إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
ميلاد فارس:
أبصر شهيدنا أسعد مصطفى أبو سنينة النور في الأول من حزيران 1979م، في مدينة الخليل المحتلة، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها، وكان ترتيبه الخامس بين أفراد أسرته.
أنهى المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدرسة الخليل، إلا أنه اضطر لمغادرة مقاعد الدراسة واللجوء إلى ميدان العمل لمساعدة والده.
روح وريحان:
عرف شهيدنا بالالتزام في الصلاة والتعلق بالمساجد حيث حافظ على دروس الفقه والسنة النبوية وقراءة القرآن الكريم. وتميز بأنه خلوق مهذب وملتزم بالأدب في مجالسه، حتى إن عمله في دهان السيارات لم يثنه عن مواصلة علاقاته الاجتماعية مع أقربائه وجيرانه. رفض الزواج طمعاً بلقاء الله، ويقول شقيقه: إنه كان يردد دوماً: "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة".
في صفوف الجهاد:
حين اندلعت انتفاضة الحجارة عام 1987م، بلغ شهيدنا الفارس أسعد ربيعه التاسع، وبعد أن تخطى الثانية عشرة من عمره التحق بركب نشطاء الانتفاضة، وبرع في استخدام المقلاع ضد الاحتلال أثناء المواجهات.
التحق شهيدنا بصفوف حركة الجهاد الإسلامي فأصبح من عناصرها البارزين على المستوى الدعوي والجماهيري. ثم التحق مع بداية انتفاضة الأقصى 2000م بصفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وعلى إثرها أصبح واحداً من أبرز المطلوبين للاحتلال.
الشهيد المجاهد عبد الباسط أحمد أبو سنينة
ميلاد فارس:
أبصر شهيدنا عبد الباسط أبو سنينة، النور في العاشر من سبتمبر 1971م، في مدينة الخليل المحتلة، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها، وكان ترتيبه الخامس في أسرته. وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي فيها إلى أن بلغ الخامسة عشرة من عمره حيث اضطر لترك مقاعد الدراسة واللجوء إلى العمل بدافع المساعدة في توفير قوت أسرته. وقد تزوج من فتاة صابرة محتسبة.
روح وريحان:
كان مثالاً يحتذى في الأخلاق وحسن الصيت والسمعة وكان يرتاد المساجد منذ نعومة أظافره.
تقول زوجة الشهيد المجاهد عبد الباسط التي رافقته على مدار عام ونصف، أنه خلوق ومؤدب، وتعتز بحيائه وأدبه حيث حظي بحب الجميع من أقرباء وأصدقاء وجيران وأصهار. وأشارت إلى تواضعه الشديد وممارسة هواية المطالعة والكتابة، حيث كان يكتب بأسلوب سلس وجميل.
في صفوف الجهاد:
كان حريصاً وكتوماً حتى أن زوجته لم تعلم بالتحاقه بصفوف المقاومة إلا قبل استشهاده. وتقول زوجته: "إنه شديد الحرص على أن يواصل مشوار الجهاد في سرية تامة".
التحق شهيدنا بحركة الجهاد الإسلامي منذ مطلع انتفاضة الأقصى عام 2000م، وحرص على الالتحاق بصفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بعد فترة بسيطة من انخراطه في صفوف الحركة لسعيه نيل الشهادة في سبيل الله والوطن.
وتعرض للملاحقة والمطاردة على يد الاحتلال بعد مشاركته في تنفيذ العمليات الجهادية. تقول شقيقته: "اعتاد الاحتلال أن يقتحم منزلنا بشكل دوري بحثاً عن أخي عبد الباسط".
شهداء على طريق القدس:
تعرض الشهيدان المجاهدان أسعد وعبد الباسط، للعديد من الكمائن والملاحقات، من أجل إلقاء القبض عليهما، حتى حانت ساعة الشهادة في يوم الجمعة 14 ديسمبر 2001م، أمام المستشفى الأهلي بمدينة الخليل، حيث خاص الشهيدان اشتباكاً مسلحاً مع قوات العدو الصهيوني التي نصبت لهما كميناً محكماً أدى إلى استشهادهما، وارتقيا إلى جنان الخلد بعد مسيرة حافلة بالجهاد والعطاء.
وخرجت مدينة الخليل عن بكرة أبيها تودع أبناءها وفرسانها، الذين حملوا هم الدفاع عن أرضهم وشعبهم، وارتقوا شهداء على طريق القدس.