفافة، وهذا هدف نبيل يستحق أن نبذل من أجله الغالي والرخيص".
وبين أن التيار الإصلاحي بدأ بنفسه بإحداث تغيير وتكامل خلاق بين حكمة وصلابة القادة المؤسسين للتيار، وبين طاقات القيادة الشبابية المبدعة والمنتخبة".
وقال دحلان: "لنعطي نموذجًا يحتذى به للحركات والفصائل الوطنية، لإفساح المجال كاملًا للقيادات الشابة لتولي زمام الأمور في كل ساحة بدعم ومشورة ورقابة القادة المؤسسين".
وأكد أن التيار الإصلاحي يسعى بكل طاقاته وعزمه أن يكون بنيانه مرصوصًا؛ "أتمنى عليكم من خلال هذا المؤتمر أن نتميز بهذا التيار والمؤتمر، وأن تختاروا بضمائركم الأفضل والأنسب".
وقال: "نحن لا نفضل أحدًا على أحد (..) الخير فيكم جميعًا؛ اختاروا الأفضل لهذه الحركة وأنا أشعر بسعادة أن أرى نسبة الاخوات بالمؤتمر عالية، وان شاء الله بالمؤتمر القادم تكون نسبتهم طاغية ليس بالمؤتمر فحسب بل في القيادة".
ونبه دحلان إلى أن قيادة ساحة غزة وقلب هذا التيار يضاعف مسؤولياتكم نحو التميز في الأداء والعطاء أمام رفاقكم في الضفة "الذين يواجهون فيها أبشع أنواع الملاحقة والتضييق من قبل أجهزة ديكتاتور صغير يتحكم بالناس وأرزاقهم بالضفة".
وقدم التحية لقيادة وكوادر التيار الإصلاحي بالضفة الغربية والقدس المحتلتين وفي مخيمات الشتات والساحات الخارجية؛ داعيًا قادة التيار في الضفة لمزيد من الصبر على إجراءات وممارسات أجهزة القمع" على حد قوله.
وطالب دحلان قيادة التيار بالضفة المحتلة لابتداع أساليب تتجاوز وجود هذه الأجهزة نحو عقد مؤتمر لساحاتهم في القريب العاجل أو التوافق على من يقودهم خلال المرحلة القادمة.
وقال: "ابارك لكم انعقاد مؤتمركم، واتمنى لمخرجات المؤتمر أن ترتقي للتحديات التي تعصف بقضيتنا الوطنية، وأعدكم أن أظل معكم ومع شعبنا في كافة أماكن تواجده".
وشهد المؤتمر تكريم عائلة الراحل عبد العزيز شاهين "أبو علي"، وخلال جلساته سيناقش أوراق عمل تنظيمية وإدارية ومالية، ويختتم المؤتمر أعماله بانتخاب قيادة جديدة لمجلس الساحة وقيادته.