خبر الحصار على غزة: 70 ألف أسرة بلا مصدر دخل.. وعشرات الآلاف يعانون نقصاً حاداً في الغذاء

الساعة 09:32 ص|12 ابريل 2009

غزة ـ الانتقاد

عدة أشهر مرت على توقف الحرب الصهيونية ضد قطاع غزة؛ دونما تغيير إيجابي يذكر على حياة 1.5 مليون فلسطيني؛ لا سيما على الصعيد الحياتي والإنساني، فالحال آخذة في التدهور نحو الكارثة التي لم تفلح حتى الآن التحذيرات المتلاحقة فلسطينياً وعربياً وحتى دولياً في الحيلولة دون ظهور بوادرها.

"الانتقاد" حاولت رسم جانب من صورة الوضع الذي يعيشه سكان القطاع، عبر الحديث إلى عدد منهم.

يقول أبو حمد الشريف في العقد الخامس مع عمره: "حياتنا كل مالها بتزداد سوء نتيجة الحصار وإغلاق المعابر، يعني أنا مثلاً من 4 سنين ما بعمل وما عندي أي دخل".

يشرح أبو حمد وهو رب أسرة تضم 12 فرداً؛ بينهم 3 شبان أنهوا دراستهم الجامعية وانضموا إلى آلاف الخريجين العاطلين عن العمل في غزة: "المشكلة الأكبر أنه لا يمكن تجاوز متطلبات البيت المستمرة.. حتى المعونات اللي كنا نستلمها في السابق صارت أقل و بطلت في موعدها".

أما خليل الزق (35 عاماً)، وهو عامل في مجال البناء فحاله لم يكن مختلفاً عن سلفه، حيث فقد فرصة عمله التي كانت تمثل مصدر دخله الوحيد، وبات ينتظر كغيره من العمال شيكات المساعدات التي تصرفها الحكومة الفلسطينية بين الفينة والأخرى للتخفيف عن كاهلهم، وتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم.

أبو أحمد منصور ـ صاحب محل تجاري، من جهته قال: "إن حركة البيع تكاد تكون معدومة.. الناس ما معهم يشتروا، وما في مجال ندينهم على طول؛ لأن التجار بدهم مصاريهم".

بينما الحاجة أم إياد أبو عبيدة، والتي تتاجر في المواد التموينية التي تعمل المنظمات الإغاثية على توزيعها، فقالت: "غالبية اللي بيستلموا هذه المواد بيبيعوا الجزء الكبير منها حتى يتصرفوا بثمنها.. مثل ما أنتم شايفين الحال علينا وعليهم ربنا يفرجها".  

هذا الواقع الصعب بكل ما للكلمة من معنى؛ حملناه لوزير الشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة الفلسطينية أحمد الكرد الذي أكد أن عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية باتت بلا أي دخل نتيجة الفقر والبطالة والحرب العدوانية الأخيرة على غزة.

الوزير الكرد وخلال حديثه "للانتقاد" قال: "توجهنا إلى الجهات المانحة لصرف شيء بسيط لهذه الأسر التي تجاوز عددها 70 ألفاً لكن دون جدوى؛ وفي حال لم يتم إنجاز ذلك سنكون أمام كارثة جديدة في غزة ستهدد حياة الآلاف".

ودعا الوزير الفلسطيني الدول العربية والمنظمات الإنسانية إلى المساهمة في دعم مشروع الضمان الاجتماعي الذي تعكف حكومته على إطلاقه والخاص بتوفير مبالغ مالية ثابتة لتلك الأسر التي لا تتلقى إعانات بالمطلق وتفتقر لمصدر دخل يحفظ كرامتها؛ لا سيما أنها ضحت بكل ما تملك في سبيل الدفاع عن فلسطين والتصدي لكل المخططات الصهيونية الرامية لاقتلاع أهلها منها عبر كل الوسائل.

وتجدر الإشارة إلى أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة كان قد حذر من أن مئات الآلاف من الأسر في غزة تعاني انخفاضاً حاداً في الدخل منذ حزيران/ يونيو 2007؛ في أعقاب تشديد الحصار على القطاع، وفرض المزيد من العقوبات على أهله.

وقال البرنامج في تقرير له: "إن التدهور بلغ درجة تثير القلق بالنسبة لأكثر من 460 ألف شخص من غير اللاجئين الذين يعيشون في غزة، وأن 71 في المئة من الأسر التي لا تنتمي للاجئين تعاني مشاكل متزايدة منذ ذاك التاريخ تتعلق بشراء الغذاء الكافي لإطعام أفرادها".

هذه التحذيرات وما سبقها من رسائل ستظل بلا معنى ما لم تلق آذاناً صاغيةً تسمع آهات المنكوبين الغزاويين، وأعيناً مفتوحة ترى ما حل بهم لعلها تتحرك لتغيير واقعهم للأفضل.