فصائل فلسطينية: انتفاضة الحجارة شكلت منعطفًا تاريخيًا هامًا في نضال الفلسطينيين ضد الاحتلال

فلسطين اليوم

أكدت فصائل فلسطينية، اليوم الأربعاء، أن الانتفاضة الأولى عام 1987 شكلت منعطفًا تاريخيًا هامًا في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، كما أنها سطرت ملحمة فدائية شعبية كبيرة ضد مؤامرات التصفية التي تحاكي ضد القضية الفلسطينية.

وأوضحت الفصائل خلال وقفة جماهيرية بعنوان (نداء للضفة.. الانتفاضة سبيل الخلاص) في مدينة غزة، عشية الذكرى 34 على الانتفاضة الأولى، أن الفلسطينيين شاركوا في انتفاضة الحجارة ضد الاحتلال بكافة الوسائل الشعبية لتدخل مرحلة جديدة في الصراع في تطوير سلاح المقاومة التي بات يضرب عمق الكيان.

منعطف خطير

وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب، أن انتفاضة الحجارة شكلت لحظة فارقة ومنعطف جديد في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح القيادي في حركة "الجهاد"، حبيب، أن هذه الانتفاضة الشعبية لاقت تعاطفًا كبيرًا في أوساط العالم أجمع وأثبتت أن الاحتلال لا يريد سلامًا إنما مواصلة الحرب.

وقال حبيب: إن "الاحتلال ظن من خلال ممارسة سياسة تكسير العظام أن الفلسطيني يستسلم ويقبل ما يرده، لكنه تفاجئ بالعزيمة القوية في استمرار الفلسطينيين بجهادهم ونضالهم ضد المحتل".

وأضاف: أن "دولة الكيان زرعت في فلسطين بهدف الدمار والخراب وهو رأس حربة استعمارية يستهدف المنطقة وبكل مكوناتها".

ودعا حبيب، إلى ضرورة الاتفاق على استراتيجية وطنية فلسطينية عبر الحوار الشامل تجمع على قاعدة وهي مواجهة الاحتلال والانسحاب من اتفاقية أوسلو والاعتراف بالعدو.

وحول المماطلة في عملية إعادة إعمار غزة، حذر القيادي حبيب، من أن تلكؤ الاحتلال في إدخال مواد البناء والمنح الدولية لقطاع غزة ستدفع شعبنا ومقاومته إلى الانفجار في وجه المحتل.

وبدأت الانتفاضة يوم 8-12-1987 وكانت في جباليا شمال قطاع غزة ثم انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيمات فلسطين، وسميت بهذا الاسم لأن الحجارة كانت أداء لهجوم والدفاع التي استخدمها المقاومون ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي.

ملحمة عظيمة

بدوره،  أكد مسؤول الدائرة السياسية في حركة "المجاهدين" مؤمن عزيز، أن انتفاضة الحجارة سطرت ملحمة عظيمة من الملاحم الفدائية للشعب الفلسطيني في الانتفاضة بوجه العدو، وقال فيها الفلسطينيون كلمتهم بأنهم "لا يقبلون التنازل عن حقوقهم"، رغم سياسات الاحتلال الظالمة.

وقال عزيز: إن "الشعب الفلسطيني يقاتل بكل ما أوتي من قوة، للدفاع عن نفسه وحقوقه"، موضحًا أن الثورة هي سبيل الخلاص من الاحتلال.

وشدّد على أن الضفة بحاجة إلى هبة شعبية عارمة تنتفض في وجه الاحتلال تسقط كل من راهن عليه، خاصة ملف التنسيق الأمني التي تقوده السلطة في رام الله.

وفي رسالة إلى الدول العربية المطبعة مع "إسرائيل"، دعا عزيز، تلك الدول بالعودة إلى رشدهم والانسحاب من اتفاقيات التطبيع، لأن الاحتلال زائل.

كما ودعا المجتمع الدولي وجميع احرار العالم إلى تظافر الجهود في تقديم الدعم بكافة أنواعه في الدفاع عن القضية الفلسطينيين وحقوق الفلسطينيين.

ردعت الاحتلال

من جهته، قال القيادي في الجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة: إن "انتفاضة الحجارة كانت شرارة لجريمة إسرائيلية بشعة، عندما دهش شاحنة تتبع للاحتلال لمركبة فيها ستة عمال فلسطينيين من سكان مخيم جباليا على حاجز بيت حانون، ما أدى إلى استشهادهم على الفور".

وأضاف أبو ظريفة، أن الاحتلال مارس أبشع أنواع الاضطهاد لإخمادها، لكن أسطورة المنتفضين بقيت مستمرة وجسدت انجازًا كبيرًا في تاريخ نضال الفلسطينيين.

وأشار إلى أن اتفاقية أوسلو عام 1993 جاءت للالتفاف على هذه الانتفاضة التي ردعت الاحتلال وشكلت له كابوسًا أمنيًا كبيرًا، عجز عن مواجهتها.