هكذا نفّذ الشهيد رياض عدوان عملية طعن في رفح وأخرى في السجن

الساعة 12:02 م|08 ديسمبر 2021

فلسطين اليوم | ياسر صالح

وحدة الأرشفة والتوثيق في مؤسسة مهجة القدس

تعود جذور عائلة الشهيد المجاهد رياض عدوان (أبو محمود) إلى قرية بربرة المحتلة عام 1948م، والتي شُرّد أهلها إبّان الجرائم البشعة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق البشر والحجر والشجر خلال النكبة، ما اضطر عائلة عدوان للنزوح نحو مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة والاستقرار في أحد مخيماتها على أمل العودة إلى الأراضي المحتلة.

عانى الشهيد رياض عدوان ما عاشه أبناء شعبنا من تهجير قسري وفقر وألم نتيجة ما اقترفه الاحتلال الصهيوني، ما دفع عائلته للاهتمام بتعليم أبنائها حيث جسدت ذلك واقعًا عبر إقدام الشهيد رياض على التعلم في مدارس رفح، حتى أتمّ مرحلة الثانوية العامة، ثم دراسة دبلوم ميكانيكا في كلية تدريب وكالة الغوث بغزة.

كافح الشهيد رياض عدوان الحياة وبدأ العمل على إعداد نفسه وبناء أسرة كريمة تحمل اسمه وتروي سيرته من بعده، فتزوج وأنجب عددًا من الأبناء، وكان ملتزمًا بدينه وصلاته ومن المشهود لهم بالخير والصلاح، فقد أدّى فريضة الحج وهناك دعا الله أن يرزقه الشهادة، رغم ما كان يعانيه من آلام ومضاعفات جراء مرضه بالربو.

وبحكم مكان إقامة الشهيد المجاهد رياض بالقرب من بيت المؤسس الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله، فقد كان يكن له كل الحب والتقدير والاحترام لمواقفه البطولية، لذا كان ذلك مفخرةً له كونه أحد أبناء حركة الجهاد الإسلامي صاحبة السيرة الجهادية العطرة بعملياتها ونهجها.

ولأنه أحد فرسان الجهاد الاسلامي تقدّم شهيدنا بثبات وقوة نحو الواجب ولم تقف الدنيا عائقًا أمامه، واختار شهر رمضان توقيتًا لتنفيذ العملية، لما يحمله شهر الصيام والدعاء والانتصارات وشهر شحذ الإرادة وارتقاء الروح على المادة من ميزة خاصة لدى المسلمين على مدى التاريخ.

وفي صبيحة ليلة القدر 27 رمضان 1411هـ الموافق 12/04/1991م، تجهّز شهيدنا البطل للقاء ربه، وعلى خطى المجاهد نضال زلوم صاحب عملية الطعن في القدس توجّه إلى مدينة غزة باحثًا عن هدف صهيوني لكنه لم يجد هدفًا مناسبًا أو فرصةً سانحة.

وخلال عودته إلى رفح نزل الشهيد رياض من السيارة أمام مبنى الإدارة المدنية فوجد على البوّابة مجموعة من جنود الحراسة المسلحين، فاقترب منهم واستلّ شبريته التي أعدّها لذلك مزمجرًا بأعلى صوته بصيحة الله أكبر، وطعن أحدهم في كتفه فهرب ثم هجم على الثاني وطعنه، وهنا صوّب أحد الجنود سلاحه نحوه وأطلق عليه الرصاص فأصيب المجاهد أبو محمود وتم اعتقاله ونقله للمستشفى.

وبعدها نُقل إلى أقبية التحقيق والتعذيب الصهيوني، ومن ثم إلى العزل تحت الأرض في الرملة، وبعد ذلك أصدرت المحكمة الصهيونية الظالمة حكمًا جائرًا بسجنه 30 عامًا.

لم يُوهِن السجن أو يُضعِف عزيمة مجاهدنا رياض، فواصل مشواره الجهادي من داخل الأسر، وأثناء وجوده فيما يسمى مستشفى الرملة أو ما يعرف لدى الأسرى بمقبرة الرملة لكثرة من استشهدوا داخلها قام أبو محمود بتشفير شرطي من شرطة السجن في رقبته بتاريخ 01/09/1991م، ليُمنع بعدها من علاج الربو ويُعزل انفراديًا نتيجة لذلك.

أمضى الشهيد رياض عدوان فترة قاسية في السجن عانى فيها العذابات بفعل الإهمال الطبي المتعمّد الذي ينتهجه الاحتلال بحق أسرانا الأبطال، والذي كان سببًا في ارتقاء شهيدنا البطل رياض داخل أسوار سجن بئر السبع بتاريخ 12/01/1997م.

كلمات دلالية